


لماذا لم تسقط واشنطن منطاد التجسس الصيني فوق أرضها ؟
كتب: أميرة ناصر




أظهرت صورة جديدة متداولة تفاصيل دقيقة للمنطاد الصيني الذي أشعل أزمة بين أمريكا والصين.
المنطاد الصيني حلق فوق مواقع حساسة
ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية المنطاد، الذي كان يحلق فوق المجال الجوي الأمريكي على ارتفاع 60 ألف قدم، بأنه "انتهاك واضح" لسيادة الولايات المتحدة، لكنها قالت إنه لن يتم إسقاطه لأنه كان يحلق فوق عدد من المواقع الحساسة".
وقال مسؤولون أمريكيون، إن البالون كبير بما يكفي لدرجة أن تدميره سيؤدي إلى تساقط الحطام، مما يهدد سلامة الناس على الأرض
وأوضح محللون أن حجم المنطاد يقارب حجم "3 حافلات"، ويمكن تزويده بمعدات عالية التقنية، بما في ذلك الكاميرات وأجهزة الاستشعار والرادار.
وبحسب مسؤولين أمريكيين، حلق المنطاد فوق ألاسكا وكندا قبل أن يظهر فوق ولاية مونتانا الأمريكية، التي تضم عددا من مواقع الصواريخ النووية الحساسة.
واعتبرت بكين اليوم السبت، أن وسائل الإعلام والسياسيين في الولايات المتحدة يستغلون المزاعم الأمريكية حول إطلاق منطاد تجسس صيني، ملقية باللوم على الرياح التي دفعت ما وصفته بأنه منطاد مدني إلى المجال الجوي الأمريكي.
وسلطت واقعة احتراق منطاد التجسس الصيني للأجواء الأمريكية، الضوء على أهمية مناطيد التجسس وأسباب استخدامها حتى الآن على الرغم من التطور التكنولوجي الكبير واستخدام الأقمار الصناعية.
أهمية مناطيد التجسس
واستخدمت مناطيد التجسس في المراقبة الجوية والاستطلاع خلال فترة الحرب الباردة، وكانت تستخدم قبل ذلك بكثير في إبان الحروب النابليونية قبل أكثر من 200 عام لجمع المعلومات الاستخبارية، وإن كانت تلك المناطيد بسيطة الشكل.
حادثة المنطاد الصيني
في حين أوضح بعض الخبراء، أن مناطيد التجسس أصبحت أداة بارزة، في أعمال المراقبة الجوية، وذلك بعد التطور الكبير الذي تم إدخاله عليها واستخدام مركبات تحلق على ارتفاعات شاهقة، واستثمرت بريطانيا ملايين الدولارات في برنامج لتطوير مناطيد التجسس العام الماضي فقط.
مناطيد التجسس، هي بالونات خفيفة الوزن، مليئة بغاز الهيليوم، وملحق بالبالون معدات تجسس مثل الكاميرا البعيدة المدى ويمكن إطلاقها من الأرض إلى الجو، حيث يمكنها التحليق على ارتفاع 18 ألف متر، أي فوق المسار المخصص للطائرات التجارية، وفي منطقة تعرف بـ"القريبة من الفضاء".
ولدى التحليق في الجو، تستخدم هذه المناطيد مزيجا من التيارات الهوائية وجيوب الهواء المضغوط، التي يمكن أن تكون شكلا من أشكال التوجيه.
وحول أهميتها في زمن استخدام الأقمار الاصطناعية التي تستخدم في التجسس، أوضح المحلل الأمني والدفاعي، البروفيسور مايكل كلارك، أن أكبر ميزة لدى مناطيد التجسس تجعلها أفضل من الأقمار الاصطناعية هي أنها قادرة على دراسة منطقة لفترة زمنية أطول، مضيفًا أنه يمكن لهذه المناطيد البقاء فوق منطقة ما لفترة طويلة.
وتابع: "بسبب الطريقة التي تدور بها الأرض، فما لم يكن القمر الاصطناعي فوق خط الاستواء، فأنت بحاجة إلى 3- 5 أقمار اصطناعية لتتبع بقعة معينة طوال الوقت، مردفًا: "هذه البالونات رخيصة نسبيا، وأسهل بكثير للإطلاق مقارنة بالأقمار الاصطناعية".
وتسبب منطاد التجسس الصيني في أزمة دبلوماسية كبيرة بين بكين وواشنطن، التي أجلت زيارة وزير خارجيتها أنتوني بلينكن التي كانت مقررة إلى الصين، وذلك بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن رصد المنطاد الصيني، يحلق في الأجواء الأمريكية، حيث يجد الجيش صعوبة في إسقاطه خشية أن تتناثر محتوياته على السكان مما يتسبب في خسائر كبيرة.
وأبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة، نظيره الصيني وانج يي بأنّ تحليق منطاد صيني فوق أمريكا "عمل غير مسؤول".