سياسيون إسرائيليون يتوقعون فشل العملية العسكرية لجيش الاحتلال في جنين
كتب: أحمد حسني
كشف محللون سياسيون إسرائيليون عن شكوك تحوم حول قدرة العملية العسكرية الكبيرة التي نفذتها القوات الإسرائيلية و"الشاباك" في جنين ومخيمها لتقديم حلاً حقيقيًا للمشاكل الأمنية في المناطق الشمالية من الضفة الغربية.
ويرى عدد من الأصوات في إسرائيل أن هذه العملية قد توفر حلاً مؤقتًا فقط، ومن الممكن أن يتم طرد المسلحين الفلسطينيين من المنطقة لفترة قصيرة، لكن في غياب هيئة فلسطينية مسئولة تتولى المسئولية في تلك المنطقة، فإنه من المحتمل أن تجد إسرائيل نفسها في وقت قريب في عملية عسكرية مكثفة أخرى في جنين.
وأشار الكاتب والمحلل السياسي آفي يسخاروف في صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية إلى أن "إيران ركزت في السابق بشكل رئيسي على تمويل الإرهاب وتنفيذ هجمات إرهابية ضد الإسرائيليين في مختلف أنحاء العالم، وقامت بتدريب مسلحين لتعزيز عملياتها ضد إسرائيل. ولكن الآن أصبحت إيران تقترب من إسرائيل، واستغلت الفراغ الذي نتج عن ضعف السلطة الفلسطينية. وفي مثل هذه الحالة، فإن عملية عسكرية واسعة النطاق في جنين لن توفر سوى حلاً مؤقتًا".
وأضاف يسخاروف أنه منذ عدة أشهر، شهدت الضفة الغربية جهودًا ملحوظة من إيران لتنفيذ هجمات تستهدف الاستقرار الأمني، من خلال تهريب الأموال والذخائر للجماعات المسلحة الفلسطينية في المنطقة، وتم تهريب العديد من هذه الأسلحة عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان وسوريا والأردن.
وأكد أن إحدى المخاوف التي يتعين على إسرائيل التصدي لها هي تهريب الأسلحة عبر طائرات بدون طيار، والتي يمكنها تحمل أوزان محدودة وتسبب ضررًا.
وبحسب يسخاروف، أصبحت المدن الفلسطينية القريبة من إسرائيل، مثل جنين ونابلس، ملاعب لنشاط إيران. وبما أنه لا توجد سلطة فلسطينية فعالة قادرة على السيطرة على الخلايا المتطرفة في تلك المدن، ونظرًا لعدم رغبة إسرائيل في إعادة الاحتلال والاستيطان في تلك المناطق، فإن من غير المرجح أن تحقق عملية عسكرية محدودة حلاً أمنيًا دائمًا. وتلوح المشكلة في الأفق.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي حنان جرينوفيد في صحيفة "إسرائيل اليوم": "يبدو أن صوت التنفيس والتغبير الذي يشعر به سكان شمال الضفة يمكن سماعه في بئر السبع. لقد طالبوا بشدة بعملية عسكرية ضد بؤر الإرهاب في جنين ونابلس على مدار أكثر من عام، وهم يستيقظون هذا الصباح على أنباء تفيد بأن حلمهم سيتحقق بالفعل. يشعرون الآن بأن الجيش الإسرائيلي جاء لإنقاذهم من عش الدبابير الذي كان يهددهم".
وأضاف جرينوفيد أن المشكلة في المنطقة هي أن عملية عسكرية محدودة قد لا تحقق الهدف المطلوب، وأن إسرائيل يجب أن تثبت للمسلحين الفلسطينيين في جنين أنها قوية بما يكفي لإرغامهم على التراجع وعدم محاولة إعادة الظهور في المستقبل القريب.
