تحقيق بريطاني يكشف فضائح إسرائيل الكارثية قبل «طوفان الأقصى»

رفض جيش الاحتلال التعليق على تحقيق هيئة الإذاعة البريطانية الـBBC، الذي أثبت استنادًا إلى جنود وحدات المراقبة في الجيش الإسرائيلي إخفاق وفشل وقصور أجهزة الأمن الإسرائيلية في التعامل مع مؤشرات اندلاع موقعة «طوفان الأقصى» في مستوطنات غلاف قطاع غزة 7 أكتوبر الماضي.

وقالت صحيفة «معاريف» إن الـBBC، نشرت تحقيقها الاستقصائي مساء أمس الاثنين، وعادت بالمصادر (جنود وحدات المراقبة) إلى الأشهر التي سبقت عملية «طوفان الأقصى»، فأكدوا أنهم لاحظوا خلال هذه الفترة وأبلغوا قادتهم بمؤشرات مريبة للغاية خلف السياج الأمني الفاصل، وكان من بينها: تدريب على الهجوم، وعمليات اختطاف مدبرة، ومزارعين يتصرفون بشكل غريب على الجانب الآخر من السياج.

ونقل معدو التحقيق البريطاني عن إحدى مجندات نقاط المراقبة الإسرائيلية، ورمزت إليها باسم حركي (نوعا)، أن زملائها من الجنود كانوا ينقلون المعلومات حول ما يرون إلى مسؤولي المخابرات وضباط كبار، لكنهم لا يستطيعون فعل أكثر من ذلك، وشهدوا «كنا مجرد عيون».

واتضح لبعض المجندات الإسرائيليات بما لا يقبل شكًا أو تأويلًا أن حماس كانت تخطط لشيء كبير، وهو شيء كان، على حد تعبير نوعا «قنبلة على وشك الانفجار».

وأجرت BBC لقاءات مع عدد من المراقبات الإسرائيليات حول تصاعد النشاط المشبوه الذي لاحظنه قبل الهجوم، والتقارير التي قدمتها، وما رأته المجندات من عزوف كبار ضباط الجيش الإسرائيلي عن مجرد الاهتمام بتقارير الرصد والمراقبة.

كما تلقت الشبكة البريطانية توثيقًا عبر تطبيق «واتس أب»، تضمن الرسائل التي بعث بها الجنود الإسرائيليون لقادتهم خلال الأشهر التي استبقت عملية «طوفان الأقصى».

وعبر تطبيق الـ«واتس أب»، تبادل الجنود الإسرائيليون اطراف الحديث عن الأحداث التي لفتت انتباههم على الحدود مع قطاع غزة، حتى أن الأمر أصبح لبعضهم بمثابة «نكتة سخيفة»، وتندروا على حالة التراخي غير المبررة لدى القادة، واعتبروها لاحقًا سببًا مباشرًا في الفشل الاستخباراتي واسع النطاق.

ونقل تحقيق الشبكة البريطانية عن قائد إسرائيلي سابق في إحدى الوحدات الحدودية: «المشكلة هي أن الجيش الإسرائيلي لم يربط نقاط المراقبة ببعضها؛ فلو فعل الجيش ذلك لأدرك أن حماس كانت تستعد لشيء غير مسبوق».