ابنة السويركي صاحب «التوحيد والنور»: أبويا رماني في الشارع
كتب: عبد الله محمود
جلباب أبيض لا يصل قدميه، لحية غزاها الشيب تتخطى منكابه في بعض الأحيان تصل إلى وسط بطنه، علامة الصلاة تختم جبينه بحجم العملة المعدنية، لا يتلفظ بكلمة إلا ويصحبها آخرى بذكر الله، أيات القرآن الكريم ترتل في كل الأوقات بجميع فروع محلاته «التوحيد والنور»، إلا أنه على الرغم من كل ذلك خرجت نجلته خلال الأيام الماضية تتهمه بالتعدى عليها وطردها من منزلها مستخدمًا القوة بمساعدة بعض الأشخاص الذي سمح لهم بالتعدي عليها وحمل أشيائها هي وأولادها وإلقائها في الشارع.
بصوت منخفض يظهر عليه الأرق بدأت فاطمة السيد رجب السويركي، حديثها مع موقع «العاصمة»، عن ما حدث معها عقب خروج والدها مالك محلات التوحيد والنور من السجن ضمن قائمة الإعفاء الرئاسي بعدما ثبتت إدانته بتمويل الإرهاب، والانضمام لجماعة إرهابية.
تقول فاطمة أن علاقتها بوالدها لم تكن جيدة منذ الصغر حيث إنه كان يعاملها هي وأشقائها البنات معاملة سيئة، ويفرق بينهم وبين أبنائه الذكور: «بابا كان بيعاملنى وحش جدا وكان قاسي علينا واحنا صغيرين وبيعامل اخواتي الأولاد كويس عشان بيخاف منهم وكان حبسني في البيت».
تتذكر ابنة رجل الأعمال ماحدث معها وهي في الـ 14 من العمر، عندما أجبرها على الزواج من صديقه الذي كان عمره قريب من أبيها،: «مكنتش موافقة على الجوازه ده لأني كنت طفلة ساعتها ومش عارفة حاجة وعشان كده الجوازه وبعد 10 سنين لما طلبت الطلاق حبسني في بيت من بيوته قسرا ومنعني من الخروج لزيارة والدتي حتى».
تعد أفضل فترة عاشتها «فاطمة» طوال حياتها القاسية هي فترة سجن والدها بسبب أن اللجنة التي خصصتها الدولة لإدارة المشروعات وقت حبسه قيمت لهم مبلغا مناسبا ليجعلهم يعيشون حياة كريمة.
بعد خروج رجل الأعمال السويركي من السجن توجهت فاطمة إلى أبيها فرحة لخروجه لكنها تفاجأت بأول حديث معها: « لما خرج من السجن ولقاني عايشة في عمارة من عماراته هددني وقال لي اخرجي من البيت.. واستكتر علينا المبلغ.. وبقى يدينا نص المصروف بس أنا وأخواتي البنات كلنا كده.. ورجعنا تاني في ضيقة ومش عارفين نعيش.. فاضطريت طبعا أن أجيب شوية ملابس وأبيعها في المعارض للناس أو أروحلهم البيوت.. وبعد كده طبعا يعني جت لي فكرة وقلت يعني بدل ما يعني أروح هنا وهنا والشنط أوقات بتبقى تقيلة علي طبعا وكده فقلت يعني أفرش بيهم في مدخل العمارة عندي».
بأنفاس متقطعة وكلمات مبعثرة، تتابع نجلة السويركي، «لكن لما عرف إن أنا فرشت في مدخل العمارة.. بعت لي البلدية قالوا لي شيلي حاجتك من هنا.. آه والدك شاكيك وبيقول أن أنت عاملة ازعاج للسكان.. وطبعا يعني ما فيش أي حد معي أصلا في العمارة غير والدتي.. وشلتها طبعا خرجت منهارة على مكتبه هناك بعيط ومنهاره وصرخ يعني انت عملت فيا كده ليه يعني».
لم تمنع دموع فاطمة والدها من التراجع عن قراراتها بطردها من العقار، «بعت لي حد من عنده زقني وقال ليه البوليس جاي ياخدك.. وامشي من هنا فمشيت رجعت على البيت لكن لقيته بعت ناس نزلت كل حاجاتى ورمتها في الشارع وأصبحت مشردة من غير مكان ورحت قعدت في شقة إيجار على الرغم من غنى والدى الفاحش».