بعد استبعاد روسيا.. منتخبات رياضية عوقبت بسبب السياسة

رغم أنه من المفترض أن الرياضة بوجه عام لا علاقة لها بالصراعات السياسية وأنها أحد أهم الوسائل التي يتم من خلالها التقريب بين الدول والشعوب، إلا أن العالم للأسف قد يزج بالرياضة في آتون السياسة، وتدخل المعادلات والحسابات السياسية في الرياضة وخاصة كرة القدم.

ومؤخرا ألقت الأزمة الروسية الأوكرانية بظلالها على الرياضة العالمية خاصة في أوروبا، وكانت ضمن القطاعات التي اتخذت قرارات سريعة للغاية.

وأعلن الاتحادان الدولي لكرة القدم (فيفا) والأوروبي للعبة (يويفا)، اليوم الإثنين، استبعاد روسيا من المسابقات التابعة لهما سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية حتى إشعار آخر.

وبموجب تلك الخطوة سيتم استبعاد منتخب روسيا للرجال من المشاركة في الملحق الفاصل المؤهل لمونديال قطر 2022، بجانب استبعاد منتخب السيدات من المشاركة في يورو 2022.

ويترتب على هذا القرار إقصاء سبارتاك موسكو من الدوري الأوروبي حيث كان من المقرر أن يلاقي لايبزج الألماني في دور الستة عشر.

تلك المواقف لم تكن الأولى في تاريخ الرياضة العالمية وخاصة الأوروبية في ظل الحروب والصراعات السياسية، بل كانت هناك مواقف مشابهة نستعرضها خلال السطورة التالية..

حرمان أولمبي

حُرم الخاسرون في الحرب العالمية الأولي ألمانيا والنمسا والمجر وبلغاريا وتركيا بقرار حكومي من المشاركة في أوليمبياد 1920 في أنتويرب ببلجيكا، كما حرمت ألمانيا من المشاركة في أوليمبياد 1924 بباريس.

الحرب العالمية الثانية

ومع بداية الحرب العالمية الثانية، وقتها تم تجميد الدوريات في معظم البلاد المشاركة، وأصدرت الجيوش استدعاءات للشباب، وتحول العديد من لاعبي كرة القدم إلى محاربين.

وكما حرمت ألمانيا واليابان من المشاركة في أوليمبياد لندن 1948.

مونديال 1938

استضافت فرنسا النسخة الثالثة من كأس العالم، وهي الأخيرة قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث أقيمت البطولة في ظروف سياسية حرجة كانت تعيشها القارة الأوروبية.

انسحب المنتخب النمساوي بسبب انضمام النمسا لألمانيا، ما جعل بعض اللاعبين النمساويين يرتدون قميص المنتخب الألماني، في حين رفض قسم آخر منهم اللعب تحت اسم الدولة المتحدة في المونديال.

حرمان ألمانيا من مونديال 1950

لم تتقدم أي دولة أخرى باستثناء البرازيل في طلب استضافة كأس العالم 1950، وفي ذلك الوقت، تم منع الفرق الألمانية من المنافسة، وتم تغيير شكل البطولة بحيث لم يكن هناك نهائي لكأس العالم، بل مجرد دوري لتحديد الفائز.

استبعاد العراق من بطولة كأس الخليج

تسبب قيام العراق بغزو الكويت في 1990، بتأخر انطلاق النسخة 11 من بطولة كأس الخليج ثلاث سنوات، بعد أن كانت تقام كل عامين.

ليخرج قرار بإجماع رؤساء الاتحادات الخليجية باستبعاد منتخب العراق من المشاركة في البطولة، حيث غاب أسود الرافدين عن كأس الخليج منذ 1992 حتى 2004.

ملاعب محايدة بين إيران والسعودية

البداية كانت في عام 2016 عندما حدث هجوم على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، على خلفية أحداث سياسية بين البلدين، حينها قررت السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، ودعت البعثة الدبلوماسية الإيرانية الموجودة على أراضيها لمغادرة البلاد خلال 48 ساعة.

تلك الأحداث دعت الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للتدخل، حيث قرر إقامة كافة المباريات بين الأندية السعودية والإيرانية في البطولات الآسيوية على أراضٍ محايدة، وهو القرار الذي لا يزال ساريًا حتى الآن.