Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

انفراد.. الحقيقة الغائبة عن الموساد والـCIA في «كابوس» أنفاق غزة

 كتب:  محمد نعيم 
 
انفراد.. الحقيقة الغائبة عن الموساد والـCIA في «كابوس» أنفاق غزة
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

عادت إشكالية أنفاق حماس في قطاع غزة إلى واجهة اهتمامات واشنطن وتل أبيب، فرغم استعراض مستفيض انفرد به «العاصمة» في نوفمبر 2023، لوصف الأنفاق تفصيليًا تحت عنوان «أطول من مترو لندن.. الوصف التفصيلي لشبكة أنفاق غزة»، إلا أن تقديرات الموساد والـ«CIA»، قللت حينها من خطورة الأنفاق، لكن صحيفة «نيويورك تايمز» اعترفت بفشل التقديرات الإسرائيلية والأمريكية أمس الثلاثاء، وقالت تحت عنوان «هذا هو غير المعلن في أنفاق حماس».

«نيويورك تايمز» أحرجت المؤسستين الاستخباراتيتين الإسرائيلية والأمريكية، وقالت نصًا: «حجم شبكة الأنفاق تحت قطاع غزة، التي قدرت في ديسمبر الماضي بنحو 250 كيلومترًا، يقدر في حقيقة الأمر بنحو 350 إلى 450 كيلومترًا». ونقلت الصحيفة الأمريكية عن اثنين من كبار المسؤولين العسكريين في واشنطن أن هناك ما يقرب من 5700 فتحة أنفاق منفصلة تؤدي إلى الأسفل.

كابوس تحت أرضي

يأتي ذلك في الوقت الذي يعترف فيه الجيش الإسرائيلي بأن «أنفاق حماس تمثل كابوسًا تحت أرضي، يعزز قوة حركة المقاومة الفلسطينية، ويقف عائقًا أمام تحقيق أهداف إسرائيل الاستراتيجية في القطاع، لاسيما وأن بنك الأهداف الإسرائيلي أصبح مرتبطًا بمدى تدمير تلك الأنفاق.


وقالت الصحيفة الأمريكية إن «حماس استثمرت بكثافة في الأنفاق، لأنها لا تملك الموارد أو القوة البشرية القادرة على قتال الجيش الإسرائيلي عبر معارك تقليدية. وتستخدم الحركة الأنفاق كقواعد عسكرية ومخابئ للأسلحة، وتعتمد عليها أيضًا في تحريك القوات دون أن يتم اكتشافها، بالإضافة إلى حماية كبار قادة حماس.


ووفقًا لوثيقة بتاريخ 2022 نشرتها «نيويورك تايمز»، خصصت حماس مليون دولار لبناء فتحات للأنفاق، وتدشين ورش تحت الأرض، بالإضافة إلى منشآت أخرى في خان يونس. وقدر مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية مؤخرًا أن هناك حوالي 100 ميل من الأنفاق أسفل خان يونس، التي تعد أكبر مدينة جنوب غزة.

تناغم مع «معاريف»

تقرير الصحيفة الأمريكية تناغم مع معطيات تقرير آخر، نشرته صحيفة «معاريف» في نفس التوقيت، وركز التقريران في تناولهما لقضية الأنفاق على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وزعما إن المدينة تنتهي إليها شبكة الانفاق المتشعبة في كامل القطاع، وهو ما يعطي انطباعًا بتسويق مبرر تعزيز العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة ذاتها، لاسيما أن «نيويورك تايمز» محسوبة على التيار الأمريكي المحافظ، فضلًا عن ولاءاتها الكاملة للدولة العبرية.


رغم ذلك، مضت الصحيفة الأمريكية في حديثها المسهب عن الأنفاق، واستند إلى ما وصفته بـ«تقرير صدر عام 2015» (دون أن توثيق هويته)، زعمت فيه إن «حماس أنفقت أكثر من 3 ملايين دولار على الأنفاق في جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك العديد من الأنفاق التي تم بناؤها تحت البنية التحتية المدنية والمواقع الحساسة». 


ويظهر التناغم بين التقريرين الأمريكي والإسرائيلي فيما ادعت «معاريف» نقله عن مصدر إسرائيلي مجهول، وجاء فيه: «عثر الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة على نوعين من الأنفاق: تلك التي يستخدمها قادة حماس، وأخرى يستخدمها المجندين في الحركة. أنفاق القادة أعمق وأكثر راحة، ومفروشة في معظمها ببلاط السيراميك، ما يسمح بإقامة أطول؛ أما الأنفاق الأخرى فتعد أكثر تقشفًا وأحيانًا أقل عمقًا».

50 نفق في بيت حانون

وتشير معلومات «نيويورك تايمز» إلى أن أحد الضباط الإسرائيليين الذي أشرف على هدم نحو 50 نفقًا في مدينة بيت حانون، قال إن وحدته عثرت على قنابل مخبأة في الجدران، وجهاز ضخم موصول بأسلاك لتفعيل القنابل عن بعد. ووفقا له، فإن القنبلة تم تصنيعها في مصنع ولها رقم تسلسلي، وأصدرت حماس شريط فيديو في نوفمبر يظهر كيف استدرجت مجموعة من خمسة جنود إسرائيليين لفتحة نفق في بيت حانون ثم استخدمت قنبلة جانبية لقتل الجنود. 


وفي تحليلها، قالت الصحيفة الأمريكية إن حماس استوردت هذا التكتيك من المتمردين السوريين، الذين قتلوا العشرات من جنود الجيش السوري في هجوم عبر نفق في حلب عام 2014. وفي 8 يناير الجاري، اصطحب الجنود الإسرائيليون الصحفيين لرؤية ثلاث فتحات أنفاق في وسط غزة، واحدة منها في مبنى مزرعة مكون من طابقين بضواحي مدينة البريج، والآخر داخل مصنع مدني للصلب في نهاية المغازي، والثالث تحت مظلة قريبة من المصنع.