بدأ
الرئيس عبد الفتاح السيسي حديثة بمؤتمر المناخ 2022 بالترحيب بقادة ورؤساء العالم، حيث بدأت فعاليات مؤتمر المناخ كوب 27.
في بدأية حديثه رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالمشاركين في قمة المناخ "كوب 27"، قائلا: "أود أن أرحب بكم جميعا في مصر.. التي أود أن تعتبروها بلد ثانية لكم.. يسعده استضافتكم.. ويرحب بتواجدكم على أراضيها.. ويهتم بالعمل معكم من أجل تعزيز قيم التعاون والعمل المشترك في شتي المجالات.
وأضاف الرئيس لابد وأن نطلق على مؤتمر المناخ " الشق الرئاسي " قائلاً " نجتمع معا اليوم للتباحث بشأن أحد أكثر القضايا العالمية أهمية والحاحا وهي مواجهة تغير المناخ.. من خلال أعمال الدورة الـ 27 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية كوب 27 الذي ينقعد في دورته في شرم الشيخ".
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مؤتمر المناخ ينعقد في مدينة شرم الشيخ مدينة السلام وأولي المدن المصرية التي تعرف طريقها نحو التحول الأخضر، وتعلق بها أنظار وعقول العالم لمتابعة وقائع مؤتمرنا وما يخرج منها من نتائج تساهم في تحول مصائر ملايين البشر نحو الأفضل".
مضيفاً "نهدف خلق بيئة نظيفة ومستدامة ومناخ أكثر استجابة لمتطلبات الشعوب وظروف مواتية للحياة والعمل نحو النمو دون أضرار بموارد عالمنا التي يتعاين عليها العمل على تنميتها واستثمارها وجعلها أكثر استدامة".
بجانب إن الملايين اليوم تتابعنا كما تابعت قمتنا العام الماضى، ومنهم نساء ورجال وأطفال مزارعين وعمال وأصحاب أعمال، بشر من سائر أنحاء كوكبنا يشتركون في مصير وهدف واحد، منهم من يتواجدون معنا ومنهم من هم خارج القاعات وأمام الشاشات يطرحون علينا أسئلة صعبة لكنها ضرورة، أسئلة يتعين علينا أن نسألها إلى أنفسنا قبل أن توجه إلينا.
هل نحن أقرب من تحقيق أهدافنا من عام مضى ؟
وتساءل الرئيس السيسي خلال قمة المناخ كوب 27 بمدينة شرم الشيخ، هل نحن اليوم أقرب من تحقيق أهدافنا من عام مضى؟، هل استطعنا خلال عام منصرم أن نتحمل مسؤولينا كقادة العالم مع التعامل مع أخطر قضايا القرن وأشدها تأثيرا.
مضيفاً أن ما تشهده مصر من تحول نحو الاقتصاد الأخضر منخفض الانبعاثات فى كافة المجالات تجربة عملية نادينا وننادى بها وبضرورة التنفيذ الفعلى على الأرض، وخير دليل على أنه الأمل لمواجهة تغير المناخ إذا توافرت الإدارة والعزيمة ، وتتفقون معى إذا كان نرغب فى السير معنا نحو مستقبل أفضل نضمن من دون الزيادة عن درجتين مئوية.. وعازمون على صنع مستقبل أفضل للجميع.. واجبى يحتم أن أصارحكم ببعض الشواغل التى لابد ألا نغفلها وهل قدرتنا كمجتمع دولى على المضى قدما بشكل موحد والتزاماتنا وفق لاتفاق باريس الثقة.. ومن ثم من الضرورى أن تشعر كافة الأطراف من الدول النامية خاصة فى قارتنا الافريقية أن أولويات يتم التجاوب معها واخذها فى الاعتبار أننا نتحمل المسئولية بقدر الإمكانيات وبقدر مما تحصل عليه من دعم وتمويل مناسبين وفق مبدأ المسئولية المشتركة بما يوفر لها درجة من الرضا والارتياح إزاء مواجهة تغير المناخ.. لا بد من تهيئة مناخ من الثقة المتبادلة يكون محفزا لمزيد من العمل البناء فى الحفاظ على المناخ".
بالإضافة إلى أن ما يحتاجه عالمنا اليوم لتجاوز أزمة المناخ الراهنة، وللوصول إلى ما توافقنا عليه، كأهداف في اتفاق باريس، يتجاوز مجرد الشعارات والكلمات، لأن ما تنتظره شعوبنا اليوم هو التنفيذ السريع والفعال والعادل ، وتتوقع منا شعوبنا خطوات حقيقية وملموسة نحو خفض الانبعاثات وبناء القدرة على التكيف مع تبعات تغير المناخ، وتوفير التمويل اللازم للدول النامية، التي تعاني أكثر من غيرها من أزمة المناخ الراهنة، ومن هذا المنطق لقد حرصنا على تسمية هذه القمة، قمة التنفيذ، وهو الهدف الذي يجب أن تتمحور حوله كافة جهودنا ومساعينا".
وأكمل الرئيس: "وعلى الرغم من كافة التحديات التي واجهناها خلال الفترة الماضية ولا نزال نواجهها فضلا عن جميع العوامل التي أعلم أنها تلقي بظلال من الشك وعدم اليقين إزاء قدرتنا على الوصول إلى أهداف اتفاق باريس وحماية كوكبنا من مستقبل تصل فيه ارتفاع درجات الحرارة إلى درجتين ونصف بل 3 درجات مئوية، وعلى الرغم من ذلك كله، فإن هناك شواهد وعوامل أخرى تدعونا إلى التمسك بالأمل في قدرة البشرية على صنع مستقبل أفضل لأجيال قادمة، لا يجب عليها أن تتحمل نتائج أخطاء لم ترتكبها وفي شعوب باتت أكثر وعيا ودراية بحجم التحدي ومتطلبات مواجهتنا، وبالثمن الباهظ للتقاعس والتراجع".
وأضاف الرئيس إننا في حاجة إلى حكومات تعلم ما يجيب القيام بها في إطار مواجهة تغير المناخ، وقطاع أعمال عالمي ومجتمع مدني أصبح يمتلك أدوات من أجل لعب أدوار مهمة في هذا الإطار، متابعا: "لقد وضعنا في مصر نصب أعيننا
مواجهة تغير المناخ من خلال استراتيجية مصر الوطنية لمواجهة تغير المناخ ونعمل على التحول الأخضر، ونعمل في الاستراتيجية من خلال التوسع في الاعتماد على مصادره نحو إحداث تحول هيكلي.. والتشريعات وآليات العمل الحكومي بما يساهم في تعزيز الاستثمارات وفق البرنامج الوطني للاستثمار في الغذاء والطاقة، وهذا يؤكد تجسيد لهذا الطموح والتوجه في الحفاظ على المناخ.
وجه
الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة مهمة لضيوف مؤتمر المناخ بمدينة شرم الشيخ، وجه خلالها تساؤلا، قائلا: "إن السؤال الأهم الذي يتعين أن نوجهه لأنفسنا، هل ما نطمح إلى تحقيقه من أهداف يقع في نطاق الممكن.. بلا شك إنه ليس مستحيلا، ولكن إذا توافرت الإرادة الحقيقية والنية الصادقة لتعزيز العمل المناخي المشترك وترجمة ما يصدر عن اجتماعاتنا من نتائج إلى واقع ملموس".
وأكمل
الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه دون قيام الدول المتقدمة، بخطوات جادة إضافية، للوفاء بالتعهدات التي أخذتها على نفسها، في تمويل المناخ ودعم جهود التكيف والتعامل مع قضية الخسائر والأضرار الناجمة، عن تغير المناخ في الدول النامية والأقل نموًا على نحو يضمن صياغة مسارات عملية، لتحقيق الانتقال المتوازن نحو الاقتصاد الأخضر ويراعي الظروف والأوضاع الخاصة لهذه الدول.
بجانب إن وجودكم هنا اليوم، هو في حد ذاته رسالة تأكيد، على الاهتمام الذي تولونه لعمل المناخ العالمي والذي أرجو أن ينعكس، في اتساق مواقف دولكم، مع عنوان قمتنا وهو "التنفيذ" وأتوجه اليوم إليكم مناشدًا، أن تكون رسائلكم إلى العالم - الذي يتوقع منا الكثير - رسائل واضحة تتضمن خطوات محـددة، لتنفيـذ الالتزامات والتعهدات.
وأضاف
الرئيس السيسي أن الإعلان عن المزيد من المساهمات المحددة وطنيًا ورفع طموح استراتيجياتكم لخفض الانبعاثات وإطلاق مبادرات طموحة وفعالة، تجمع كافة الفاعلين، حول أهداف واضحة في التكيف والتمويل ومتابعة تنفيذ ما تم إطلاقه من مبادرات في السابق، والانضمام إلى المبادرات الجديدة، التي تعتزم مصــر إطلاقها علـى مـدار أيام المؤتمـر والأهم من ذلك كله، أن تكون توجيهاتكم لمفاوضيكم، الذين يستعدون الآن لبدء أسبوعين من المفاوضات المهمة هي التحلي بالمرونة، والعمل على بناء الثقة والتوافق للخروج بالنتائج، التي أعلم أنكم كقادة للعالم، تريدون الخروج بها من هذا المؤتمر.
أضاف الرئيس السيسي، إن الأمل الذي أحدثكم عنه اليوم، ليس أمل التمني، بل هو أمل العمل والقدرة على الفعل لقد استطاعت الكثير من دولنا، على مدار عام مضى، أن تكون نماذج مضيئة، لهذا العمل وهذه القدرة ماضية نحو الأمام، في تنفيذ تعهداتها والتزاماتها، بالرغم من كافة الصعاب، وإنني أدعوكم من هنا، أن نحتذي بهذه النماذج وألا نسمح لأي عوامل، أن تحد من عزيمتنا، أو تضعف من قدرتنا، على مواجهة تحدي تغير المناخ الذي لن يتراجع أو يتوقف دون تدخل منا.
تابع الرئيس: إن الوقت يداهمنا ونهاية هذا العقد الحاسم، باتت على بعد سنوات قليلة، علينا أن نستغلها لنحسم خلالها هذه المعركة، على النحو الذي نريده ونرتضيه حان الآن وقت العمل والتنفيذ لا مجال للتراجع أو التذرع بأي تحديات لتبرير ذلك، حيث إن فوات الفرصة، هو إضاعة لإرث أجيال المستقبل، من أبنائـنـا وأحفـادنـا وإنني أثق في حكمتكم، وفي إدراككم، لهذه اللحظة المصيرية من عمر كوكبنا وأعلم أننا جميعًا، أهل للمسئولية الملقاة على عاتقنا لنمضي الآن معًا، نحو "التنفيذ" ولا شيء غير "التنفيذ".
وفي نهاية حديثه أكد الرئيس قائلا أصحاب الجلال والفخامة والسمو أثق في أنكم هنا اليوم من أجل الإجابة على تلك الأسئلة والرد على شواغل الملايين حول العالم، الذين يعانون الآن أكثر من أي وقت مضى، من كوارث مناخية تتصارع وتيرتها وتزداد حدتها على نحو غير مسبوق يوما بعد يوم في شتى أنحاء كوكبنا، فما تلبث أن تنتهي كارثة في مكان ما، حتى تبدأ أخرى في مكان آخر، مخلفة ورائها آلاف الضحايا والمصابين والنازحين، ومسببة خسائر مادية بالمليارات، وكأن العالم قد أصبح مسرحا لعرض مستمر للمعاناة الإنسانية في أقصى صورها، وهنا عليا أن نتوقف لنطرح نحن على أنفسنا تساؤلا ملحا، أما آن لهذه المعاناة أن تنتهي؟".