Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

خاص| أستاذ علم نفس يكشف أسباب انتشار الجرائم بمجتمعنا المصري

 كتب:  محمد المصرى
 
خاص| أستاذ علم نفس يكشف أسباب انتشار الجرائم بمجتمعنا المصري
ضحية المنصورة
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

بالأمس كان يوما أليما على العديد والعديد من المحافظات عقب مقتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، على يد زميلها بالجامعة عقب رفضها الزواج منه وقيامه بقتلها بوحشية حيث ذبحها على مرأى ومسمع الجميع أمام بوابة الجامعة لتلقى مصرعها في الحال ويتم القبض عليه، ولم يفق الجميع من تلك الصدمة حتى تفاجئنا بحادثة أشد قسوة وهو انتحار أحد الأشخاص قفزا من أعلى برج القاهرة ليسقط جثة هامدة وسط ذهول الجميع، وعندما أشارت عقارب الساعة إلى الواحدة صباحا انتشرت الاستغاثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإنقاذ شخص يدعى مصطفى توكل، من المنصورة، عقب قيامة بنشر بوست يؤكد فيه أنه في طريقه للانتحار وقام بالقفز بسيارته من أعلى كوبري الجامعة بالمنصورة ليلقى مصرعه هو الآخر، الأمر الذى أصاب المصريين بالصدمة والخوف فيما هو قادم.

وإزاء ما حدث ومازال يحدث كان لزاما علينا أن نتحدث مع من هم يعانون من التربية الخاطئة للأبناء وهم أساتذة الجامعة، وخصوصا في مجال التدريس النفسي والتربوي، والتقى "العاصمة" مع الأستاذ الدكتور عبد الرحمن أمين، أستاذ تربويات العلوم النفسية والاجتماعية وتحدث عن حوادث الانتحار التى انتشرت أمس بشكل مفزع..

وقال أستاذ علم النفس: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن قتل نفسه بدعوى حرية التصرف فهو قاتل وقد ازهق حياة ليست من حقه، ففي ساعات مبكرة من الليل أو قطع من النهار الوجيز طالعتنا مواقع التواصل الاجتماعي بانتحار شابين".

الانتحار جريمة أم سلوك؟:

وأضاف: "الانتحار بات ظاهرة تهدد أمن وسلامة المجتمع لكونه غدا متداول بشكل ملفت للنظر والأمر يحتاج إلى إعادة مراجعة علي كافة المستويات عندما يكون مجتمع معظم شريحته العمرية من الشباب وتصير معظم حالات الانتحار من نفس الشريحة العمرية فان الأمر يحتاج إلى وقفة أخلاقية لتربية الأبناء علي التسليم بقضاء الله وقدره والسعي الدؤوب نحو العمل وشغل أوقات الفراغ والتمسك بخلق اللين والتحلي بالمرونة والبعد عن كل ما هو فاسد علينا أن نعلم أولادنا منذ الصغر أن حياتك مسئولية وأمانة وان ما تسعى إليه يتحقق لكن بالصبر".

وتابع: "علموا أولادكم أن الحياة تعب وسعي ومتعة خالقة وان إزهاق نفس يعني ضياع مجتمع علموا أولادكم أن ضياع هدف ليس معناه ضياع الحياة إنما هو بداية لهدف جديد قد يكون أفضل ألف مرة مما ضاع، وأن لحظات اليأس عندما تتملك المرء إنما تدفعه دفعا نحو التخلص من حياته وهو يظن انه يرتاح".

وواصل: "أيها الحالم المستهتر إنما هي بداية عذاب لن ينتهي لك ولمن تركتهم خلفك علموا أولادكم في البيت في المدرسة في المسجد في الكنيسة في كل ركن من أركان المجتمع أن جودة الحياة تعني جودة التماسك والتعايش مع المها وعن حادث مقتل الطالبة نيرة أشرف أكد قائلا: بينما كل شخص منا يغدوا ويسعى ويجتهد سعيا وراء عيش كريم أو حفظا من سطوة زمن لئيم إذا بخبر ينزل كالصاعقة المدوية شاب ينحر، زميلته علي مرأي ومسمع من الجميع".

واستطرد: "في الحقيقة لن أتكلم بسخط أو اخرج غضبي الذي أظنه كالبركان لكني سوف أتحلى بالهدوء من أجل تقديم وجهة نظر تربوية وأكاديمية حول الحادث.. ففي البداية أود أن أتساءل مع حضراتكم ما السبب وراء حدوث تلك الجريمة؟: هل ضعف البنيان الأخلاقي وفساد التربية؟ أم غياب الوعي والمسئولية؟ أم كلاهما معا؟".

وأكمل: "اسمحوا لي أن أقول من آمن العقاب أساء الأدب لقد امتلئت الشوارع بالبلطجة الممنهجة وأصبح المحترم جبان وأصبح التجاوز فهلوة وأصبحت الأخلاق في علب التحنيط، ما يحدث هو ناقوس خطر دق الأبواب من خلال ما هو فاسد وتغذية وكل ما هو غريزي ومنحط البداية كلمة تم السكوت عنها بدعوى الهزار فتحولت إلى عادة وسلوك ممقوت البداية صفعة صغيرة وتأنيب ضمير لم يحدث قط في انخفاض معامل الأخلاق قياسا إلى معامل التجاوز والاستهتار البداية كانت بالسماح لمثل هذا النموذج أن يكون ردفا لأبنتنا الشهيدة أمام مرأى الجميع فلم يعيروا بكلام أو مواجهة وهو مقيد بالجنوح وسوء الأدب البداية عندما أصبحنا نبرر الخطأ اكثر مما نقدم علي فعل الخير البداية كلمات متناثرة من هنا ومن هناك اجتمعت لتؤسس قاموس من البلطجة وفرد الصدر وكسر الذراع وعند الترويع تستمع لموسيقي المهرجانات فتغرق في عالم من الهواجس والخيالات المتطرفة البداية كانت عندما غرق الوالدين في أحلام السعى وراء لقمة العيش ونسوا أن تربية الجسد بدون أخلاق وبالا علي صاحبة وعلي مجتمعه فصرنا أجسادنا تفتقر إلى العقول إلا من رحم ربي".

واختتم: "البداية كانت لما وقف ابن الثلاث سنوات يتبجح ونظنها خفة ظل وابن السبع سنوات يلطم أخاه ونظنه صغير وابن العشر سنوات يرسل خطابات عشق لزميلته في المدرسة ونظنها شقاوة أطفال وابن السابعة عشر يقتل زميله الذر أخذته النخوة دفاعا عن شرف زميلته ونحكم عليه أنه مازال طفل البداية تصدع بركاني في جسدنا أحرقت أنفسنا الطيبة ولم يتبق إلا نفسها فالنفس إمارة بالسوء تلهث وراء ما يشبع هواها حتى وان كان مخالفات للشرع والدين ونواميس الكون البداية أنا وانت البداية كل المجتمع البداية صحوة ضمير وجمال خلق وطيب معشر وأدب اختلاف وروعة حوار ولو بقي ردء لكان التواضع وعدم التعالي وخفض الجناح البداية غرس يروي بماء الالتزام ويراعي بأدب الود والاحترام الغرو من عازف يتجاوز اللحن فيبدوا شاذا فيستبعد ويكون لقد غابت أنفسنا فغابت أخلاقنا  فأصبح سلوكنا مشين فالبداية ليست كلمات وإنما تربية الوعي ومنجاة من هلاك محقق اصنعوا الورود من أخلاقكم والبسوا حلل الضمير واجعلوا الكلمة عهد واجعلوا مواثيقكم وعد وإلا تنسوا الفضل بينكم أيتها الرحمة الساكنة في بعض ذرات من شغاف القلوب تغمدي كل ضحايا التخلف الأخلاقي بالرحمة".