مشافوش فيلم كتكوت!.. سر طريقة بناء «مترو ماسبيرو» تحت الماء؟
كتب: رويدا حلفاوي
في الأيام الماضية شهدت منصات التواصل الاجتماعي جدلاً كبيرًا بين جيل التكنولوجيا وجيل التسعينيات وما قبله، بشأن خط سير مترو ماسبيرو ، فهل يسير تحت الماء؟.
تسيطر علامات الدهشة على منشورات رواد مواقع التواصل الاجتماعي ورصدنا بعض تساؤلاتهم منها: «يعني إحنا بنعدي تحت المياه إزاي بجد؟. والنفق اتبني ازاي من الأساس وسط المياه».
هذه المنشورات تذكرنا بفيلم «كتكوت» والمشاهد الأخيرة له حينما كان يحاول الهرب بالقنبلة في اسطوانات حديدية خاصة بالمترو أسفل المياه فكيف تم بناء هذه المسافات تحت المياه؟.
يُعد خط مترو ماسبيرو، هو أحد خطوط مترو القاهرة العاملة، والذي أُنشئ بغرض التخفيف من مشكلة الزحام التي تعاني منها القاهرة الكبرى وخفض مستويات التلوث البيئي، ويمتد من محطة العتبة وحتى محطة الكيت كات بطول 4 كم، والتى تشتمل على (4) محطـات نفقية هى (ناصر – ماسبيرو – صفاء حجازى – الكيت كات).
السؤال هو كيف شُيّدت هذه الأعاجيب الهندسية في العالم مع الكمية الكبيرة للطين والماء التي ستتدفق حتى من أصغر الثقوب؟
درع الأنفاق
بُني أول نفقٍ تحت الماء في العالم تحت نهر التايمز المتدفق عبر مدينة لندن، في أوائل القرن التاسع عشر عندما كانت لندن محور التجارة في أوروبا وكثير من بقية دول العالم.
كانت الموانئ مزدحمةً بالسفن التي تحمّل الفحم والسلع الأخرى, وكانت الطرق مليئةً بالسيارات التي تجرّها الخيول، وكان الازدحام يبعث على القلق، لا سيما وأن الصناعة كانت في حالة نموٍّ كبير.
كانوا بحاجةٍ إلى طريقةٍ لزيادة معدّل التجارة والسفر دون زيادة حركة المرور المائية.
كانت فكرة بناء نفقٍ تحت الماء في ذلك الوقت غريبةً جدًا، بل كانت ضربًا من الخيال، ومع ذلك، فقد أدرك المهندسون أنها الحل الأكثر فعالية.
وبالطبع كان هناك مخاطر، إذ يمكن أن يتدفق الماء والطين على عمق أمتارٍ كثيرةٍ تحت تأثير الضغط من خلال الشقوق وبالتالي يُدمّر النفق بأكمله، وسيكون ذلك كارثيًا.
ومع ذلك، طور مارك برونيل (المعروف بكونه أحد أكثر مهندسي المملكة المتحدة ذكاءً) في عام 1818جهازًا مبتكرًا يمكن أن يحفر ضمن قاع البحر دون السماح لأي طينٍ أو ماءٍ بالتسرب!
كان اختراعه عبقريًا، استخدم ما يُسمى الآن درع النفق، وهو حفّارةٌ بطول 12.19 مترًا (40 قدم) تشبه الغواصة محمية بواسطة جدارٍ من الفولاذ والآجر بثخانة 0.9 متر (3 أقدام).
لم يُحفر نفق نهر التايمز بين منطقتي وابينغ وَ روثيرث بواسطة آلة حفرٍ كبيرة، إنما من قِبل الناس الذين قاموا حرفيًا بشق الصخور.