هل ينهي هلال رمضان الكارثة الإنسانية في قطاع غزة؟
كتب: محمد نعيم
يرفض وسطاء الصفقة المتوقعة بين حماس وإسرائيل استسلامًا لسياسة «النفس الطويل» التي يتبناها الطرفان المتنازعان، وهو ما دعا مدير الاستخبارات المركزية الـCIA وليام بيرنز إلى زيارة القاهرة والدوحة مجددًا الخميس الماضي بعد مغادرة وفد حركة "حماس" لمصر دون إحراز نتائج إيجابية إزاء المحادثات؛ فبينما يصر رئيس "حماس" في غزة يحى السنوار على الضغط لتلبية شروط الحركة، يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استسلامًا لضغوطات أهالى الأسرى، ولا يرضى بغير توسيع دائرة اعتداءاته على القطاع وصولًا إلى اجتياح رفح الفلسطينية برًا.
وبين الموقفين، تتبدد حتى الآن آمال التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار قبل استطلاع رؤية هلال شهر رمضان، لكن وسطاء القاهرة والدوحة وواشنطن يتجاهلون تسويقًا لأفق سلبي، يزيد جمود الأوضاع في القطاع المأزوم، ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية أكثر مما باتت عليه في ظل مرواغة إسرائيلية لتحقيق قدر أكبر من مكاسب الصفقة، وتجاهل المطالب المشروعة للمقاومة، التي يأتي في طليعتها "وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال، وعودة كامل النازحين إلى منازلهم في وسط وشمال القطاع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون معوقات إسرائيلية".
ولعلم قيادة "حماس" في غزة بمدى حساسية ملف أسرى إسرائيل، تضغط على نتنياهو برفض تقديم قائمة بعدد أو نوع المختطفين الذين ما زالوا على قيد الحياة، رغم اعتراف مسؤول إسرائيلي في تصريح لشبكة CNN بـ"امتلاك تل أبيب معلومات استخباراتية إزاء كل ما يتعلق بالمختطفين"، وأكد أن "كافة الأطراف تعتمد في المقام الأول والأخير على سياسة النفس الطويل بين الطرفين".
وتجدر الإشارة إلى أن تل أبيب ومعها الإدارة الأمريكية تصران على تحميل "حماس" مسؤولية تعثر محادثات الصفقة لمجرد طلبها بالتزام إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار، ليخرج إلى حيز التنفيذ فور الانتهاء من المراحل الثلاثة المقرر فيها تحرير المختطفين الإسرائيليين، بينما يطالب الوفد الإسرائيلي في المحادثات بتركيز الاتفاق على بنود المرحلة الأولى التي تتناول إطلاق سراح نحو 40 مختطفًا، وهو التوجه الذي تدعمه الولايات المتحدة، حسب صحيفة "التايمز" البريطانية.