جولد بيليون: أسعار الذهب في مصر تواصل تراجعها بسبب انخفاض الدولار
كتب: محمد العربي
انخفضت أسعار الذهب المحلي منذ بداية جلسة اليوم الخميس لتستكمل تراجع الأمس، وذلك في ظل ضعف الطلب على الذهب خلال الفترة الحالية، بالإضافة إلى التراجع التدريجي في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية وشبه اختفاء للسوق الموازي.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الخميس عند المستوى 2990 جنيه للجرام ليستمر في التراجع ويسجل أدنى مستوى حتى الآن عند 2955 جنيه للجرام قبل أن يتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2975 جنيه للجرام.
يوم أمس شهد الذهب انخفاض بمقدار 95 جنيه فقد أغلق تداولات الأمس عند المستوى 2995 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند المستوى 3090 جنيه للجرام.
انخفاض سعر الذهب المحلي يأتي في ظل استمرار التراجع التدريجي في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية حيث وصل سعر صرف الجنيه مقابل الدولار خلال جلسة اليوم عند المستوى 48.62 جنيه لكل دولار.
من جهة أخرى يعاني الذهب حالياً من تراجع في الطلب مع بداية شهر رمضان الأمر الذي يقلل من دعم السعر، ولكن المتوقع أن يعود الطلب إلى التزايد على المعدن النفيس خلال النصف الثاني من الشهر مع اقتراب فترة الأعياد.
صرح رئيس الوزراء المصري أن هناك مؤشرات على تحسن السيولة في ظل عودة الثقة إلى المواطنين والشركات لتتزايد تحويلات العاملين في الخارج من العملات الأجنبية عن طريق البنوك، بالإضافة إلى تزايد عمليات تنازل المواطنين عن العملات الأخرى وذلك بعد أن اختفت الفجوة بين السعر الرسمي والسعر في السوق الموازي.
بالإضافة إلى هذا أشار وزير المالية أن مصر تدبر تمويلات تتجاوز 20 مليار دولار بموجب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي بقيمة 9.2 مليار دولار وحزمة التمويل من الاتحاد الأوروبي في حدود 8 مليار دولار.
تعمل استمرار تدفقات السيولة الدولارية على مصر في عودة الثقة إلى الأسواق بشكل يحقق معه استقرار في سوق الذهب ويدفعه إلى التحرك وفق العرض والطلب في ظل استقرار سعر الصرف.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
تشهد سعر أونصة الذهب العالمي تراجع حدود خلال جلسة اليوم الخميس وذلك بعد ارتفاع يوم أمس مما يشير إلى تحرك الذهب في اتجاه عرضي بالقرب من المستويات التاريخية التي سجلها نهاية الأسبوع الماضي، بينما تنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات هامة عن الاقتصاد الأمريكي والتي من شأنها أن تحدد اتجاه لحركة الذهب.
انخفض سعر الذهب المحلي بشكل واضح نتيجة لتراجع الطلب على المعدن النفيس مع بداية شهر رمضان، بالإضافة إلى التراجع التدريجي المستمر في سعر صرف الدولار في البنوك واختفاء الفارق تقريباً مع سعر صرف الدولار في السوق الموازي.
يتداول سعر أونصة الذهب العالمي اليوم تحت المستوى 2180 دولار للأونصة، بعد أن فشل في الارتفاع والاغلاق فوقه خلال جلسة الأمس، ليعود السعر ويتحرك ضمن قناة سعرية هابطة بشكل تدريجي، ليصبح مستهدف السعر حالياً الوصول إلى الحد السفلي للقناة السعرية عند منطقة 2145 – 2150 دولار للأونصة.
المقاومة الرئيسية الآن لسعر الذهب أصبحت عند المستوى 2180 دولار للأونصة ونجاح السعر في تحقيق اغلاق فوقه سيدفعه إلى مزيد من الصعود فوق القمة السعرية التاريخية التي سجلها الذهب الأسبوع الماضي عند 2195 دولار للأونصة ليستهدف المستوى 2200 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
انخفض سعر الذهب المحلي يوم أمس لينهي الجلسة وقد أغلق تحت المستوى 3000 جنيه للجرام عيار 21، الأمر الذي دفع السعر إلى مزيد من الهبوط خلال جلسة اليوم ليسجل أدنى مستوى حتى الآن عند 2955 جنيه للجرام.
سعر الذهب المحلي مرشح لمزيد من الهبوط بعد أن كسر مستويات الدعم الهامة عند 3100 و 3000 جنيه للجرام، ويستهدف الآن المستوى 2800 جنيه للجرام وفي حال كسر هذا المستوى بشكل ناجح يستهدف المستوى 2650 جنيه للجرام.
تطورات السوق العالمي للذهب
تراجع سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الخميس بشكل محدود وذلك بعد تسجيل ارتفاع يوم أمس، ليتحرك الذهب في نطاق عرضي واسع بعض الشيء، بينما تنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات هامة عن الاقتصاد الأمريكي قد تعيد الزخم إلى حركة الذهب من جديد.
شهد سعر الذهب العالمي انخفاض خلال جلسة اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أدنى مستوى عند 2167 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2174 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2170 دولار للأونصة.
يأتي هذا التراجع الطفيف في أسعار الذهب بعد أن سجل ارتفاع يوم أمس بنسبة 0.7% وسجل أعلى مستوى عند 2179 دولار للأونصة، ولكن فشل السعر في الاغلاق فوق مستوى المقاومة 2180 دولار للأونصة تسبب في عودة السعر إلى الهبوط خلال جلسة اليوم.
حالياً حركة الذهب العالمي تميل إلى الاتجاه العرضي بعد أن فقد الزخم الكافي لاستكمال الصعود، إلى جانب رغبة العديد من المستثمرين في التصحيح السلبي وعمليات البيع لجني الأرباح، ولكن حركة هبوط السعر تأتي تدريجية بشكل كبير.
من جهة أخرى تنتظر الأسواق اليوم صدور عدد من البيانات الأمريكية الهامة والتي من شأنها أن تعيد زخم الحركة إلى سعر الذهب من جديد، بداية مع مؤشر أسعار المنتجين الذي يعد مقياس للتضخم من وجهة نظر المنتجين والمصنعين.
وتأتي بيانات أسعار المنتجين بعد مؤشر أسعار المستهلكين الذي ارتفع خلال شهر فبراير بأعلى من التوقعات مما تسبب في انخفاض سعر الذهب إلى المستوى 2150 دولار للأونصة قبل أن يرتد إلى الارتفاع من جديد خلال جلسة الأمس.
اليوم تصدر أيضاً بيانات مبيعات التجزئة عن الولايات المتحدة خلال شهر فبراير والمتوقع أن تشهد تعافي من القراءة السلبية التي سجلتها خلال شهر يناير الماضي، حيث يعد مؤشر مبيعات التجزئة مقياس لمعد إنفاق القطاع العائلي في الولايات المتحدة.
وأخيراً تصدر بيانات طلبات اعانات البطالة الأمريكية عن الأسبوع الماضي حيث تراقب الأسواق تطورات وضع قطاع العمالة الأمريكي بعد ارتفاع معدل البطالة وتراجع معدل الأجور الذي ظهر في تقرير الوظائف الأمريكي الأخير.
حتى الآن نظرة الأسواق لمستقبل أسعار الفائدة الأمريكية يشير إلى احتمال 66% أن البنك الفيدرالي سيقوم بخفض الفائدة في اجتماع يونيو، حيث تستقر حالياً هذه التوقعات على الرغم من تراجع نسبتها بعد بيانات التضخم الأمريكي الأفضل من المتوقع التي صدرت هذا الأسبوع.
هذا وسيصدر البنك الاحتياطي الفيدرالي أحدث توقعاته في اجتماع السياسة النقدية الأسبوع المقبل. وكانت آخر توقعات لأعضاء البنك في اجتماع ديسمبر الماضي هو خفض أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية لعام 2024.
المتوقع أن يكون الطلب الاستثماري على الذهب محركًا رئيسيًا للمعدن النفيس في النصف الثاني من عام 2024. وذلك لأن أسعار الفائدة المرتفعة قد حفزت التدفقات الخارجة من صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب منذ بدأ عمليات رفع الفائدة في عام 2022، لكن هذه التدفقات الخارجة مهدت الطريق لانتعاش محتمل.