بعد هزيمة شارون أمام العالم.. جنرال مصري مخضرم يكتم أنفاس إسرائيل
كتب: محمد نعيم
كتمت إسرائيل أنفاسها عند مطالعة محتوى كتاب د لواء سمير فرج، الصادر تحت عنوان «شاهد على حرب أكتوبر 1973»، والذي تضمن أسرارًا تتعلق بحرب العاشر من رمضان 1393.
موقع «نتسيف» المحسوب على دوائر أمنية في تل أبيب، أسهب في إلقاء الضوء على مضمون الكتاب ومؤلفه، مشيرًا إلى أن «الجنرال المصري المخضرم حقق انتصارًا إعلاميًا كاسحًا، لا يقل عن انتصار بلاده في الحرب ذاتها، حين ناظر الجنرال الإسرائيلي أرئيل شارون أمام مايكروفونات هيئة الإذاعة البريطانية، وفقًا لتأكيد خبراء المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في العاصمة البريطانية لندن».
وقال تقرير الموقع العبري إن «انتصار اللواء فرج على شارون في المبارزة الإعلامية، لم يقتصر على نقاش في غرف مغلقة، أو سجال عسكري بين جنرالين، خاضا معاركًا في حرب أو أخرى، وإنما انكشف عليه بعد حرب أكتوبر 1973 الملايين من المشاهدين في مختلف دول العالم».
دمج متعمد بين مضمون الكتاب والتعريف بالمؤلف
وفي دمج متعمد بين سرد مضمون الكتاب والتعريف بمؤلفه، أوضح معدو التقرير (دون كشف هويتهم)، أن «اللواء سمير فرج كان أحد أفراد الجيش المصري، الذين شاركوا في جميع الحروب التي خاضتها مصر، بداية من حرب اليمن، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 1973، وحرب تحرير الكويت. كما شغل العديد من المناصب القيادية بالقوات المسلحة المصرية، منها قائد الشئون المعنوية بالقوات المسلحة».
وقال معدو التقرير إن «اللواء فرج تخرج في الكلية الحربية عام 1963، والتحق بسلاح المشاة، وتدرج في الرتب حتى وصل إلى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكية، ثم تخرج في كلية الأركان العسكرية المصرية عام 1973، ليلتحق بعد ذلك بأكاديمية «كمبرلي»، وهى كلية الأركان العسكرية البريطانية عام 1974. وفور تخرجه تم تعيينه مدرسًا، ما جعله أول ضابط من خارج حلف شمال الأطلسي ودول الكومنولث يتم تعيينه في المنصب».
وحسب سرد سيرة اللواء فرج الذاتية في الموقع العبري، «شارك الجنرال المصري المخضرم في حرب أكتوبر 1973، وتولى العديد من المناصب القيادية بالجيش المصري في شعبة العمليات وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرسًا في معهد دراسات المشاة، ومدرسًا في كلية القيادة والأركان، ثم عين مديرًا لمكتب المدير العام للاستخبارات العسكرية، وعين ملحقًا عسكريًا في تركيا بين عامي 1990 و1993».
أصغر ضابط بغرفة العمليات في حرب 1973
ويشير معدو تقرير الموقع العبري إلى أن «اللواء فرج كان ضابط عمليات في «المركز 10» بالقيادة العامة المصرية، وكان أصغر ضابط قيادي في ذلك الوقت؛ وشغل منصب مدير إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية لمدة 7 سنوات من 1993 حتى 2000. كما تم تعيينه ملحقًا عسكريًا لدى تركيا في الفترة من 1990-1993».
وفي عودة سريعة لمضمون الكتاب، قال تقرير الموقع العبري إن «المؤلَّف الجديد يتناول - في 7 فصول - شهادة اللواء سمير فرج على الأحداث والوقائع التي عاشها منذ أن كان ضابطًا صغيرًا برتبة ملازم. عاش مرارة الهزيمة والانسحاب من سيناء عام 1967، ثم تدرج في مراتب القوات المسلحة وكان أصغر ضابط بغرفة العمليات في حرب 1973. وبعد الانتصار أصبح أول ضابط مصري يدرس في القوات المسلحة الملكية، وهو ما دفعه لمناظرة شارون في المعركة الإعلامية التي بثتها هيئة الإذاعة البريطانية، وحقق فيها انتصارًا إعلاميًا، وهو ما أكده خبراء المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن».
ووفقًا لقراءة إسرائيل للكتاب الجديد، يروي الجنرال المصري المخضرم تفاصيل عن الأهوال التي عاشها الجنود المصريون خلال الهجوم الإسرائيلي الغادر عام 1967، ثم يأخذنا إلى الأحداث التي تلت الهزيمة، ويخبرنا كيف أعاد الجيش المصري بناء نفسه، وكيف تعلم من أخطائه عام 1967. ويكشف تفاصيل معارك حرب الاستنزاف المهمة مثل معركة «رأس العش»، وبطولة البحرية المصرية في إغراق المدمرة إيلات، التي تعكس بطولات البحرية المصرية، فضلًا عن حكاياته عن منظومة الدفاع الجوي المصرية، التي أسقطت المقاتلات الإسرائيلية عام 1970.
سرد أسرار التخطيط المصري لحرب أكتوبر
وفي كتابه، يصف اللواء فرج ما حدث من حرب الاستنزاف، وينطلق إلى سرد أسرار التخطيط المصري لحرب أكتوبر، ومشاركته اللواء سعد الدين الشاذلي في توجيه تدريبات «التحرير 41»، الذي كان في حقيقة الأمر خطة لاستعداد المصريين لحرب أكتوبر 1973.
ومن غرفة عمليات حرب أكتوبر 73، يشاركنا اللواء سمير فرج، وفقًا لتعبير التقرير العبري، تفاصيل حرب 6 أكتوبر لحظة بلحظة، ويروي لنا شهادته عما حدث في تلك الغرفة كأصغر ضابط بين كبار قادة الحرب، مع الرئيس السادات في إدارة يوم من أهم الأيام في تاريخ مصر والعالم الحديث.
وكما يقول معدو التقرير «لم يكتف المؤلف بعرض وقائع أحداث حرب أكتوبر من الهزيمة إلى النصر عام 1973، بل سعى بعين خبير استراتيجي إلى توضيح أهمية حرب أكتوبر في التاريخ العسكري للدولة المصرية والعالم أجمع؛ وخصص فصلًا كاملًا تحت عنوان «كيف غيرت حرب أكتوبر مصر والعالم؟»، وأوضح من خلاله التأثيرات المختلفة لحرب أكتوبر على العلوم العسكرية، وأهم كل ما جاء عنها في تقارير المتخصصين بالمعاهد البحثية الدولية في مجال الشؤون العسكرية والاستراتيجية.
وألمح تقرير موقع «نتسيف» إلى تخصيص اللواء فرج فصلًا كاملًا من الكتاب لتناول إحياء تاريخ ذكرى مصر في أكتوبر، وكيف يظل هذا الحدث أحد أهم الأحداث المبهجة في القومية المصرية. وانتهى الكتاب بإشارة إلى التطورات التي شهدها الجيش المصري بعد 50 عامًا من حرب أكتوبر. وكيف احتل الجيش المصري المركز التاسع عالميًا في تقارير أهم المؤسسات البحثية في الشؤون العسكرية.
وفي نهاية التقرير، أشار معدوه الإسرائيليين إلى أن كتاب «شاهد على حرب أكتوبر 1973»، صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وطرح للبيع بجميع فروع الهيئة في نوفمبر الماضي.
اقرأ أيضا:الادعاء الفرنسي يطلب محاكمة الرئيس السابق لـ«فلاش إيرلاينز»...