توجه غريب أم فكرة مستدامة.. العلماء يدعون لاستخدام فضلات البشر في الزراعة
كتب: رحاب جمعة
في تطور غريب، بدأ العلماء في تشجيع الناس على إعادة تدوير فضلاتهم لاستخدامها في الزراعة، مُعتبرين أنها يمكن أن تكون مصدرًا جيدًا لتحسين خصوبة التربة وتحقيق مكاسب في إنتاج الغذاء.
يُنفق من قبل المزارعين مبالغ تصل إلى 128 ألف دولار سنويًا على الأسمدة الصناعية لزراعة المحاصيل، ولكن يُمكن للبول أن يكون بديلاً فعالًا من حيث التكلفة، حيث يحتوي على النيتروجين والفوسفور الضروريين لتعزيز نمو المحاصيل وتحسينه.
البول بديلا لروث البقر
يُستخدم حاليًا روث البقر في المساعدة على زراعة المحاصيل، ولكن يؤكد العلماء أن البول لا يختلف كثيرًا ويمكن أن يكون بديلاً صديقًا للبيئة، وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
يُسبب النيتروجين الموجود في البول التلوث البيئي عن طريق التسبب في نمو الطحالب بمعدلات مفرطة، مما يؤدي إلى اختناق المرجان وتسمم الحياة البحرية، وقدم العلماء خليطًا لاستخدام البول في حديقة المنزل بهدف تخفيف هذا التأثير.
ينتج الشخص العادي حوالي 132 جالونًا من البول كل عام
ينتج الشخص العادي حوالي 132 جالونًا من البول كل عام، ويمكن تحويل هذه الكمية إلى 13 رطلاً من الأسمدة. ووفقًا للباحثة ديفينا جراسيا بي رودريجيز التي تحدثت لـ ScienceNorway: "إن البول البشري يساوي ذهبًا بالفعل".
وأضافت: "حان الوقت للبدء في جمع واستخدام النفايات الخاصة بنا، فكر في الأسمدة التي نفتقدها الآن". ويقوم الباحثون بتطوير مراحيض قادرة على فصل البول عن الماء المتبقي، وقد بدأوا بالفعل في اختبار هذه التقنية في بحر دار بإثيوبيا.
وعندما يتم فصل البول، يمكن تجفيفه وتحويله إلى كريات عديمة الرائحة وغير المكلفة، ويمكن نشرها عبر الأراضي الزراعية لتحسين تربتها وتخصيب المحاصيل.
البول آمن للمحاصيل الزراعية
بالرغم من أن هذا المفهوم قد لا يبدو جاذبًا للعديد من الأشخاص، إلا أن آن سبوركلاند، الأستاذة والباحثة الطبية في جامعة أوسلو، أكدت لموقع ScienceNorway أنه "آمن تمامًا".
وأوضحت سبوركلاند أن هناك طريقة لتطبيق هذا النهج في المنزل، وذلك عن طريق خلط جزء واحد من البول مع تسعة أجزاء من الماء، ثم رش السائل على الخضروات باستخدام إبريق رش ضيق.
وأضافت: "تقوم بكتيريا التربة بتحويل النيتروجين إلى وحدات بناء جديدة يمكن استخدامها من قبل النباتات". ورغم أن الفكرة قد تبدو غريبة، إلا أن الباحثين في جامعة ميشيغان أكدوا في دراسة أجروها في عام 2020 أن استخدام سماد البول لا يشكل خطرًا من انتشار العدوى المقاومة للمضادات الحيوية.
كان العلماء قلقين من إمكانية أن يصاب الأشخاص الذين يقدمون البول للمزارعين بالتهابات المسالك البولية (UTIs) التي يمكن أن تحتوي على الحمض النووي من البكتيريا.
وكشفت الدراسة أنه إذا لم يتم توزيع البول طازجًا وتم حفظه في الحاضنة لمدة 10 ساعات، فقد حدث انخفاض بنسبة 99 بالمائة في الجينات المقاومة للمضادات الحيوية.
وأوضحت الدكتورة كريستا ويجينتون، المشاركة في الدراسة، لصحيفة الجارديان: "لقد كان البشر يجمعون البول ويستخدمونه كسماد لفترة طويلة جدًا، ولكن توقف ذلك في الغرب مع اختراع نظام الصرف الصحي".
أقرأ أيضًا...