Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

أطول من مترو لندن.. الوصف التفصيلي لشبكة أنفاق غزة لتحصين حماس 

 كتب:  محمد نعيم 
 
أطول من مترو لندن.. الوصف التفصيلي لشبكة أنفاق غزة لتحصين حماس 
ارشيفية
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace


بعمق 75 مترًا، تمتد شبكة أنفاق قطاع غزة على مساحة 500 كيلو متر مربع، واستغرق بناؤها 16 عامًا، ما سمح لحركة حماس بتحصين نفسها ضد أي هجوم مسلح.

تضم الشبكة 1,300 نفق، وللمقارنة تعد الشبكة أطول من شبكة مترو انفاق العاصمة البريطانية لندن، التي يبلغ إجمالي طولها 400 كيلو متر، حسب اعتراف صحيفة «جلوبس» العبرية.


وفيما يعد وصفًا تفصيليًا لشبكة الأنفاق الغزاوية، يبلغ متسوط تكلفة حفر المتر الواحد في الأنفاق 300 دولار، لتصل تكلفة الحفر الإجمالية إلى 1,5 مليار دولار تقريبًا. وتتفرع الشبكة تمامًا مثل تشعب شبكة الطرق، إذ تضم أنفقًا رئيسية للحركة السريعة، وأخرى التفافية، وأنفاق بحرية لدخول وخروج القوارب، بالإضافة إلى أنفاق تسمح بحركة الدراجات البخارية. 


وتحوي الأنفاق، حسب الصحيفة العبرية، ترسانات لا تعد ولا تحصى من المواد الناسفة، وتنطوي مداخل ومسارات الأنفاق على متاهات وفخاخ تعرض فاقدي خرائطها للخطر، ما يفرض على الجيش الاسرائيلي وعمليته البرية الجارية حاليًا في القطاع تحديًا كبيرًا.


وتؤكد تقديرات الموقف الإسرائيلية أن جناح حماس العسكري (كتائب عز الدين القسام)، تنقل الأسرى الإسرائيليين (240 تقريبًا) من نفق إلى آخر في محاولة للتمويه على تقديرات أو معلومات مسربَّة لأجهزة الأمن الإسرائيلية بما في ذلك الموساد، وجهاز الأمن العام الـ«شاباك».


إلا أن إسرائيل تعوِّل على إطالة أمد المعارك في القطاع المأزوم للضغط على عناصر المقاومة، إذ يرى البروفيسور الإسرائيلي هارئيل خوريف، وهو مؤرخ وخبير في الشؤون الفلسطينية بمركز كوشي ديَّان التابع لجامعة تل أبيب أنه من الصعب على الحمساويين البقاء كل هذه الفترة الطويلة دون شمس وضوء وهواء نظيف، لاسيما وأن الأنفاق رطبة للغاية».

اقرأ أيضا.. الأطقم الطبية في مهمة وطنية.. مذابح الاحتلال...


الفارق بين الأنفاق وغيرها يحدده البروفيسور الإسرائيلي يوئيل راسكين، وهو عالم الجيومورفولوجيا والجيولوجي من قسم الجغرافيا والدراسات البيئية في جامعة بار إيلان، مشيرًا إلى أن هناك ثلاثة أنواع من الأنفاق: الضحلة التي يصل عمقها إلى 10 أمتار، حيث تتم الأنشطة التي يمكن الوصول إليها على الأرض، ويمكن اكتشافها بسهولة نسبية باستخدام رادار مخترق للأرض.

أما النوع الثاني فيرتبط بأعمدة إطلاق الصواريخ، وهي أنفاق بعمق يتراوح ما بين 20 إلى 30 مترًا، وتخزن فيه حماس معظم الذخيرة والمعدات اللوجستية، فضلًا عن إقامة غالبية جنود حماس فيها. بينما يصل عمق أنفاق النوع الثالث إلى 75 مترًا تحت سطح الأرض، حيث توجد مقرات القيادة والوسائل القتالية الحساسة التابعة للحركة. 


وحسب البروفيسور راسكين، فإن قيادة حماس المتبقية في غزة والإسرائيليين المختطفين يتواجدون في هذا العمق (النوع الثالث من الأنفاق). ويوضح أن «المياه الجوفية موجودة على هذا العمق، ومن الممكن أن تقوم حماس بضخها لتزويد نفسها بالمياه أثناء الحصار. هناك كهرباء وطعام ومعدات في الأنفاق، وفي حماس لا يمكنك أن تشعر بالقصف من الأعلى. ومع ذلك، فإن المولدات التي تزود نظام الأنفاق بالكهرباء تحتاج إلى الهواء، لذلك تشير التقديرات إلى أنها قريبة من السطح، وهذه هي نقطة الضعف الرئيسية في الأنفاق».


ووفقًا للبروفيسور الإسرائيلي، تتميز تربة الأرض في قطاع غزة بأنها ناعمة وسهلة لحفر الأنفاق، وهو ما مكن من بناء مدينة كاملة تحت الأرض في غزة. ويقول: « أرض القطاع عبارة عن تربة طينية، وخليط من الرمل والطين والرواسب البيوكيميائية الجيرية، مما يجعل مهمة الحفر سهلة نسبيًا، على الرغم من أنها تصبح أكثر صعوبة كلما تعمقت أكثر».