


ذوبان الجليد في القطب الجنوبي ينذر بنقطة تحول مناخية لا رجعة فيها
كتب: حسناء حسن




كشفت دراسة علمية حديثة عن تطورات خطيرة في القارة القطبية الجنوبية، حيث يشهد الجليد البحري هناك تراجعًا غير مسبوق، ما يهدد بإحداث تغييرات جذرية في النظام المناخي العالمي يصعب التراجع عنها.
ونشرت نتائج الدراسة في مجلة Science Daily، مؤكدة أن فقدان الجليد في هذه المنطقة لا يؤدي فقط إلى ارتفاع منسوب مياه البحار، بل يؤثر أيضًا على تيارات المحيطات والنظم البيئية، مسببًا تدهورًا في الحياة البحرية وزيادة في صعوبة عكس هذه التغيرات.
جليد يذوب ونظام بيئي يتدهور
اعتمدت الدراسة على بيانات دقيقة شملت أرشيفات طويلة المدى من سجلات السفن، وتحاليل عينات الجليد، إضافة إلى الملاحظات الحديثة. وأظهرت النتائج أن مساحة الجليد البحري انخفضت إلى مستويات أدنى بكثير من المعدلات التاريخية.
وحذّرت الباحثة الرئيسية في الدراسة من أن فقدان الجليد البحري يطلق سلسلة من التفاعلات البيئية التي قد تستمر حتى في حال استقرار درجات الحرارة مستقبلًا، ما يشير إلى أن بعض الآثار باتت غير قابلة للعكس.
ذوبان الجليد وتأثيره المناخي
يفقد الجليد البحري قدرته على عكس أشعة الشمس عند ذوبانه، ما يزيد من امتصاص الأرض للحرارة، ويُسرّع بدوره في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. كما يؤثر الذوبان على الدورة الانقلابية في القارة القطبية، وهي تيارات مائية مهمة تنظم توزيع الحرارة والمواد المغذية عبر المحيطات، ما يؤثر على المناخ العالمي بأسره.
تأثيرات على الحياة البحرية
من الناحية البيئية، يُهدد ذوبان الجليد بقاء أنواع حيوية تعتمد على البيئة الجليدية مثل طيور البطريق الإمبراطوري، والأسماك مثل التاكريل، بالإضافة إلى انخفاض أعداد العوالق النباتية، التي تلعب دورًا مهمًا في امتصاص الكربون من الغلاف الجوي.
ما الحل؟
تشير الدراسة إلى أن الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى عالمي قد يسهم في تقليل سرعة التغيرات، لكنه لن يكون كافيًا لإيقافها بالكامل. ويُحذّر العلماء من أن تجاوز عتبة ارتفاع الحرارة بـ1.5 درجة مئوية قد يؤدي إلى تغييرات لا يمكن عكسها في القارة القطبية.
نقطة تحول مناخية
تُعد القارة القطبية الجنوبية من أبرز النقاط الحساسة في النظام المناخي العالمي، ويعتبرها العلماء نقطة تحول مناخية، أي أنه في حال تجاوزت تغيّراتها حدًا معينًا، فإنها قد تتسبب في تأثيرات متسلسلة وخطيرة، تشمل:
-
ذوبان الصفائح الجليدية الكبرى
-
تراجع الغابات الاستوائية
-
تغيرات مناخية حادة في مناطق أخرى حول العالم
وأكد الباحثون أن هذه التغيرات المفاجئة تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا، سواء من خلال التخفيف من الانبعاثات أو التكيّف مع الواقع الجديد، وذلك لتفادي تداعيات كارثية طويلة الأمد على البشرية والكوكب بأسره.