وفاة الطبيب الإنسان هاني الناظر... خسارة للمجتمع ورحيل لدكتور الفقراء
كتب: رحاب جمعة
رحل اليوم الطبيب البارع والإنسان النبيل الدكتور هاني محمد عزالدين الناظر، الملقب بـ "طبيب الفقراء"، عن عالمنا، تاركًا وراءه إرثاً رائعًا من العطاء الإنساني والإسهام الكبير في مجال الطب.
بسبب خوفه من الحسد، قرر الدكتور هاني الناظر عدم مشاركة تفاصيل حياته الشخصية مع الجمهور. كانت حياته مليئة بالهدوء منذ سنوات دراسته الأولى، حيث وجد الراحة والسكينة في قلب عمله وخدمته للآخرين. وقد أظهرت مساعداته الإنسانية الكثيرة للفقراء والمحتاجين، الذين اكتسبوا له لقب "طبيب الفقراء".
تدرج في العديد من الوظائف وحصل على العديد من الجوائز التقديرية نظير عطائه وتفانيه في خدمة المجتمع..بعد وفاته جمعنا لكم في هذا التقرير جزء من مسيرت الذاتية.
من هو الدكتور هاني الناظر
الدكتور هاني محمد عزالدين الناظر وُلد في 26 ديسمبر 1950، ويبلغ حاليًا 73 عامًا. نشأ في أسرة هادئة وملتزمة بالعادات والتقاليد، حيث كان والده، الذي كان طبيبًا، قدوته. على مرأى من هذا البيئة، نشأ كطفل هادئ وملتزم، وكان يتطلع لتحقيق حلمه بأن يصبح طبيبًا، ولكن تعثر في طريقه إلى كلية الطب بسبب نقص نصف درجة في الثانوية العامة. لذا، انضم إلى كلية الزراعة في جامعة القاهرة، حيث حصل على نسبة 65.5% في الثانوية العامة، والتي كانت قد تطلب نسبة 66% للالتحاق بكلية الطب.
التدرج الوظيفي للدكتور هاني الناظر
بعد تخرجه من كلية الزراعة، التحق الدكتور هاني الناظر بالقوات المسلحة كضابط احتياط، حيث حصل على درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية وشارك في حرب أكتوبر برتبة ملازم. بعد تخرجه من الجيش، حصل على درجة الماجستير في النباتات الطبية من جامعة القاهرة عام 1979، وحصل أيضًا على ماجستير في الأمراض التناسلية والجلدية عام 1981. عمل كمدرس مساعد في قسم الفارماكولوجي بالمركز القومي للبحوث منذ عام 1980.
في عام 1993، قام الدكتور هاني الناظر بالكشف عن برنامج لعلاج مرضى الصدفية في سفاجا بمنطقة البحر الأحمر. في عام 2009، أصبح أستاذًا باحثًا بشعبة البحوث الطبية في المركز القومي للبحوث. حقق العديد من الإنجازات في مسيرته العلمية وحصل على الزمالة من كلية الأطباء الملكية في المملكة المتحدة عام 2006. بالإضافة إلى ذلك، شغل عدة مناصب بالمركز حتى تولى منصب رئيس المركز.
من زوجة الدكتور الراحل هاني الناظر
بعد انتهاء فترة خدمته في القوات المسلحة، دخل الدكتور هاني الناظر في قصة حب مع جارته، استمرت عامًا بحسب حوار صحفي أُجري مع الدكتور هاني. تزوجا بعد مرور أربع سنوات من فترة الخطوبة. خلال هذه الفترة، صرح الدكتور هاني بأنه يؤمن بظاهرة الحسد ويخشى مشاركة تفاصيل حياته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بسبب تأثير الحسد الذي شعر به بشكل خاص. في عام 2009، تم ترشيح اسمه لجائزة الدولة التقديرية، لكنه قرر عدم مشاركة هذا الخبر مع الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرًا أن الحسد قد تسبب في عدم منحه الجائزة. منذ ذلك الحين، قرر الدكتور هاني عدم مشاركة قضايا حياته الشخصية مع الجمهور.
جوائز حصل عليها الدكتور هاني الناظر
حقق الدكتور هاني الناظر إنجازات عديدة في مجال الطب، حيث نال عدة جوائز تقديرية. في عام 1994، حصل على جائزة التفوق العلمي في العلوم الطبية من المجلس الأعلى للثقافة. كما تم تكريمه في عدة مناسبات، من بينها تكريم كلية الدفاع الوطني وأكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2002، وتكريمه في جامعة عين شمس عام 2004. في 2005، حصل على تكريم من كلية طب القصر العيني، وتم تكريمه أيضًا من قبل أكاديمية البحث العلمي في عيد العلم عام 2007. في عام 2008، كرمته رابطة العلماء المصريين بجائزة العام من الولايات المتحدة وكندا، وفي 2009، حصل على جائزة التقدير العلمي من المركز القومي للبحوث.
أحلام كان يتمنى تحقيقها هاني الناظر
في العديد من لقاءاته التلفزيونية، كان الدكتور هاني الناظر يشير إلى آماله وأحلامه التي كان يتمنى تحقيقها في مجال الرعاية الصحية. كان يحلم بتنظيم ثلاث حملات وطنية، الأولى تستهدف التصدي لزواج الأقارب بهدف منع حدوث أمراض مزمنة، والثانية تستهدف التصدي لظاهرة الاستهلاك العشوائي للأدوية، والثالثة تستهدف التصدي لمشكلة السمنة. تلك الأفكار تعكس التزامه بتحسين القطاع الصحي وتحسين جودة الحياة للمجتمع.
اقرأ أيضًـــــــــــا:
