بعد وفاته.. من هو الفدائي عبدالمنعم قناوى الملقب بـ«صقر السويس»؟
كتب: أمنية مدحت
أعلنت أسرة الفدائي عبد المنعم قناوى، أحد أبطال المقاومة الشعبية في حرب أكتوبر، وفاته بعد صراع طويل مع المرض، وذلك بعد تلقيه العلاج في أحد المستشفيات المتخصصة، حيث كانت حالته الصحية قد تدهورت في الآونة الأخيرة.
وأكدت أسرة قناوى أنه يتم حاليًا إنهاء إجراءات نقل جثمان الفدائي الراحل إلى مسقط رأسه في السويس، حيث سيتم دفنه في مقابر الأسرة.
من هو الفدائي عبدالمنعم قناوى؟
عبد المنعم قناوى، الملقب بـ"صقر السويس"، هو أحد أبطال محافظة السويس الذين أبلوا بلاءً حسنًا قبل حرب أكتوبر 1973، وقدموا تضحيات كبيرة في سبيل الدفاع عن وطنهم.
وُلد قناوى في 21 فبراير 1945، وهو أحد فرسان منظمة سيناء العربية، التي أسسها مجموعة من الفدائيين لمساعدة القوات المسلحة في حربها ضد العدوان الإسرائيلي بعد نكسة 1967.
كانت أبرز بطولاته خلال حرب الاستنزاف، حيث قام مع رفاقه بمهمات حيوية لرصد تحركات العدو وجمع المعلومات.
ومن أهم إنجازاته كان دوره في إنقاذ مقر قيادة الجيش الثالث الميداني من كارثة محققة، وذلك من خلال إبلاغ القائد بتهديد محتمل بعد وقوع "الثغرة"، وهو ما ساعد في إفشال مخطط العدو واستعادة السيطرة على المنطقة.
الفدائي عبد المنعم قناوى
بعد نصر أكتوبر 1973، لم يتوقف البطل عبد المنعم قناوى عن نضاله، إذ اختار أن يعمل كسائق لسيارة ميكروباص، يُقلّ طلاب السويس يوميًا إلى مدارسهم، وأصبح يتحدث لهم عن بطولات آبائهم وأجدادهم الذين دافعوا عن الوطن وحققوا انتصارات تاريخية.
واصل قناوى، الذي يعد من أحد أبطال المقاومة الشعبية خلال حربي الاستنزاف وأكتوبر، تقديم رسالته للأجيال القادمة عبر نصائح تشجيعية، مشددا على أهمية التفاؤل والعمل الجاد، وألا ينساق الشباب وراء الشائعات، ويؤكد على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية، وحماية الوطن من أي فتنة أو تهديد.
ويضيف قناوى: "كنت أتمنى أن يكون هناك متحف للسويس يحفظ تاريخنا البطولي، ولكن للأسف لم يجد هذا النداء صدى من المسؤولين، يجب أن نتعلم من التاريخ وننقل هذا الإرث للأجيال القادمة حتى لا ينسوا ما قدّمته هذه الأرض الطيبة من تضحيات".
وتبقى كلمات هذا البطل شاهدًا على زمن من العزيمة والمقاومة، وأملًا في أن تستمر الأجيال القادمة في الحفاظ على الأوطان والمضي قدمًا في طريق النصر.