


علي جمعة: الإسلام ليس دين حرب وكل غزوات النبي مات فيها 1000 من الطرفين
كتب: حسناء حسن




أكد الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتى الجمهورية الأسبق، أن المغازى النبوية كانت من دلائل النبوة وليست أمرًا يُستحى منه أو يُنتقص به من السيرة النبوية، مشيرًا إلى أن ما تعرض له النبى ﷺ من أحداث وغزوات لم يكن إلا جزءًا يسيرًا من سيرته، وجاء دومًا فى سياق الدفاع لا العدوان.
وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتى الجمهورية الأسبق، خلال بوكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: "نحن أمام شيء معجز؛ كيف يكون النبى ﷺ فى قلب الحدث ويدير الأمور بكل هذا التوازن، أليس هذا دليلًا أن القرآن من عند الله؟"، مشيرًا إلى أن عبارة "ولكم فى القصاص حياة" تتجلى فيها البلاغة الإلهية والمعنى الإنسانى العميق فى كلمتين فقط.
وشدد على أن الدين الإسلامى ليس دين حرب أو قتال، بل هو دين سلام فى جوهره، مستدلًا بآيات القرآن الكريم: "وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا"، و"لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِى دِينِ"، وقال: "الدين نفسه اسمه الإسلام من السلام، تحية المسلمين السلام، لا القتال ولا الحرب".
وأشار جمعة إلى أن كثيرًا من الناس يختزلون السيرة النبوية فى الغزوات، رغم أن هذه الغزوات لم تكن إلا فى السنوات العشر الأخيرة من عمر الرسالة، ولم تتجاوز 27 غزوة حضرها النبى، ولم يقع قتال فعلى إلا فى سبع منها، سقط فيها حوالى ألف قتيل من الطرفين.
وأضاف: "فى سنة واحدة فقط فى باريس، ضحايا حوادث الطرق بلغوا أضعاف هذا الرقم، فهل يُعقل اتهام الإسلام بالعنف بينما تزهق الأرواح يوميًا فى غير قتال؟".
وفى سياق متصل، أكد الدكتور على جمعة أن الشبهات التى تُثار حول الإسلام كل يوم، إنما تزيد المؤمنين يقينًا وتثبتًا، قائلًا: "كل شبهة لما بنبحثها علميًا، بهدوء ومنهج واستقراء، بتتحول لدليل جديد على عظمة هذا الدين، الشبهات تقوينا، لأنها تكشف زيف ما يُقال وتُظهر وجه الإسلام الحق".
وأوضح: "لما يُقال أن الإسلام بُنى على السيف، نعود إلى القرآن فنجد أن الرفق زينة، والعنف مذموم، وأن العلاقة مع الآخر مبنية على الرحمة، ووصايا القرآن كانت دائمًا تدعو للعفو والصفح: 'فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره'".
وتابع: "نحن لسنا فى موضع دفاع، بل نحن نُعلّم البشرية مبادئ الحرب الرحيمة التى استفادت منها لاحقًا اتفاقيات جنيف، الإسلام لم يُشعل الحروب بل علّم العالم كيف يُنهيها بكرامة وعدل ورحمة، المغازى سُمّيت بهذا الاسم لأنها كانت الأشق على النبى ﷺ، لكنها كانت أرقى دروس الإنسانية"