بعد تألقه في أدوار الشر.. كيف استطاع يوسف شاهين أن يكشف عن الوجه الآخر لـ محمود المليجي ؟
كتب: شاهيناز خليفة
بنرات صوته الحادة المخيفة، وملامح وجهه القاسية المميزة، جعلت محمود المليجي يتألق ويتميز بأدوار الشر، التي انحصر فيها لفترة طويلة في مشواره الحافل حتى جاء تحوله الفني على يد المخرج يوسف شاهين، الذي استطاع أن يكشف عن موهبته المدفونة والتي سطعت للنور بأعمالهما سويًا في أعمال شتى.
يحل اليوم الذكرى الـ40 لوفاة المليجي الذي فارقنا في مثل هذا اليوم 6 يونيو عام 1983، ونرصد في هذ التقرير، كيف استطاع محمود المليجي أن يخلع قناع الشر على يد المخرج المبدع يوسف شاهين؟!.
استطاع «يوسف شاهين» أن يكشف عن الوجه الآخر لـ محمود المليجي في التمثيل، والتي ظهرت من خلال براعته في أداء فيلم «الأرض» عام 1970، الذي استعرض فيه المليجي قدراته الفنية وموهبته البارعة في التمثيل من خلال شخصية «محمد أبو سويلم»، ليكون الفيلم ملحمة سينمائية مستمرة حتى الوقت الحالي والتي خلدت اسم محمود المليجي، ومازالت محفورة بقلوبنا رغم رحيله من 40 عامًا.
وتسبب هذا الفيلم في بكاء يوسف شاهين، وذلك لتأثره بأحد مشاهده بالفيلم وهو المشهد الصامت أثناء عودته من المعتقل وهو يظهر الحزن والإنكسار بدون أي كلمة، الأمر الذي جعل كاست العمل يقوم بالتصفيق له بشدة بسبب براعته في أداء المشهد.
ولعل فيلم «الأرض» لم يكن العمل الأول بينهما، حيث أول عمل بين المليجي وشاهين هو فيلم «جميلة» عام 1958، وتلاها العديد من الأفلام التي مثلت «دويتو» بين الثنائي يوسف شاهين ومحمود المليجي، ليتألقا في العديد من الأعمال لعل أبرزها، عودة الإبن الضال، إسكندرية ليه، حدوتة مصرية، الاختيار وغيرها من الأعمال التي ميزت تاريخهما الفني طوال 23 عامًا.
ومن الأفلام التي شكلت علامة فارقة في حياة محمود المليجي الفنية، هو أدائه العبقري لفيلم «إسكندرية ليه» والذي جسد خلاله المليجي دور والد «يحيي»، حيث كشف حينها «شاهين» أنه كان يشعر بالخنقة بسبب أداء المليجي المتميز وهو يودع ابنه، جعل شاهين يتأثر بالمشهد.
وكان يوسف شاهين دائمًا ما يحب العمل مع محمود المليجي، حيث أنه في لقاء نادر نشرته صفحة «Aesthetics» تحدث عن المليجي، قائلا: «مش عبقري ولا حاجة بس وقفه قدام الكاميرا، كان مجرم تمثيل».