على طريقة «أفلام السيما».. يوسف محمد يكتشف أمه الحقيقية ويبحث عن إثبات نسبه
كتب: باسل محمد
على طريقة أفلام السينما وفي مدينة بنها بمحافظة القليوبية يعيش الحاج يوسف محمد ويبلغ من العمر 53 عاما ويعمل قهوجيا فى أقدم مقاهى بنها.
على مدار نصف قرن عاش يوسف مع أم ربته وأخت أحبته دون أن يعلم أن الأم التى ربته لم تكن أمه الحقيقية وأخته التى رعته وفاضت عليه بحنيتها لم تكن كذلك.
فجأة تنقلب الدنيا على رأس يوسف. صدمه تصيبه عندما يلتقي بإحدى السيدات تناديه فى الشارع وتقول له ببساطة أنا امك الحقيقية يا يوسف.. ـرجوك سامحنى على تركك لتتربي مع أم ثانية وتنهال الدموع من كلاهما وسط عدم تصديق يوسف لروايتها للوهلة الأولى ويبدأ فى التصديق بعد تأكيد أمه التى ربته وأخته غير الشقيقة بأن الأمر حقيقيا .
وتطلب الأم الحقيقية من يوسف أن يغير اسمه لينتسب إليها إلا أن خوفه على مشاعر الأم التى ربته جعلته يخاف عليها وخاصة أنها ممريضة بالقلب.
يطلب يوسف من أمه الحقيقية الانتظار حتى يهيء الأمر فلم يسعفه القدر لتموت الأم الحقيقية ثم الأم التى ربته الواحدة تلو الأخرى ويسعى يوسف لإثبات نسبه لأسرته الحقيقية وخاصة بعد أن علم أن له أشقاء من أمه الحقيقية ولكن دون اعتراف حقيقي من أشقائه بوجوده بشمل قانونى.
يروى يوسف قصته وهو يبكى على أحد مقاعد كافيتريا القليوبية، ينهار فى البكاء قائلا: أنا رجل تجاوزت الخمسين عاما.. أب وجد فى نفس الوقت.. تبدأ قصتى عندما بلغت الحادي والعشرين من عمرى عندما أتت إلىّ والدتى الحقيقية فى مدينتى ومكان مولدى الإسكندرية لتعترف لى بأنها أمى الحقيقية وذلك عندما جاءت إلى الإسكندرية منذ 21 عاما هاربة من أبي الذى كان يعاملها معاملة سيئة وفقا لقولها بدافع الغيرة وعندما طلبت الطلاق منه كان يرفض بسبب حملها فىّ.
وكانت ظروف عمل والدى تقتضى أن يكون بعيدا عنها لشهور طويلة وخلال ذلك ادعت والدتى أمام والدى أنها وضعت وأن المولود قد مات. ادعت موتى لتحصل على الطلاق من والدى وعاشت مع أسرة لا تعرفها فى مدينة الإسكندرية، وبدون مقدمات لتلك الأسرة تركتنى معهم قرابة الستين يوما بحجة زيارة والدها المريض.
إلا ان زيارتها طالت دون أى رسالة أو مكالمة توحى بعودتها فكان الأمر صعبا على الأسرة التى تركتنى معها أمى.
ماذا تفعل الأم وابنتها فى طفل رضيع هل تلقيه فى أحد الملاجىء أو تسلمه لأحد الأقسام أم يتركونى فى الشارع فما كان منهم إلا أن نسبونى لهم وأصبحت أمى الحقيقية فى شهادة الميلاد هى أمى التى ربتنى.
وبعد فترة تعود ـمى الحقيقية لتطلبنى إلا أن تعلق أمى غير الحقيقية ونسبي الجديد لها جعلها ترفض تسليمى لأمى الحقيقية.
وتبدأ جولة بينهما فى أقسام الشرطة والنيابة تفشل فيها أمى التى وضعتنى فى إثبات نسبي لها وقررت الإقامة بالإسكندرية لتتابعنى من بعيد وتطمأن على؛ وبعد فترة تزوجت من شخص آخر وعادت معه إلى القاهرة وأنجبت منه طفلة عمرها الآن 44 عاما وحدث الطلاق بينهما وسافرت أمى الحقيقية إلى الكويت وأقامت بها لمدة 15 عاما وخلال فترة اقامتها بالكويت كانت تحصل على إجازة سنوية 15 يوما تأتى لتطمأن على من بعيد وعلى شقيقتى التى تركتها مع أمها وأسرتها.
وخلال آخر عاما لها فى الكويت قررت أن تعود لتعترف لى بأمومتها معللة أنها كانت تنتظر التوقيت المناسب لأتفهم موقفها وأسباب بعدها عنى، وعندما ذهبت إلى أهل زوجتى وجدت أنهم يعلمون بوجودى وحقيقة أننى ابنها وخلال تلك الفترة حدثت حرب الخليج فقررت والدتى عدم العودة وطلبت منى تصحيح الاسم فى شهادة الميلاد ولكننى طلبت منها إرجاء ذلك لأن السيدة الفاضلة التى ربتنى مريضة بالقلب ومن الممكن أن أكون سببا فى وفاتها لتعلقها بى وأننى كنت كل شيء فى حياتها.
ويضيف يوسف بقوله: لكن القدر كان له رأى اخر حيث توفيت والدتى الحقيقية فجأة ولم أتمكن من تصحيح الاسم فى شهادة الميلاد لأن أهل والدتى الحقيقية وابنتها (شقيقتى) رفضوا ذلك خوفا من منحى حقي فى ميراث أمى.
والأن انا اعانى وابحث عن المساعدة من اجهزة الدولة والأجهزة المعنية فى عمل اختبار DNA لإثبات نسبي لأمى الحقيقية فببساطة ظلمت صغيرا وظلمت مسنا .