صداقة تتحول إلى علاقة تبني .. ما القصة؟
كتب: فاطمة أبوالنجا
تصدرت امرأة كورية العناوين الدولية بعد أن قامت بتبني صديقتها العزيزة قانونيًا، وذلك بعد أن تعرضت الأخيرة لحالة طبية طارئة، مما جعلهما يدركان ضرورة بقائهما سوياً.
الحكاية
اتضح أن الفتاة تدعى "إيون سيو ران"، البالغة من العمر 44 عامًا، نشأت في أسرة كورية جنوبية تقليدية، حيث كان والدها المعيل الرئيسي ووالدتها تقوم بدور ربة المنزل وخدمة أسرة زوجها، على الرغم من تقييدها بالأدوار التقليدية طوال حياتها، إلا أنها حافظت على استقلالها، ورفضت السماح لها بدخول المطبخ في صغرها، مما دفعها لتحلق نحو طموحاتها الشخصية، ورغم قسوة حياتها، لم تحصل على الامتنان الملائم من زوجها، مما دفعها إلى تحديد مسار حياتها بشكل مختلف.
لقاء الأصدقاء
في عام 2016، بعدما انتقلت إلى منطقة جولا الريفية للابتعاد عن ضغوط الحياة في المدينة واقتربت من الطبيعة، التقت إيون سيو ران بلي إيو ري، وهي امرأة تفكيرها مماثل لها.
أصبحتا أصدقاء وشاركا العديد من الاهتمام، وفي غضون عام واحد، قررتا العيش سويًا، حيث تشاركوا في حب النباتات والطبخ النباتي ومشاريع الأعمال اليدوية، وكانوا يعيشون بسعادة بدون أي التزامات عاطفية.
أسباب أدت إلى التبني
استمر تفكيرهما في العيش معًا لتخفيف الشعور بالوحدة وتأمين الدعم في حالات الطوارئ الطبية أو سن الشيخوخة، وبالرغم من أنهما لم يكونا مرتبطين عاطفيًا، إلا أنهما أصبحا يتصرفان كأفراد عائلة، حيث قاموا بتقاسم الفواتير والمسؤوليات المنزلية وحتى امتلكوا المنزل الذي عاشوا فيه معًا، ومع ذلك، أدركوا في وقت قريب أن هناك مواقف تكون فيها علاقتهم ليست كافية.
القانون الكوري السبب الرئيسي في التبني
عندما أُدخِلَت إيون سيو ران إلى المستشفى بسبب صداع مزمن، أدركت أن القانون الكوري يمنع الأصدقاء من اتخاذ قرارات حيوية أو حتى زيارة المريض في المستشفى، كانت هذه الصدمة بمثابة استفاقة، حيث بدأت تتساءل عن مستقبل رعاية صديقتها ونفسها.
وفي حديثها لوكالة فرانس برس، قالت إيون سيو ران: "الأسرة المعترف بها قانونيًا تعتمد أساسًا على الزواج والأطفال، ولكن أنا أعتقد أن الروابط العاطفية لها أهمية أكبر، لذا، عندما أشعر بالاستقرار والسلام مع شخص ما، أعتقد أنه يمكن أن يكون عائلتي بالفعل".
التبني أصبح رسمياً
في بادئ الأمر، فكرت الصديقتين في تقديم صورة زائفة لعلاقتهما لتمكينهما من الزواج، ولكن بسبب عدم قانونية زواج المثليين في كوريا الجنوبية، قررتا الاستفادة من فرصة أن يكون التبني للبالغين أمرًا متاحًا وسهلاً نسبيًا، قامت إيون سيو ران بإثبات أنها أكبر سنًا من لي إيو ري، وحصلت على موافقة والدتها كأم ليس لها صلة بصورة بيولوجية.
وبمجرد تقديم الأوراق، استغرقت عملية التبني 24 ساعة فقط، حيث قالا:"ما نريده هو أشياء بسيطة، مثل الاعتناء ببعضنا البعض، أو التوقيع على بيان طبي، أو أخذ إجازة من العمل لرعاية أحدنا عندما يمرض الآخر، أو تنظيم جنازة عندما يتوفى أحدنا.
كتاب يظهر للنور بسبب التبني
وأوضحت إيون سيو ران: "لكن هذا لا يمكن القيام به في كوريا إلا إذا كنا عائلة قانونية"، وانتشرت قصة المرأة الكورية التي أصبحت والدة أعز أصدقائها كالنار في الهشيم وألهمت إيون سيو ران لكتابة مذكرات بعنوان "لقد تبنت صديقًا".
والجدير بالذكر أن على الرغم من ندرة عمليات التبني بين البالغين، إلا أن هذه هي الحالة الثانية التي نغطيها في أقل من أسبوع، بعد قصة وريث هيرميس الذي يحاول تبني البستاني السابق.
أقرأ أيضاً.. بسبب الفيضانات.. تمساح يظهر في ولاية كوينزلاند الأسترالية