Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

الجابون والنيجر.. شعوب فقيرة في بلدان غنية والمستعمر القديم يترقب

 كتب:  أحمد حسني
 
الجابون والنيجر.. شعوب فقيرة في بلدان غنية والمستعمر القديم يترقب
بونجو وبازوم ومصير مجهول
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
لم يمض وقت طويل على انقلاب النيجر، ولم تمض سوى 4 ساعات على انتخابات الجابون الرئاسية وفوز علي بونجو بفترة ولاية ثالثة، حتى انقلب الجيش الجابوني على الرئيس المنتخب علي بونجو.
تكرار سيناريو النيجر في الجابون يضع علامات استفهام كبيرة حول البلدين وأحوال شعوبهما الذين ينعمون بالديمقراطية، وشفافية الانتخابات التي حصل فيها بونجو على 64% من الأصوات خصوصًا أن هناك عاملًا مشتركًا بين البلدين من حيث المستعمر القديم الذي استبدل الاستعمار السلمي بالاستعمار التقليدي بالجيوش .
بونجو لم ينعم بالفترة الثالثة في منصب الرئاسة، والسبب المعلن من الجيش الجابوني هو أن الانتخابات الأخيرة افتقدت للمصداقية، ويرى الجيش أن نتائجها باطلة، لعدة أسباب أهما غياب المراقبين الدوليين وقطع خدمة الإنترنت وفرض حظر التجول ليلا في جميع أنحاء البلاد بعد الانتخابات.
تعليم بونجو
تلقى علي بونجو في عام 1965 تعليمه الابتدائي في فرنسا، وبعدها درس في إعدادية بروتستانتية، ثم في ثانوية سين-كروا بمدينة نيلي-سير-سين. وبعد نيله شهادة الثانوية التحق بجامعة باريس الأولى "بانتيون السوربون" حيث نال الدكتوراه في القانون.
عائلة بونجو 
ولكن يبدو أن أسباب الجيش الحقيقية مختلفة في واقع الأمر، فقد امتد حكم عائلة بونجو لسنوات عديدة، فالأب هو عمر بونجو الذي حكم الجابون في الفترة من 1967 حتى 2009، وما إن توفى بونجو الأكبر حتى خلفه نجله علي وحكم الجابون منذ 2009، وحتى 2023.

امتد حكم عائلة بونجو لأكثر من 55 عامًا، ولكن على ما يبدو أن الجيش والشعب كان لهما كلمة أخرى لإنهاء عهد عائلة بونجو.

وتعتبر الجابون من أغنى الدول الإفريقية من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ويرجع ذلك إلى عائدات النفط وقلة عدد السكان نسبيا، لكن لا يزال ثلث السكان يعيشون تحت خط الفقر بحسب تقرير البنك الدولي.

على الجهة الأخرى ومع دولة النيجر التي لا تربطها أي صلة حدودية مع الجابون، إلا أن الانقلاب الأخير استند إلى درء الانقسام الداخلي وحقن الدماء بعد إعلان الحرس الجمهوري اعتقال الرئيس محمد بازوم، ولكن الأسباب الحقيقية بعيدة بشكل عام عن المعلن.  
وتعد النيجر هي الأخرى من أغنى الدول في إفريقيا بموارد الطاقة، حيث تمتلك واحدا من أكبر احتياطيات العالم من اليورانيوم وتعد سابع أكبر منتج له، بالإضافة إلى احتياطي كبير من الذهب والنفط، وتم الكشف عن احتياطيات من الفحم عالي الجودة في جنوب وغرب البلاد منذ فترة ليست بعيدة.
 
وعلى الجهة المقابلة يعيش الشعب الجابوني حالة كبيرة من الفقر، وسط ثراء الدولة الكبير، وإمكانياتها الهائلة في موارد الطاقة وبخاصة اليورانيوم.
المستعمر القديم يترقب
دوليًا أبدت فرنسا المستعمر القديم للنيجر والجابون قلقها الشديد وتخوفها من انهيار الديمقراطية، في البلدين اللتان كانتا تحت الاحتلال، فقد احتلت فرنسا النيجر، في عام 1922، وحتى 1960، ولكن مع الإبقاء على قاعدة عسكرية بها ما يقرب من 1500 من قواتها، كما تقيم الولايات المتحدة على أراضي النيجر نحو 14 قاعدة عسكرية.
كما احتلت فرنسا الجابون في عام 1903، بشكل رسمي واستقلت في عام 1960، ولم يحكمها خلال تلك الفترة سوى 3 رؤساء فقط، هم ليون أمبا وعمر وعلي بونجو (الأب والابن).
من ناحية أخرى تعتمد باريس على النيجر في الحصول على 35% من احتياجاتها من اليورانيوم، لمساعدة محطاتها النووية في توليد 70% من الكهرباء.