اجتماع طارئ لمجلس نقابة الصحفيين لمناقشة ووضع ترشيحات أعضاء الهيئات الصحفية
كتب: عرفة محمد
يعقد مجلس نقابة الصحفيين، برئاسة نقيب الصحفيين خالد البلشي، اجتماعا طارئا اليوم السبت؛ لمناقشة ووضع ترشيحات النقابة لأعضاء الهيئات الصحفية، بناء على طلب عدد من أعضاء المجلس.
وأصدر هشام يونس، وكيل النقابة، بيانا كشف فيه عن تفاصيل الأزمة الخاصة باختيارات النقابة للمرشحين:
نص البيان
أحسب أن اجتماعنا مساء اليوم السبت سيكون فارقا في مسيرة مجلسنا ذلك أنه أول اجتماع طارئ يتم بناء على طلب أربعة من أعضاء مجلس النقابة المحترمين وكان دافعهم أن علينا الاتفاق على الأسماء التي ستكون مرشحة من مجلسنا لعضوية الهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلى للإعلام، وهو مطلب يتفق مع صحيح القانون لكن لدي عدة ملاحظات تتعلق بالشكل وأخرى تتعلق بالمضمون وأرجو أن تتسع صدوركم لكليهما.
أولا: التئم مجلسنا مرتين ليناقش هذا الموضوع واختار المجلس ألا يختار، مفضلا التربص والتواني عن التوغل والحسم.
ثانيا: كان رأيي أن علينا المسارعة بتسمية مرشحينا خلال المدة التي فرضها القانون وهي ثلاثة أشهر على الأقل قبل انتهاء مدة الهيئات السابقة، وحتى لا يضيع حق أصيل أورده القانون للنقابة.
ثالثا: ما قلته لم يجد من الأغلبية آذانا صاغية بحجج أوهى من خيوط العنكبوت، إذ تشبث البعض بوجوب ورود خطاب يطلب منا إرسال مرشحينا، وهو ما لم يرد في القانون، كما أقر النقباء السابقون بأنهم لا يتذكرون وروده أصلا ولم نجد له أثرًا في سجلات النقابة.
رابعا: ادعى البعض الآخر بأن المسارعة في هذا الأمر واستباق الباب سيقد قميص وقارنا ويصمنا بحب الظهور دونا عن الهيئات الأخرى التي ورد ذكرها في القانون، رغم أن تنفيذ القانون واحترام مواعيده ستكون ميزة تحسب لنا، وليست عيبا.
خامسا: لقد حذرت في الاجتماعين بأن ما أقره المجلس من تأجيل قد يؤدي في النهاية لضياع حق النقابة في تسمية مرشحيها إذا فعلت في غير المواعيد المقررة، لكن زَامر الحي لا يُطرب.
سادسا: إنني وقد دفع البعض حججه التي لا يقتنع بها فإني جد مندهش من طلبهم المفاجئ بالاجتماع الطارئ إذ لم يصلنا الخطاب المنتظر تماما كما لم يظهر "المهدي المنتظر"، ولا أدري ما الذي تغير أيها الرفاق، وقد كنتم من عطلتم والآن أنتم من استعجلتم.
الأعضاء الأفاضل.. إن كل ما سبق هي ملاحظات في الشكل غير أن لدي ملاحظات أعمق في المضمون وأرجو أن تتشبثوا بالصبر دون السلوان.
1- لقد تحدثت في الاجتماعين الآنفين عن معايير يجب أن تتوفر في المرشحين دون ذكر أسماء بعينها، وقلت بوضوح إننا اختياراتنا يجب أن تنحصر فيما يلي:
أ- منح فرص للوجوه الجديدة بعيدا عن الدوران في فلك أسماء محددة تتقافز من منصب إلى آخر حتى نهايات العمر وكأنهم طاقة لا تنفد حتى وإن استحدثت من العدم.
ب- إن السابقين من المارين والمقيمين في المناصب يجب أن يتنحوا قليلا أو كثيرا فالحال في وجودهم كان ما تعلمون وليس من اللائق أن نكافئ بعضهم على ما اقترفوه من فشل بمزيد من الهدر وعدم إقامة سنة التجديد.
ج- إن الأسماء المرشحة من النقابة يجب أن تراعي عدم تعارض المصالح بمعنى أنه لا يجب تعيين ذو منصب تنفيذي في هيئة تدير مؤسسته فتكون مهمته الرقابة على نفسه، فهذا باب للفساد لا يجب أن نلج فيه مهما كانت الضغوط.
د- إننا يجب أن ننأى بأنفسنا عن أسماء مثيرة للجدل لا تتمتع بالنزاهة المطلوبة أو قامت بانتهاك حقوق الصحفيين بالفصل أو التعسف أو خرق قواعد المهنة أو تلقي عقوبة تأديبية أو خرق مواثيق الشرف الصحفي.
هـ- إن معيار المهنية والتجربة الرصينة يجب أن يكونا في الأبراج العالية وليس في الدرك الأسفل من اختياراتنا المرتقبة.
2- لقد ذكرت لكم أنني ضد المحاصصة التي تتعلق بالنوع أو الطائفة أو المؤسسة أو الجهوية لكن أيدينا يجب أن تخط تمثيلًا يراعي التنوع قدر الطاقة دون استئثار أو استبعاد ودون مجاملة فجة أو مقايضة لا تليق.
3- إنني آثرت أن أخاطبكم علنا بصوت عال بعد أن أحيط بي فأصبحت أقلب كفي على ما أنفقت من شرح وتوضيح سرا وبهمس خفيض.
4- لقد أوصلتمونا لنقطة لا يجدي معها غير الوضوح والتصريح بدلا من اللمز والتلميح بعد أن تداولتم أسماء لم نلتفت جميعا إليها فلم تكن لهم بضاعة لكي ترد إليهم، وإنما ظهرت فجأة وظني الذي لا إثم فيه أنها ليست من بنات أفكاركم أو نسيج عقولكم بعد أن كانت مناقشاتنا تحوم حول كل حما سواهم، وتراود كل فلك لا يمر في سماواتهم.
5-إنني فوجئت أن الأسماء التي يتم تداولها بين رهط من أعضاء مجلس النقابة لكي نختارها في الهيئة الوطنية للصحافة المسئولة عن إدارة المؤسسات القومية ليس بينها صحفي واحد من مؤسستي الأهرام وأخبار اليوم وهو أمر غير مقبول دون تعصب أعمى أو حتى مبصر.
6- أجدني دون حسابات مربكة أو تطلعات مقيدة مدفوع أن أستشعر وراء الأكمة ما وراءها، وأن نفرًا منا يريدون لنا أن نكون مكملين لمشهد تمثيلي عبثي نتظاهر فيه بالاختيار دون أن نختار وأن نتداعى بالنقاش بينما الأفواه مغلقة وأن ندعي التهام الطعام بينما الصحون فارغة وأن نتصور هدير الماء بينما الحلوق عطشى.
7- إن هذه النقابة وتلك المهنة لا يستحقان منا أن نكون قفازا يرتديه من يريد وأن يلوح به لمن يشاء دون إرادة منا في الوقوف أو المضي أو النكوص. ولا أن نكون مطية لمن يريدون التشبث بمقاعدهم الوثيرة حتى لو داست قوائمها على قواعد العمل النقابي.
8- إن التمثيل فن له قواعد إذا أردنا ممارسته فلابد من الالتزام بها بحثا عن المصداقية أمام الجمهور وسعيا وراء الإقناع الذي لا تقيسه فقط حرارة التصفيق وآهات الإعجاب الطبيعية أو المصطنعة وإنما تحدده أيضا تلك الصورة الذهنية التي تتكون عنا بعد أن تذوب المساحيق وتسقط الأقنعة ويُسدل الستار وينفض السامر ويغيض الماء.
9- بعد أن تواصل معنا عشرات الزملاء والزميلات ومع نقيب الصحفيين الذي تولى أمرنا وهو منا فإنني على ثقة أنه سيطرح أسماء كل من رغب دون مواراة أو مراوغة ورسالتي إليكم جميعا أن الأمر يستحق مضاعفة الجهد المبذول لكي نتوافق على أسماء تتسم بالمهنية وتكون معبرة عن مرحلة تحتاج فيها المهنة إلى منقذين لا مدعين.
10- إن رسالتي الأخيرة ستكون إلى "النقيب" أو إلى الوالي: دعونا نتقن أدوارنا ولا تقزمونا إذا أردتم لهذا البلد أن يتعملق، دعونا نحترم أنفسنا لكي تطل الكرامة من أقلامنا، دعونا نمسك بتلابيب اقتناعنا بأدوارنا التي رسمها وتصورها من كلفونا واختارونا لها من عموم الصحفيين القابعين خلف الحواسب كالحطابين في الجبال يلمون قوتهم يوما بيوم مع كل نقرة هنا أو هناك.
أخيرا.. إنني أكاد أشم ريح احتراق ضمائرنا وهي تختنق بحثا عن أنفاس أصبحت لاهثة من ندرة الهواء وشح الفضاء حولنا، لكن زفرة لن تكون الأخيرة تستحق أن تجد سبيلها للنشر سربا، وهي كلمة حق أرجو ألا تكون عند سلطان جائر لكن لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها.. اتركوا لنا بعضا من الضوء أو بعضا من الهواء أو كليهما.