Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

دعم في الأزمات.. العلاقات المصرية الجزائرية تاريخ من التعاون والترابط بين البلدين

 كتب:  رويدا حلفاوي
 
دعم في الأزمات.. العلاقات المصرية الجزائرية تاريخ من التعاون والترابط بين البلدين
العلاقات المصرية الجزائرية
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
لقد سجل التاريخ العديد من المواقف التي أثبتت عمق وتقارب العلاقات المصرية الجزائرية، واستمرت العلاقات بين البلدين في الترابط وتعزيز أطر التعاون، واليوم توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الجزائرية لحضور القمة العربية في نسختها الحادية والثلاثين، وذلك من أجل تدعيم أواصر العلاقات والتعاون والأخوة مع جميع الدول العربية الشقيقة وبشكل خاص الجزائر.


وترصد "العاصمة" لكم في هذا التقرير خلفية تاريخية عن العلاقات المصرية الجزائرية بدايةً من ثورة يوليو في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وحتى الآن.

ساندت حكومة ثورة يوليو بقيادة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ثورة الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي، وأعلنت الثورة الجزائرية من القاهرة عام 1954 وقدمت مصر دعمًا كبيرًا لها سياسيًا وإعلاميًا وعسكريًا.
 
قامت مصر في فترة الخمسينات والستينات بتبني قضية الجزائر في المؤتمرات الدولية والتأكيد على شرعية وعدالة المطالب الجزائرية.
 
تعرضت مصر بسبب مواقفها للثورة الجزائرية لعدة أخطار أهمها العدوان الثلاثي عام 1956.
 
بعد الاستقلال عام 1962 بفترة قصيرة ضاقت العاصمة الجزائر بمئات الآلاف جاؤوا من مختلف البلاد لاستقبال جمال عبدالناصر حيث قوبل بأعظم استقبال شعبي ينظم على شرف رئيس دولة.
 
وفي عام 1973 طلب الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين من الاتحاد السوفيتي شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات  من جاسوس جزائري في أوروبا قبل حرب أكتوبر بأن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر.
 
وباشر الرئيس الجزائري بعد ذلك اتصالاته مع السوفيت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة وأعطاهم الرئيس الجزائري شيكًا فارغًا وقال لهم اكتبوا المبلغ الذي تريدونه وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ثم تم إرساله إلى مصر.
 
وشاركت جميع الدول العربية تقريبًا في حرب 1973 طبقًا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك لكنها كانت مشاركة رمزية عدا سوريا والعراق والجزائر التي كان جنودهم يشاركون بالفعل مع المصريين مع المصريين في الحرب بحماس وقوة على جبهة القتال.
 
وكانت الجزائر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973 فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة 2115 جندي و 812 صف ضباط و 192 ضابط جزائري.
 
أمدت الجزائر مصر ب 96 دبابة و 32 آلية مجنزرة و 12 مدفع ميدان و 16 مدفع مضاد للطيران وما يزيد عن 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7.
 
كان دور الجزائر في حرب أكتوبر أساسيًا وقد عاش بومدين ومعه كل الشعب الجزائري تلك الحرب بكل جوارحه وكأنه يخوضها فعلًا في الميدان إلى جانب الجندي المصري.
 
وكان من أبرز هذه المواقف هو الدعم المصري الكبير والغير محدود لثورة التحرير الجزائرية، ذلك الدعم الذي جسد كل معاني الاخوة والتفاني بين الشعبين الشقيقين، مرورا بالدور المشرف الذي قام به الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين خلال حرب السادس من أكتوبر، والذي توسط بنفسه عند الاتحاد السوفيتي لكي يسمح بتصدير السلاح لمصر، وذلك بعد معرفة بنية قيام إسرائيل بالحرب على مصر.
 
"لو عندنا طائرات لطرنا.. لو عندنا عصافير لطرنا.. لو عندنا بواخر لذهبنا.. إذا انتصرت مصر انتصرت الثورة الجزائرية.. وإذا انهزمت مصر انهزمت الثورة الجزائرية"، كانت تلك كلمات العقيد "سي الحواس" قائد الولاية السادسة أثناء حرب التحرير الجزائرية بعد العدوان الإسرائيلي الإنجليزي الفرنسي على مصر والمعروف تاريخيا باسم العدوان الثلاثي.
 
واليوم تحتفل الجزائر بذكرى تلك الثورة الخالدة التي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف شهيد والتي جست كل معاني الكفاح والتفاني و التعاون العربي الصادق الذي تكرر بعدها في مناسبات عديدة لم ولن ينساها التاريخ أبدا، حيث وضع اللمسات الأخيرة للتحضير لاندلاع الثورة التحريرية في اجتماعي 10 و24 أكتوبر 1954 بالقاهرة من طرف لجنة الستة ومجلس قيادة الثورة المصرى، وهو الأمر الذي نصب مصر الراعي الأول لإندلاع هذه الثورة التحريرية التي امتدت بعدها لقرابة السبعة سنوات ونصف من الكفاح المسلح والعمل السياسي المستمر.
 
وشهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر والجزائر دفعة قوية خلال عام 2014، من بينها انعقاد الدورة السابعة للجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين آنذاك إبراهيم محلب وعبد المالك سلال، وخلالها جرى التوقيع على 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين.
وكذلك  عقدت في يوليو الماضي اللجنة العليا المشتركة بين البلدين حيث زار رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، الجزائر استقبله الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون، بحضور أيمن بن عبد الرحمن الوزير الأول للجزائر وعدد من المسئولين، حيث أكد مدبولي خلالها أنه سيعمل على برنامج تنفيذى لكل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، من أجل الإعلان عن مشروعات مشتركة قبل نهاية العام الجاري.