


حكاية آخر مواطن بالاتحاد السوفياتي.. عاش منسيا بالفضاء داخل محطة فضائية
كتب: سماح غنيم




"سيرجي كريكاليف".. رائد فضاء كان في الثلاثينيات من عمره عندما ذهب في رحلة عمل بمحطة "مير" الفضائية التابعة للاتحاد السوفياتي السابق عام 1991، لم يتمكن من العودة إلى الأرض مجددا في الوقت المحدد لعودته، لأن الدولة التي قامت بالإشراف على رحلته لم يعد لها وجود.
تفاصيل ذهاب "سيرجي كريكاليف" إلى الفضاء
- كان "سيرجي كريكاليف" مهندس طيران بالغ من العمر آنذاك 33 عاما.
- انطلق إلى محطة "مير" الفضائية من قاعدة "بايكونور" الفضائية السوفياتية، التي تقع في كازاخستان.
- كان من المفترض أن تستمر مهمة كريكاليف لمدة 5 أشهر فقط، وهي الفترة التي تدرّب رواد الفضاء عليها آنذاك للمهام خارج كوكب الأرض، إذ لم يكن أحد مهيئاً لتجاوز المدة.
- حدث السقوط المفاجئ للاتحاد السوفياتي، مما أثر على برنامج عمل رائد الفضاء الذي كان في المحطة الفضائية، وقيل له إنه لا تتوافر موازنة كافية لإعادته بعد انتهاء مهمته.
- بعد شهر من موعد عودته المُفتَرَض، كان كريكاليف لا يزال يتلقى عبر اتصالاته بالأرض الإجابة ذاتها: "مركز التحكّم في المهمة يطلب منك البقاء هناك لفترة أطول قليلاً، لأنه لا يوجد جهة تستطيع حاليا تهيئة عودتك إلى البلاد".
- مرت أشهر وكان كريكاليف مهددا بمخاطر ضمور العضلات، والتعرُّض للإشعاع، وارتفاع خطر الإصابة بالسرطانات، وضعف جهاز المناعة، واعتلال الدورة الدموية.
- كانت المحطة الفضائية التي علق كريكاليف على متنها تُسمّى "مير" وتعني بالروسية "السلام".
لماذا علق "سيرجي كريكاليف" بالفضاء؟
- عندما تفكّك الاتحاد السوفياتي إلى 15 ولاية منفصلة أواخر 1991، قيل لـ"كريكاليف" إنه لا يستطع العودة إلى وطنه، لأن البلد الذي أشرف على رحلته لم يعد موجودا، ولا يستطع أحدا متابعة قرار برنامجه العلمي أو إدارة عملية عودته والإشراف عليها أو حتى إيجاد الموازنة الكافية لذلك، ورغم أن الخطة كانت تقتضي عودته بعد 5 أشهر، إلا إنه عاد بعد ضعف المدة التي كانت مقررة لعودته تقريبا.
- كان "كريكاليف" عالقا في الفضاء على بُعد 350 كيلومترا من الأرض، ضمن برنامج رحلته خارج الكوكب عندما انهار الاتحاد السوفياتي في 26 ديسمبر 1991، فأصبح غير قادر على العودة إلى الأرض، وانتهى به الأمر إلى قضاء مدة كانت أطول مرتين مما كان مخططا له في المدار، إذ رفض المسؤولون إعادته.
- أصبحت محطة "مير" الفضائية موطن "كريكاليف" الموقّت إلى أن عاد أخيرا بعد مماطلات طويلة هددت سلامته وحياته، وقد عُرف منذ تلك اللحظة بـ "آخر مواطن في الاتحاد السوفياتي".
عودة "سيرجي كريكاليف" إلى الأرض
- كان بإمكان كريكاليف المغادرة بشكل فردي، فقد كانت هناك كبسولة عودة للاستخدام الطارئ على متن المحطة الفضائية، وخصّصت للعودة إلى الأرض في الظروف الاستثنائية، لكن أخذها كان سيعني نهاية حياة وكالة "مير" لأنه لم يتم تسليم إدارتها لفريق بديل يستأنف العمل عليها، لكنه رفض ذلك لكي لا يضيع كل هذا العمل هباءً.
- بعد 3 أشهر إضافية، تمكنت مهمة فضائية روسية ألمانية مشتركة من إعادة كريكاليف إلى الأرض، في 25 مارس 1992، بعدما دفعت ألمانيا 24 مليون دولار لكازاخستان لشراء تذكرة لاستبداله، برائدها الفضائي كلاوس ديتريش فلايد.
اقرأ أيضا.. العلماء يحذرون: التغير المناخي سيزيد من المشكلات التنفسية