Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

«بدي اتعافى وارجع غزة».. «العاصمة» تحاور مصاب فلسطيني في مستشفى العريش

 كتب:  رحاب جمعة
 
«بدي اتعافى وارجع غزة».. «العاصمة» تحاور مصاب فلسطيني في مستشفى العريش
د. خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان مع أحد المصابين الفلسطينيين
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

كان حسن أبو جزر يقدم مساعدته للمصابين تحت الأنقاض في المنازل التي تعرضت للقصف الإسرائيلي في السابع من أكتوبر داخل قطاع غزة، وعندما وصل للبيت الخامس لإسعاف أهله توقف الزمن حتى استيقظ داخل مجمع ناصر الطبي في 10 أكتوبر الماضي، وهو يتألم وحوله أهله ومئات من المدنيين الذين اتخذوا من المستشفى مأوى لهم، وظل يعاني حتى 1 نوفمبر حيث وصل لاستكمال علاجه داخل الأراضي المصرية بمستشفى العريش - شمال سيناء.

 

في وقت سابق رفضت مصر في 14 أكتوبر السماح لرعايا الولايات المتحدة المرور عبر معبر رفح إلا بعد تسهيل دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة حسب مصادر مطلعة مصرية لقناة القاهرة الإخبارية، وبعد يومين قام وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار بزيارة شمال سيناء للوقوف على مدى جاهزية المستشفيات هناك لاستقبال المصابين.

نشطاء يحذرون من استغلال جيش الاحتلال للهدنة الإنسانية في قطاع غزةأقرأ أيضًا...

نشطاء يحذرون من استغلال جيش الاحتلال للهدنة الإنسانية في...

 

وأكد متحدث الوزارة حسام عبد الغفار في تصريح خاص لـ "العاصمة" على أن الوزارة مستعدة بخطة لاستقبال المصابين الفلسطنيين من خلال خطة طوارئ وتجهيز المستشفيات بـ 8 محافظات "القاهرة، الجيزة، شمال سيناء، السويس، الإسماعيلية، بورسعيد، دمياط، الشرقية" وذلك لتوفير الأدوية والاجهزة الطبية والمستلزمات.

 

حسن نشأت أبو جزر، عضو في أسرة مكونة من 11 فرد هما الوالدين و9 أشقاء أكبرهم 29 عامًا وأصغرهم 14 عامًا، وهو الابن الثالث لوالديه عمره 19عامًا، لم يحالفه وأشقائه الحظ أن يتلقى العلم في المدارس ولكنه تربى على تقديم روحه فداءً للوطن.

عندما بدأت حماس عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر وردت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف المنازل بدأ حسن في إسعاف جيرانه من تحت الأنقاض.

 

وأشار حسن في تصريح خاص لـ العاصمة، إلى أنه في ذلك اليوم قام بإسعاف المصابين من أربع منازل تم قصفها بشكل عشوائي وعندما توجه للمنزل الخامس لإنقاذ جيرانه من تحت الأنقاض وتوجيههم لسيارات الإسعاف والمستشفيات فجأة توقف الزمن حتى عاد للحياة مرة آخرى داخل مجمع ناصر الطبي، وحينها أدرك أنه تم قصف المنزل الخامس مرة آخرى حينما كان يخرج المسعفون الأهالي من تحت الأنقاض.

 

وأضاف أبومازن خال حسن، أن ابن شقيقته لم يتذكر أي شئ عن الحادث، قائلاً: "عندما فاق لم يتذكر أي شئ سوى أنه كان يخرج الأهالي من المنزل الخامس الذي تم قصفه وهو مصدوم من صعوبة ما عاش..تطوع حسن لإنقاذ أخوانه ولكن القصف طاله..الشباب اللي كانوا معاه اللي فضلوا عايشيين خبرونا وروحنا ليه المستشفى لحد ما فاق في اليوم الثالث".

 

تسبب القصف في إصابة حسن بشظايا في أماكن متفرقة من جسده في الكلى والعمود الفقري وفي الدماغ والقدم واليد. يقول مازن أن ابن شقيقته أجرى عمليات استخراج الشظايا من الكلى والدماغ والقدم داخل مجمع ناصر الطبي بقطاع غزة، ولكن تم تحويله إلى مصر لإجراء عملية استخراج شظايا من العمود الفقري حيث أبلغه الأطباء الفلسطنيين أن نسبة نجاح العملية عند إجرائها بفلسطين 2% فقط بسبب نقص المعدات الطبية. يشير أن خوف العائلة من إصابة حسن بالشلل التام إذا فشلت العملية جعلتهم يأجلونها لحين فتح معبر رفح ونقل الأشقاء اللفلسطنيين لمستشفيات شمال سيناء لاستكمال علاجهم.

 

ظل حسن وعائلته لمدة 21 يوم داخل مجمع ناصر الطبي الذي أصبح ملجأ للمصابين والمدنيين من القصف الإسرائيلي ينتظر قرار تحويله لمصر لاستكمال علاجه وسط أصوات القصفق من كل اتجاه، قائلاً: "أصوات القصف لا تهدأ طوال الوقت الأصوات حوالينا..قوات الاحتلال كانت بتستهدف البيوت جنبنا وحوالينا وكنا بنستعد للشهادة طوال الوقت" يقول مازن خال حسن المصاب الفلسطيني".

 

في إطار التجهيزات المصرية لاستقبال المصابين، استقبلت محافظة شمال سيناء فرقتين طبيتين في 18 أكتوبر الماضي كما نشرنا في تقرير سابق وذلك لرفع الدعم الطبي في المحافظة، وفي نفس الوقت شهدت المحافظات المصرية حملة موسعة للتبرع بالدم.

 

أبو مازن خال حسن المصاب الفلسطيني يقول أنه بداية من يوم 10 أكتوبر الماضي حتى 1 نوفمبر الجاري ظل حسن يتألم حتى جاء قرار تحويله لاستكمال علاجه في مصر.

 

وفي 25 أكتوبر كشف الدكتور أسامة عبد الحي لـ العاصمة أنه تم فتح باب التطوع للأطباء للمساعدة في علاج مصابي غزة، ووصل عدد المتطوعين حوالي 2000 طبيب على استعداد السفر لشمال سيناء أو غزة.

كما أكدت الدكتورة كوثر محمود نقيب التمريض أنه تم تجهيز 27 فريق مكون من 250 ممرض وممرضة.

 

وأوضحت مصادر في مديرية الصحة إنه تم تدشين مستشفى ميداني يقع خلف مستشفى الشيخ زويد المركزي. وصرح مدير إدارة الرعايات المركزة بوزارة الصحة أحمد علي أن الوزارة فتحت باب التطوع للأطباء والممرضين للتطوع للعمل في المستشفى الميداني.

 

في الأول من نوفمبر الجاري، عبرت حوالي 40 سيارة إسعاف إلى الجانب المصري من معبر رفح وبداخلها مجموعة من المصابين والجرحى من بينهم حسن.

وقدر الصحفيين وقتها والمراسلين هناك أن 81 مصاب دخلوا مصر، فيما أعلنت وزارة الصحة والسكان في بيان لها استقبال أول مجموعة من المصابين والجرحى وتم تحويل 11 مصاب لمستشفى العريش و5 لمستشفى بئر العبد.

 

ويوضح أبو مازن أن رحلة دخول مصر استغرقت 8 ساعات من باب المستشفى بغزة حتى وصل حسن لمستشفى العريش وسط استقبال مهيب من السلطات والأطباء المصريين الذين لم يتأخروا عن تقديم العون والمساعدة.

 

ويشير إلى أن الرحلة استغرقت كل تلك المدة بسبب المضايقات التي تعرض لها المصابين الذين وفدوا من مجمع الشفاء الطبي حيث أنهم وصلوا لهم بعد فترة بسبب تلك المضايقات موضحًا، أن الطريق من مجمع ناصر كان سهل بدون مضايقات كما أن عدد المصابين الكبير تسبب في تأخرهم من عبور معبر رفح بسبب إجراءات الدخول.

 

يقول حسن أنه بعد دخول الأراضي المصرية استقبله الأطباء في مستشفى العريش وأجرى عمليتان الأولى استخراج شظايا من العمود الفقري والتي استمرت لمدة تسع ساعات والثانية عملية ترقيع للقدم الشمال واليد الشمال، مشيرًا إلى أنه حتى تلك اللحظة مازال يتلقى العلاج في المستشفى وسط ترحاب ومشاعر حب كبير من كل المصريين العاملين بالمستشفى.

 

وحول إصابات الأشقاء الفلسطنيين حصلت العاصمة على كشف من أحد مصادرها في مديرية الشؤون الصحية في العريش يفيد بأن المصابين الذين دخلوا المستشفى من قطاع غزة إصابتهم تترواح ما بين كسور في العظام والعمود الفقري وإصابات متعددة في العين وبتر في الأطراف ووصل عدد الحالات لـ 35 حسب الكشف.

 

وفي اليوم الرابع من استقبال المصابين قال وزير الصحة خالد عبدالغفار أن مصر تستقبل يوميًا ما بين 40 إلى 50 حالة من المصابين.

في وقت سابق قال محمد صالح أبو هولي لـ العاصمة أن المستشفى الميداني في مدينة الشيخ زويد جاهزة لاستقبال المصابين من يوم 2 نوفمبر.

 

وقال وزير الصحة خلال مؤتمر عقده أمام معبر رفح أنه يتم التعامل مع المصابين عن طريق الفرز والتشخيص الذي يتم في شمال سيناء ثم يتم تحويلهم لمستشفيات أخرى سواء في مستشفيات شمال سيناء أو مستشفيات أخرى. وأوضح أن مصر جهزت 37 مستشفى تضم 11 ألف سرير عادي و700 سرير رعاية مركزة.

 

وأضاف عبدالغفار أن الوزارة على استعداد بناء مستشفيات ميدانية داخل غزة. من جانبه قال وزير الصحة التركي بالمؤتمر إن بلاده سلمت مصر 8 مستشفيات ميدانية وأنه من المفترض أن تبنى داخل غزة ولكن حال احتياج سيتم إنشاؤها في الجانب المصري برفح.

 

وسط فرحة حسن وخاله بتعافيه ونجاته من الإصابة بالشلل إلا أن قلبهم متعلق بأسرتهم التي نزحت من الشمال إلى الجنوب بسبب تهديدات قوات الاحتلال. يطمئن حسن على عائلته من خلال الرسائل الإلكترونية ولكن يزداد خوفه كل يوم عليهم خاصة مع سماع أخبار استمرار العدوان الإسرائيلي الذي يسعى لإبادة الشعب الفلسطيني لذلك يتمنى الشفاء بأسرع وقت حتى يستكمل مسيرته التي بدأها في السابع من أكتوبر".

 

لازالت مصر تستقبل المصابين من الأشقاء الفلسطنيين لاستكمال علاجهم، ومن جهة آخرى يقول حسن: " بدي ضل هنا بمستشفى العريش ومطلعش منها لحد ما أخف وبعد العلاج أرجع غزة لأساند أهلي".