Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

عن «هواجس» جيل جديد يكتب الرواية في مصر.. «سلسلة حوارات».. رحاب لؤي: بدأت كتابة جزءٍ ثانٍ من رواية «قرية المائة».. وحلمي مخاطبة «اليافعين» بأعمال تحسن تلقيهم للحياة

 كتب:  عرفة محمد أحمد
 
عن «هواجس» جيل جديد يكتب الرواية في مصر.. «سلسلة حوارات».. رحاب لؤي: بدأت كتابة جزءٍ ثانٍ من رواية «قرية المائة».. وحلمي مخاطبة «اليافعين» بأعمال تحسن تلقيهم للحياة
رحاب لؤي ومؤلفات لها
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

عندما بدأت الزميلة رحاب لؤي العمل بالصحافة، اكتشف فيها الكاتب الراحل عبد الله كمال تميزها في كتابة «الفيتشر»، ذلك الفن الصحفي الذي أراه من وجهة نظري الأقرب إلى «عالم الأدب»، وبحسب حديثها فإنها عندما قررت الانتقال من «روزاليوسف» إلى العمل في جريدة «الوطن»، قرروا أن تتخصص أيضاً في ذلك الفن؛ عقب الاطلاع على أرشيفها.

 

وبعد سنواتٍ من العمل في بلاط صاحبة الجلالة، قررت الزميلة رحاب لؤي تقديم استقالتها، والتوقف عن العمل الصحفي بصورته اليومية «المُهلكة»، ثم قدمتها جائزة الكاتب الكبير خيري شلبي للعمل الروائي الأولى التي فازت بها، إلى «الوسط الثقافي» بروايتها «قرية المائة» مع أكبر دار نشر في مصر، مختصرةً بذلك سنواتٍ طويلةٍ قد يقضيها القاص أو الروائي للاعتراف به من هذا «الوسط» صاحب الأحكام القاسية أحياناً على أعضائه.

 

تدور الرواية حول قرية مُتخيَّلة، لا يجوع فيها بطن، ولا تحمل أرضها فقيراً، جنة يزينها «عارف بالله»، يحميها من أن يغمرها النيل أو تحل بها النكبات، رجل صالح وقرية هادئة لم يعرف أهلها السرقة، ولم يصدر عنها ولو جريمة واحدة منذ زمنٍ بعيدٍ. عدد سكانها 100 شخص بالتمام والكمال، وكلما ولد فيها فرد، يختفي مقابله «مختار»، دون معرفة السر.

 

في حيثيات الفوز بالجائزة، قالت لجنة تحكيم جائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول عن نص «قرية المائة»: «النصّ شائق وقادر على الغوص في عوالم الريف من زاوية جذابة تغزل الرمزي مع الميتافيزيقي مع الموروثات الجمعية الراسخة، وهو نص محكم ومكتوب بحرفيةٍ عاليةٍ، ومعرفة بحال الريف خصوصا، والمجتمع المصري بشكل عام. إنها رواية أقرب ما تكون للاكتمال، فثمة عالَم سحري في قرية متخيلة، ولعب مع هيمنة الخرافات وسلطانها الدنيوي على عقول وأفئدة الناس. والكاتبة حكّاءة ماهرة ولديها قدرة جيدة على رسم المشاهد والشخصيات».

 

تخرجت الروائية رحاب لؤي في قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010م، عملت بصحفٍ وعدة مواقع مصرية وعربية، وفازت بجائزة نقابة الصحفيين عام 2014، وجائزة مصطفى وعلي أمين عام 2017، وجائزة معهد جوتة وهيئة التبادل العلمي الألماني في الكتابة العلمية عام 2018.

 

قبل روايتها «قرية المائة» صدرَ لها كتابان؛ هما: «أوراق الحزن الخمسة» و«أصفر أزرق أخضر».

 

كيف بدأت علاقتك بـ«الكتابة».. هل سبقت دراستك للصحافة ثم عملك بها وما حدث لاحقاً من الكتابة الأدبية؟

نعم.. المرحلة الأولى في «الكتابة» كانت في المرحلة الابتدائية عندما كتبت «قصةً» أصفها بـ«الغلبانة»، ووقفت وقرأتها في المكتبة المدرسية أمام أصدقائي، وكنت أميل دائماً كلما سمعت قصةً أن أحاول كتابتها بطريقةٍ مختلفةٍ. أما الكتابة بصورةٍ يوميةٍ فقد بدأت منذ عام 2005، فكنت أدوِّن «مذكراتي» بشكلٍ دائمٍ، أتحدث فيها عن مشاعرى؛ هل أنا سعيدة أم «زعلانة» إلى آخره فيما يتعلق بالمذكرات التي كنت أكتبها قبل الكلية وبعدها.

 

هل تلك المرحلة تركت تأثيرها عليكِ باعتبارها كانت تمريناً أولياً على الكتابة؟

أنا أشبِّه الكتابة بالذهاب إلى «الجيم»؛ إذا كنت تجري تمريناتٍ يومياً فإنك ستحافظ على مستوى معينٍ من اللياقة. فالكتابة يومياً والممارسة بالتأكيد تساعد الكاتب.

 

بعد سنواتٍ من العمل الصحفي في «روزاليوسف» و«الوطن» وحصولك على جوائز صحفية.. لماذا قررتِ إنهاء رحلتك مع العمل الصحفي بصورته اليومية؟

بدأت التفكير في خطوة التوقف عن ممارسة العمل الصحفي بصورته اليومية منذ عام 2016، وأخذت القرار في عام 2021؛ فلقد وجدت أنَّ المؤسسات الصحفية صار تركيزها على «الكم» وليس «الكيف»، أنت مطلوب منك يومياً عدداً معيناً من الموضوعات، في حالة إنجازها فسوف يؤثر ذلك على «الكيف»، وفي حالة عدم إنجازها ستوصف بأنك «مقصرٌ» وستدخل في مرحلة «جلد الذات».

 

أيضاً سألت نفسي سؤالاً هو: «ما العائد؟»، لقد وجدتُ المعادلة خاسرةً، فقدمت استقالتي؛ بعد إحساسي أنني قد وصلت إلى مرحلة «ليس في الإمكان أبدع مما كان»، أو بمعنى أخر لقد وجدت نفسي لا أقدم جديداً؛ كل يومٍ على نفس المكتب أقدم العدد نفسه من الموضوعات.. طيب إيه اللي بعد كده؟ وأعتقد أن كل صحفيٍ في مصر يمر بعد مرحلةٍ ما بتلك الحالة.

 

كيف استفدتِ من تخصصك في كتابة «الفيتشَرات الصحفية» عند كتابة روايتك «قرية المائة»؟

«الفيتشر» هو فن اصطياد «اللقطة»، أنت ترى شيئاً أو ملمحاً بصورةٍ مختلفةٍ عما يراه الناس، وبالتالي أستفدتُ من هذه الجزئية بصورةٍ غير مقصودةٍ أو بطريقةٍ غير مباشرةٍ في رسم شخصيات رواية «قرية المائة»، وهذا كان تعليق أعضاء لجنة التحكيم مسابقة الكاتب الكبير خيري شلبي للعمل الروائي الأول، وكذلك كان تعليق القراء.

وتخصصي في «الفيتشَرات» بدأ منذ كنت أعمل في «روزاليوسف» منذ العام الجامعي الأول، الأستاذ الراحل عبد الله كمال بدأ يلاحظ تميزي في «الحتة دي». ففي إحدى المرات كنت أسيرُ في «ميدان التحرير»، ووجدت سيدةً تذاكر لابنها في «الجنينة» فتحدثتُ معهما، وكتبت الموضوع، فأعجب به الأستاذ عبد الله كمال، وقال: «أنتِ بتعرفي تجيبي اللقطات»، وصرت جزءاً من الصفحة الأخيرة، وعملت شغل في المجلة أيضاً، وعندما ذهبتُ إلى «الوطن» كنت أريدُ التخصص في «التحقيقات»، لكن بعد اطلاعهم على شغلي قرروا أيضاً أن أتخصص في «الفيتشَرات».

 

فوزك بجائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول قدمك للوسط الثقافي بصورةٍ جيدةٍ مع دار نشر كبرى مثل «الشروق».. ما تأثير هذا الحدث على كتابتك الجديدة أو مشروع القادم؟

الفوز بتلك الجائزة منحني ثقةً في نفسي؛ سابقاً كنت لا أعرف «اللي بكتبه دا كويس ولا لأ؟»، وكنتُ لا أخذ ما أكتبه على محمل الجد، أو أستغرق ساعةً أو ساعتين في كتابة نصٍ أدبي، حتى عندما بدأت في رواية «قرية المائة» فقد كانتً محاولةً للهروب من حالة الاكتئاب أو الشلل أو «الحيطة السد» التي وصلت إليها في عملي.

 

بالطبع فوزي بالجائزة جعل الموضوع أصعب وأكثر رعباً عند كتابة عملٍ جديدٍ، خاصةً أنَّ القارئ أحياناً يكون قاسياً جدًَا وينتقد الرواية بعنفٍ، وأنا ليس لديَّ مشكلة مع هذا؛ في النهاية القارئ لن يستخرج عيوباً من عملٍ إلاَّ إذا كان هذا العمل أخذ منه وقتاً في القراءة.

 

متى جاءت فكرة رواية «قرية المائة» تحديداً؟

فكرة الرواية جاءت في أثناء ورشة الأديب طارق إمام التي نظمتها «الدار المصرية اللبنانية» قبل مرحلة فيروس كورونا، في الورشة كنا تقريباً سبعة أعضاء ونتحدث عن العوالم الغرائبية و«الفانتازيا» والأشياء الغريبة الأقرب للواقع، وعندما عرضت الفكرة على الزملاء أعجبتهم، وقالوا «هتبقى قوية لو تعملت في روايةٍ»، ولكن في ذلك الوقت لم أكن أعرف من أين أبدأ؟ ولم أكن أعرف «حبكة الرواية».. ولكن تلك الرواية خضعت للكتابة والتغيير يمكن لـ«3 مسوداتٍ كاملةٍ» إلى أن استقرت على الصورة التي جرى التقدم بها للجائزة، ثم الفوز فيما بعد في حدثٍ لم أكن أتوقعه.

 

الرواية دارت أحداثها بالكامل في «الأرياف».. كيف نسجتِ هذا العالم بلغته وشخصياته رغم أنك لستِ «ريفيةً»؟

كلما مررتُ بإحدى المناطق الريفية أشعرُ بحالةٍ من الحنين لا أعرف سبباً محدداً لها، ولكن وصلت إلى تصورٍ عن هذا العالم من الزيارات الخاطفة إلى المناطق الريفية في الطفولة، كما أنَّ والدتي من كفرٍ في الدقهلية، وكانت تحكي لي دائماً عن القرية «عاملة إزاي»، والشخصيات وطريقة تحدثها، فضلاً عن حكايات جدتها عن هذا العالم.

 

جانب من أحداث الرواية وصفها البعض بـ«التقليدية»؛ العمدة الذي يتزوج مرتين، «توفيق» ذلك «العارف بالله» الذي يقيم في منزلٍ مُرعبٍ، التخوف من فكرة «خِلفة البنات».. كيف ترين ذلك؟

كما قلتُ سابقاً رواية «قرية المائة» كُتبت ومُسحت بأحداثٍ وقصصٍ وشخصياتٍ مختلفةٍ لـ«3» مراتٍ كاملةٍ؛ ولذلك لم أجد مشكلةً من التعليق على الصورة النهائية التي استقرت أو صدرت عليها الرواية، وهذا ليس نوعاً من «الثقة العمياء» في نفسي، ولكن لأنني أرى أنَّ هذا هو المسار الطبيعي للرواية.

 «العمدة» في «قرية المائة» كان يتلاعب بسكانها، ويخدعهم.. هل هذا رمزٌ لـ«تلاعب السلطة» التي يمثلها «العمدة» بالجماهير؟

تلك القرية من الممكن أن تكون أي مكان في الدنيا؛ السكان ليس لديهم قابلية للمناقشة أو حتى التفكير في موضوعاتٍ ليس شرطاً أن تكون دينيةً، ولكن قد تكون سياسيةً أو قانونيةً، ولكن هذه الرواية على الرغم من أنها حاولت الحديث عن فكرة «السلطة» وتلاعبها بالناس، ولكن كان اهتمامي الأساسي الناس بتعمل إيه أو بتفكر إزاي؟ لأنني أرى أنه إذا لم تكن هناك أسئلة، فالحياة ستكون مثل «قرية المائة» من حيث الغرق في أشياءٍ ليست حقيقيةً.

 

صدر لكِ قبل رواية «قرية المائة» كتابان هما «أوراق الحزن الخمسة» و«أصفر أزرق أخضر».. هل حققا صدى قوياً؟

أنا طول عمري عندي قناعة «أنه محدش بيقرأ»؛ لأن الدنيا ضاغطة على الناس بما فيه الكفاية، حتى في كتاباتي الصحفية أشعر بكرم أخلاق القارئ عندما يستغرق «10» دقائق في قراءة مقالةٍ لي.

 

الكتاب الأول «أوراق الحزن الخمسة» كان فكرة الناشرة ولاء أبو ستيت مؤسسة دار أم الدنيا للنشر والتوزيع،  التي رأت أنني كتبت موضوعاً قوياً عن «الحزن الشديد» فطورنا الفكرة، وعندما أعود لقراءة هذا الكتاب أشعر بالسعادة.

 

الكتاب الثاني «أصفر أزرق أخضر» كان مذكراتي من أول ما بدأت «صحافة»، أنا فقط عملت جمع وتحديث للكتابات، أما ردود الفعل فقد كانت جيدةً من الوسط الصحفي.

 

حصلتِ على جائزةٍ مهمةٍ في الرواية وصدرت «قرية المائة» عن دار الشروق.. ماذا عن علاقتك بالقصة القصيرة؟

في 2016 عندما بدأت التفكير في التوقف عن العمل الصحفي اليومي، كان طموحي معرفة كتابة كل الأنواع؛ الإعلانات، الرواية، القصة القصيرة، ركزت الفترة الماضية على كتابة «المقال»، كان سعيي وحلمي إجادة كل ما له علاقة بـ«فعل الكتابة»، وكان التحدي أمامي كتابة القصة القصيرة، وأنا الآن أنهيتُ مجموعةً قصصيةً ولكن متخوفة من الدفع بها إلى إحدى دور النشر، ولم يقرأها أحد ليحكم عليها.

 

كيف استفدتِ من العمل الصحفي عند كتابة روايتك «قرية المائة»؟

العمل بالصحافة ترك تأثيراً إيجابياً عندما كتبت الرواية؛ أرى أنَّ وظيفة الصحفي تقديم أكبر عددٍ من المعلومات في أقل عددٍ من الكلمات، وفي مجال الكتابة الأدبية كنت مصرةً أن تكون الرواية سريعةً، ليست غارقةً في الجمل البلاغية، وليس بها «فزلكة» حتى لا يشعر القارئ بالملل، ولغة الصحافة ساعدتني في هذا، وقد أشادت لجنة التحكيم بهذه الجزئية، وكذلك القراء.

 

نهاية الرواية حصدت أكثر عدد من التعليقات على العمل.. فجأةً في الصفحات القليلة الأخيرة يكتشف القارئ خدعة «قرية المائة» وأنها كانت لعبةً من العمدة وكذلك «بئر الأمنيات» الذي يدفن فيه العمدة «المختارين».. لماذا جاءت النهاية سريعةً وصادمةً هكذا؟

أنا أعذر أصحاب التعليقات السلبية عن نهاية الرواية، ولكن تلك النهاية السريعة كانت متناسبةً مع فكرة الرواية الأساسية وهي «الخذلان» الذي يأتي فجأةً وبطريقةٍ غير متوقعةٍ وبعيداً عن الاستيعاب والتوقعات. فجأةً نجد أهل القرية يخذلون أنفسهم، ويخذلون السيدة التي تُريد مساعدتهم لاكتشاف «ألاعيب العمدة».

 

هل حظيت روايتك «قرية المائة» بقراءةٍ نقديةٍ جيدةٍ؟

مهتمة بالطبع أن تكون هناك قراءةٌ نقديةٌ للرواية حتى أستفيد منها على المستوى الشخصي، وكان هناك فعلا تجربة أو اثنتين للكتابة عن الرواية أنا سعيدةٌ بهما جداً، أبرزهم تلك التي نشرها الدكتور أيمن رجب في الجريدة المركزية لوزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية.

رأينا في السنوات الأخيرة تحويل أعمال أدبية مهمة إلى أعمال فنية مثل «ذات» و«عتبات البهجة».. كيف ترين تأثير تلك العملية على الروائي؟

في رأيي لا يوجد «روائي» في الدنيا لا يهتم بتحويل رواياته إلى أفلامٍ ومسلسلاتٍ، هذه العملية تساعده في الوصول إلى الناس، نجيب محفوظ أعماله وصلت إلى قاعدةٍ عريضةٍ من الجمهور بعد تحويلها أفلاماً ومسلسلاتٍ، وكذلك يحيى حقي ويوسف إدريس وطه حسين، الناس يتذكرون الأعمال المرئية بشكل أفضل، فضلاً عن الأرباح المادية والمعنوية للكاتب.

 

هل الرواية بالفعل تمنح الكاتب ما لا تمنحه الأنواع الأخر مثل القصة القصيرة.. من ناحية المساحة لقول كل شيء؟

نعم.. حتى من الناحية التجارية "برأيي" مشتريات الرواية أكثر، وجمهورها أكبر، فرص القصة القصيرة قليلة. ولكن أنا حالياً في مرحلة التجريب واستكشاف الذات، وأحاول كتابة أكثر من جنسٍ أدبي.

 

دائماً ما نسمع انتقادات عن «الشلل الأدبية» وتحكمها أحياناً في الكتابة عن أعمالٍ معينةٍ أو التسويق لأسماء كُتَّاب معينين.. هل ترين أنَّ تلك «الشلل» لها تأثير على زيادة مقروئية الكاتب؟

لا أحب تسمية «الشلل الأدبية»؛ ولكن أحب وصف «الأصدقاء» أو «المحبين» أكثر، وهذه فكرة «حلوة» أن تكون مجموعةً ما عندهم قراء ومسابقات خاصة بهم، ويجيدون التسويق لأنفسهم ولكتاباتِهم، ونعم لها تأثير.

 

أما أنا فلا أجيد هذا الأمر ولم أحاول فعله؛ ظروف شغلي وأولادي تمنعني من هذا الجانب الاجتماعي، أيضاً أرى أنَّ حفلات التوقيع تأتي عندما يصل «الروائي» إلى مستوى معينٍ يطلبه فيه القراء بالاسم.

 

كتابة «المقالات» تحتاج إلى الانشغال بالأحداث والهم العام.. ألم يصبك تخوف من تأثير ذلك على كتابتك الأدبية؟

فكرة الخوف من تأثير اهتمامي بكتابة «المقالات» على كتابتي الأدبية «رفاهية لا أملكها»؛ بسبب الظروف الاقتصادية والأوضاع العامة للبلاد، فإن أي صحفي في مصر الآن همه البقاء على قيد الحياة، لذلك أنا لستُ متفرغةً للأدب بالشكل الكامل.

 

كل كاتبٍ يركز على قراءاتٍ معينةٍ.. ما خريطة قراءات الروائية رحاب لؤي؟

لست قارئة «فظيعة» أو أحسن القراء، ولكن أحبُ قراءة الأعمال القديمة جدا، مثل «الحيوان» للجاحظ، كما أقرأ بعض كتابات عباس محمود العقاد وطه حسين؛ وأكتشفت بساطة وقوة أعمال هؤلاء؛ وهذه القراءات تساعد أكثر في جزئية «اللغة».

 

أيضاً أقرأ أعمال الأديبين خيري شلبي وبهاء طاهر، وأحاول الإطلاع على الإنتاج الجديد. وتستهويني جداً الأعمال التي تطرحها مؤسسة «هنداوي»، وأقرأ أعمالاً عن الأعمال والقصص الغريبة والأحداث الجارية.

 

هل تتابعين الجروبات الثقافية أو جروبات القراءة خاصةً بعد صدور روايتك؟

في الأول كنتُ «منخرطةً» في الجروبات الثقافية، ومهتمةً بردود الفعل عن روايتي، ولكن بعد ذلك رأيت أنَّ تلك «الجروبات» ستؤثر بالسلب عليَّ، لأنها «ممكن تخليني أنخدع في روحي جدا.. أو أقل من نفسي جدا»؛ هناك قراء يرفعون كاتباً للسماء، وآخرين يخسفون به الأرض، لذلك ألغيت متابعة الكثيرٍ من «جروبات القراءة»، ممكن أنتبه إذا رأيت إشارةً لي على أحد تلك الجروبات، ولكن لا أتأثر بالآراء السلبية.

 

ما رأيك في مستوى «الصحافة الثقافية» في مصر؟

عملت في مجال «الصحافة الثقافية» في «روزاليوسف»، وبشكلٍ عامٍ مساحة الصحافة الثقافة ليست كافيةً في الإصدارات المصرية، ولكن هناك بعض الإصدارات تحاول تقديم شغلٍ جيدٍ على رأسهم مؤسسة «الدستور» التي تقدم «شغل بيخطف العين». وفي النهاية الاهتمام بهذا النوع من الصحافة يرجع إلى شخصية رئيس التحرير.

 

هل تهتمين بـ«جزئية اللغة» في كتاباتك الأدبية؟

بالطبع.. اللغة «عدَّة الكاتب» وتساعده على التنوع عند الكتابة، أنا مهتمةٌ جداً بهذه الجزئية، ولهذا كثيرة الإطلاع على الأعمال التراثية القديمة.

هل تملك رحاب لؤي مشروعاً أو أحلاماً محددة وواضحةً في الكتابة؟

أخطط أن يكون «اليافعين» هم جمهوري، وأن أخاطبهم بأعمالٍ تحسِّن تلقيهم للحياة بشكلٍ أفضلٍ، «دا اللي نفسي أشتغل عليه»، أنا أنتقد الأعمال الموجهة لهم خاصةً التي تركز على الجن والعفاريت والرعب، رغم أنها مدخل ناجح لجذب الانتباه، لكن كثير من الأعمال بلا قيمة حقيقية أو معنى.

 

بعيداً عن المجموعة القصصية التي سبق وتحدثنا عنها في هذا الحوار.. هل هناك مشروع روائي جديد لديكِ؟

بدأت في كتابة جزءٍ ثانٍ من رواية «قرية المائة» بعد أن تلقيت مطالباتٍ من القراء بذلك، وأعتقد أنها تحتمل تقديم جزءٍ جديدٍ.

اقرأ أيضاً: عن «هواجس» جيل جديد يكتب الرواية في مصر (سلسلة حوارات)... الروائي محمد عبد الرازق: الكتابة تجربة «فردانية» تنبع من «همٍ وسؤالٍ» شخصي والانخراط في الوسط الثقافي «مفسدة»