تصدر التريند مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تطبيق «تيك توك» و«فيسبوك» تحدي يُطلق عليه «bad word»، حيث تعمل الأمهات على تفريغ شحنة غضب أطفالهم من خلال دخولهم للمرحاض، وترك الطفل بمفرده ليحكي عن كل ما يغضبه أو يقلقه، كما يتم السماح له أيضًا بقول أي كلمة سيئة، ولا يصلح أن يلفظها أمام والده أو والدته، مما أشعل الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض لذلك السلوك من قِبل الأمهات وتباينت الآراء حول ذلك.
وتقول إحدى الأمهات في التعليقات على فيديوهات التحدي: "هو تريند الـ bad word ده طبيعي؟؟ يعني هو لما طفلي يبقى مضغوط أو شايل هم موقف حصله وأنا عاوزة أخليه يفضي الشحنة دي أقوله أدخل التويلت وقول أي باد وورد أنت عايزها؟! هل ده صح؟! مستحيل طبعا، في ألف طريقة أخليه يفرغ غضبه فيها غير أني أقوله يتكلم في الخلاء اللي هو أصلا من آداب دخوله إننا منتكلمش فيه".
وأضافت: "هي الأمهات مالها يا جماعة بجد، هندخل أطفالنا الحمام ونقفل عليهم الباب عشان يقولوا كلام وحش مينفعش يقولوه قدام ماما ؟! الأفكار دي مؤذية جدا جدا جدا حقيقي وكل يوم يطلعوا بتقليعة شكل بتفسد أكتر ما بتصلح".
يذكر أن الآراء اختلفت حول مؤيد ومعارض لتريند الـ bad word فهناك من يرى أن لابد أن ينفرد الطفل بنفسه، ويقول كل ما يغضبه وكلمات وألفاظ سيئة لا يصلح أن يقولها أمام والدته، ثم تصحح الأم تلك الألفاظ، وتحاول أن تحل مشكلة طفلها بعد ذلك.
وجاءت تعليقات إيجابية أيضًا حول هذا التحدي لتقول أحد الأمهات: "أنا معرفش التريند ده إيه هدفه، بس اللي جيه في بالي أن بعد الأم ما تشوف الفيديو تعرف لو في كلام وحش عرفه طفلها منين لو تفهمه يعني أنه حرام وكده، وتحل المشكلة أن كانت من شخص بيتعلم منه أو كده، لأن الطفل هيتكسف يقول قدام مامته فممكن يقول قدام الكاميرا".
وروت موقف آخر صدمها: "الحاجة اللي استوقفتني في التحدي ده إني لقيت فيديو من الفيديوهات أم بتشرح لابنها يعمل إيه فالولد قالها حرام أغني في الحمام قالتله مش مشكلة نعديها المرة دي، غير أننا لو عملنا سيرش هنلاقي كل الفيديوهات اللي نازلة أجنبي، إحنا بنعلم ولادنا إيه؟!".
وقال الدكتور جمال فرويز الاستشاري النفسي في تصريح خاص للعاصمة إن التريند ما هو إلا تقليد أعمى للغرب، وأكثر من يصورون الفيديو يكون هدفهم "التريند"، متسائلًا: "لما ابني يكون متضايق أو مخنوق أصوره ليه؟ واشمعنا في الحمام؟"، مُضيفًا أنه من الممكن التحدث مع الأطفال وفهم ما يحدث منهم لكن ما يحدث هو مجرد "تفاهة" فقط لا أكثر.
وأضاف أنه لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يتم نشر أسرار البيت أو الأطفال على السوشيال ميديا، لأن ذلك يعبر عن مدى الانحدار الثقافي والأخلاقي السائد في المجتمع، ونتيجةً لذلك من الممكن أن يتعرض الطفل للتنمر بسبب كلمة أو تعبير في أحد الفيديوهات مما يكون السبب في عمل أزمة نفسية له أو دخوله في انطوائية.
وأكد أن أغلب المشاكل النفسية لدى الأطفال تستمر معه حتى سن الستين وأكثر، لذلك الغاية من هذا التريند هي غاية مادية بحتة، مُوجهًا لتلك الأمهات رسالة في نهاية حديثه: "اتقوا الله في أولادكم".