رئيس الوزراء الأردني ينقل للرئيس السيسي رسالة شكر وتقدير للجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار
كتب: متابعات
أعرب الدكتور بشر الخصاونة، رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية، وزير الدفاع، عن سعادته بوجوده فى بلده الثانى مصر اليوم بمعية الوفد المرافق لحضور اجتماع اللجنة العليا المشتركة، التى تمثل نموذجا ناجحا من حيث المحتوى، وانتظام انعقادها، واعتبارها كنموذج للعلاقات الثنائية على مستوى العلاقات العربية - العربية، وذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقد اليوم عقب ترأس الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ونظيره الأردنى لأعمال الدورة الثانية والثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وقال الدكتور بشر الخصاونة: تأتى هذه اللجنة دائما فى إطار دورية انعقادها لتتوج تواصلا على المستوى اليومى بين الوزراء والمسؤولين المعنيين؛ لتذليل أى عقبات أو تأخير يحدث فيما يتعلق بتطبيق الكثير من القضايا التى يتفق عليها ما بين الوزراء مباشرة، والتى تستهدف بالدرجة الأولى تحسين آفاق العلاقات الثنائية المميزة التى تجمع البلدين، وتعود بالنفع على الشعبين الشقيقين، وتعظم الفوائد والقواسم المشتركة التى نتمتع بها.
وأضاف رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية: اسمحوا لى أن أبدأ بالقول إننى تشرفت صباح هذا اليوم بنقل رسالة شفهية من صاحب الجلالة الهاشمية، الملك عبد الله الثانى ابن حسين المعظم، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، لأخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، تضمنت إعادة التأكيد على المواقف المشتركة التى يتبناها الطرفان، والمتعلقة بالرفض الكامل لإنتاج أى ظروف من شأنها أن تؤدى إلى أى شكل من أشكال التهجير القسرى لأشقائنا فى الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة إلى أى اتجاه خارج الضفة وخارج غزة؛ لأن هذا من شأنه أن يؤدى إلى الإضرار بالقضية الفلسطينية وتصفيتها، ومن شأنه أيضا أن يشكل خرقا ماديا لاتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، وهو أمر سنتصدى له بالكامل ولن نسمح بحدوثه، فى سياق العمل المشترك الذى يتولاه جلالة الملك بالتنسيق مع أخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والكثير من القادة العرب للتأسيس لوقف إطلاق النار وإعادة إنتاج الأفق السياسى المفضى إلى مسار واضح ومحدد زمنيا يتجسد من خلاله "حل الدولتين"، الذى يجمع العالم بأسره على أنه الحل الوحيد لهذا الصراع الممتد منذ 70 عاما، والناشئ عن استمرار الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية.
وشدد رئيس الوزراء الأردنى خلال حديثه، على ضرورة انهاء هذا الاحتلال، وأن نذهب إلى المسار السياسى الذى يشدد عليه منذ أكثر من عشر سنوات كل من جلالة الملك وفخامة الرئيس السيسى خلال لقاءاتهما الدورية.
كما أكد ضرورة أن يكون هذا المسار السياسى مسارا قائما يفضى إلى نتائج تتجسد من خلاله إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة والناجزة على حدود الرابع من يونيو لعام 1976 وعاصمتها القدس الشرقية، وفى إطاريها الجغرافيين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
ونوه رئيس الوزراء الأردنى خلال كلمته، إلى أن الرسالة أكدت ضرورة الاستمرار فى الجهود الرامية إلى وقف هذا العدوان الاسرائيلى الغاشم والمستمر على أهلنا فى قطاع غزة، والذى أفضى إلى استشهاد أكثر من 35 ألف فلسطينى فى غزة وإصابات لأكثر من 70 ألفا، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية الصحية والتعليمية وإنتاج حالة وصلت بأهلنا فى قطاع غزة إلى شفير المجاعة.
وأضاف: كلها أعمال مخالفة وتخرق القانون الإنسانى الدولى، والقانون الدولى ومنظومة القيم الإنسانية الدولية التى يجمع العالم على قواعدها العامة والتى يجمع على أنها يجب دائما أن تحترم، وأن تطبق بموضوعية وألا تقف على حدود جغرافية معينة أو تستثنى أى دولة لكونها مبادئ مضامينية متعلقة بحماية الكرامة البشرية.
وأعرب عن آماله فى انتهاء هذه المحنة لأشقائنا فى قطاع غزة والانتقال إلى الأفق السياسى المفضى لتجسيد حل الدولتين.
وأشار رئيس الوزراء الأردنى، خلال كلمته، إلى أنه نقل أيضا رسالة الشكر والتقدير والدعم والإسناد لجهود جمهورية مصر العربية الرامية إلى الوصول لاتفاق يفضى إلى وقف إطلاق نار مستدام ويسمح بتدفق المساعدات الإنسانية غير المنقطع إلى أهلنا فى قطاع غزة كما ونوعا.
وأضاف: تعرفون أن جلالة الملك بالاتفاق مع فخامة الرئيس السيسى قد مارسا ضغطا باتجاه إيجاد الكثير من الوسائل المبتكرة والتى لم تكن كافية لإيصال المساعدات الإنسانية، أولا عبر معبر رفح الذى دخل من خلاله الحجم الأكبر من المساعدات، ولكن أيضا يعمل جلالة الملك على فتح جميع المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية لأهلنا فى قطاع غزة بشكل مستدام يلبى احتياجاتهم، وأيضا عبر الانزالات الجوية التى لم تكن كافية لتلبية الاحتياجات ولكنها كانت وسيلة مبتكرة لكسر الحصار على أهلنا هناك.
وأشار خلال كلمته، إلى أن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى كلفه بنقل تحياته إلى جلالة الملك، واعادة التأكيد على تطابق هذه المواقف والعمل باتجاه تحقيق وقف إطلاق النار المستدام وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم، وأيضا ضرورة أن يتنبه العالم وأن يمنع أى عملية عسكرية وعدوان واسع على رفح لأنها ستشكل كارثة إنسانية لها آثارها وتداعياتها، ويجب أن يتحمل العالم مسئولياته تجاهها.
ونوه "الخصاونة" إلى ما تطرقت إليه اللقاءات والاجتماعات التى تم عقدها لبحث الكثير من أوجه التعاون الثنائى المشترك، مضيفا أن اللجنة العليا المشتركة، هى لجنة استثنائية فى نجاحها بالمضمون وانتظام الانعقاد.
وأشار الدكتور بشر الخصاونة، إلى أن اللجنة العليا المشتركة اتفقت على أن ينعقد منتدى مشترك لرجال الأعمال من البلدين خلال الشهر المقبل، لتعظيم التبادل التجارى ودفع أطر التعاون المشترك بين القطاعين الخاصين بالمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، لافتا إلى تطلعه إلى تحقيق المستهدف فى هذا الخصوص للقطاع الخاص بحلول اجتماعات اللجنة القادمة لدفع التبادل التجارى، الذى نستطيع بالقطع أن نقفز به إلى آفاق أرحب وأوسع.
ولفت الخصاونة إلى أنه تم الاتفاق أيضا على أن تجتمع العديد من اللجان القطاعية، بداية من الأسبوع القادم، وتم التطرق إلى فرص التعاون فى قطاع النقل واللوجستيات، نظرا للدور الكبير والهام الذى تلعبه شركة الجسر العربى، والتى تتشارك فيها الدولتان، وأيضا آفاق العمل على توسيع طاقة وسعة الربط الكهربائى بين الأردن ومصر إلى طاقة تصل الى 2000 ميجاوات.
وأضاف رئيس الوزراء الأردنى أن اجتماع اللجنة تطرق أيضا إلى التعاون فى مجال الاتصال الرقمى، ومجال نقل البيانات، الذى اعتبره مجالا رئيسيا سيكون له بعد هام يتعلق بآلية التعاون الثلاثى بين الأردن ومصر والعراق، حيث توليها القيادة السياسية فى البلدين اهتماما كبيرا، ويرون فيها وسيلة لتعظيم الفوائد على الدول الثلاث وشعوبها، كما تم التطرق خلال المباحثات إلى مبادرة التكامل الصناعى التى تضم الى جانب مصر والأردن، أصحاب هذه المبادرة دولة الامارات، هذا إلى جانب مملكة البحرين، والمغرب، والتى سينضم إليها دول أخرى، لافتا إلى أن هذه المبادرة وإن كانت تبدأ بتشكيل قاعدة للتكامل الصناعى، إلا أن لها آفاقا أرحب لتحقيق التعاون الاقتصادى فى القطاعات ذات الأولوية.
ولفت إلى أنه تم أيضا التطرق إلى أوجه التعاون فى مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، للتشابه فى الخصائص لدى الأردن ومصر فى هذا المجال، منوها كذلك إلى ما تم توقيعه اليوم من بروتوكول تعاون فى المجال الإعلامية، وأهميته فى اتاحة المزيد من التيسيرات للربط بين المؤسسات الإعلامى المختلفة فى البلدين، وذلك بما يسهم فى تقريب المسافات ونقل الرسائل بوضوح، كما يتصدى لما يتم ترويجه من اشاعات هدامة.
وأشار رئيس الوزراء الأردنى إلى أن الأداء العام للاقتصادين المصرى والأردنى وكذا ما يتم من تنفيذه من إصلاحات هيكلية من جانب الدولتين، يحظى بالإعجاب والتقدير من جانب المؤسسات المالية الدولية، وصندوق النقد الدولى، منوها إلى أن الأردن بصدد انجاز المراجعة الأولى فى برامج التسهيل الائتمانى الممتد الثانى مع صندوق النقد الدولى، مؤكدا تحقيق كثير من المستهدفات على الرغم من العديد من التحديات الإقليمية التى أثرت على العديد من القطاعات، ومن ذلك ما يتعلق بالنقل وتكلفة التأمين والشحن.
وأكد رئيس الوزراء الأردنى أن بلاده استطاعت التعامل مع العديد من التحديات، والسير قدما فى تنفيذ إصلاحات هيكلية نابعة من الاحتياجات الموضوعية الداخلية، وهو ما يتطابق مع ما قامت به مصر ايضا فى هذا الشأن، مقدما التحية على حققته مصر من أداء اقتصادى مميز خلال الشهور الماضية، وهو ما ساهم فى تلبية الكثير من الاحتياجات، ووصولها لتنفيذ العديد من البرامج الناجحة مع صندوق النقد الدولى وكذا مؤسسات الاتحاد الأوروبى.
وجدد الدكتور بشر الخصاونة التأكيد على التواصل المباشر بشكل يومى بين المسئولين فى الجانبين المصرى والأردنى، ليس فقط عن طريق آليات السفارات، وذلك لسرعة العمل على حل وإزالة أى معوقات، تنفيذا لتكليفات القيادتين السياسيتين فى البلدين الشقيقين، بالعمل على حل أى عقبات أو تحديات عبر التواصل المباشر، دون الانتظار إلى اجتماعات اللجان المشتركة، منوها إلى أن اجتماعات اللجان المشتركة تخدم دائما استكشاف الآفاق التى تستطيع ان تنقل العلاقات الثنائية، او العلاقات فى إطار الترتيبات الثلاثية، أو ما يتعلق بالتكامل الاقتصادى مع كل من الإمارات العربية المتحدة، وكذا مملكة البحرين، إلى آفاق أوسع، وذلك بما يحقق المنفعة العامة لمختلف الشعوب الاشقاء، ويعزز من الاستقرار بالمنطقة بشكل عام.
وجدد رئيس الوزراء فى ختام كلمته الشكر على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، قائلا: " دائما نشعر أننا فى بلدنا عندما نكون فى رحب مصر العزيزة".