بعد وفاتها.. من هي ناهد يوسف رائدة صناعة الدواء في مصر
كتب: رحاب جمعة
رحلت عن عالمنا منذ أيام واحدة من عظيمات مصر، صاحبة مشوار طويل في صناعة الأدوية، والتي ساهمت في الرد على اعتداءات العدوان الثلاثي على مصر، وكان لها دور كبير ومهم في حرب أكتوبر، واستطاعت أن تنقذ دول من تفشي أوبئة وأمراض فيها…إنها ناهد يوسف، إحدى أهم رائدات صناعة الدواء في مصر.
تواصلنا مع سلمى نجلة دكتورة ناهد، والتي روت لنا عن الجانب الأسري لها فقالت أن والدتها كانت كبيرة العيلة أي مشكلة شخصية يقع فيها أي فرد في عائلتها الكبيرة كانت هي من تقوم بالحل، وكانت تعين الشباب في سن المراهقة ألا ينساقوا وراء أي أفكار غريبة، كما أنها كانت توفق بينهم وبين أولياء أمورهم حتى يمر سن المراهقة بسلام.
قالت إن منزل والدتها كان ملجأ لأي شخص وقع في مشكلة أو أي شخص يمر بظروف عملية أو حتى نفسية، فكان مفتاح شقتها مكانه على شباك جانب باب المنزل كل فرد في عائلتها يعلم بذلك المكان ومن يرغب في الدخول متى ما يحلو له كان يدخل وذلك يبين مدة ارتباط العائلة بها وحبهم الشديد لها ولذلك اعتبروها جميعهم صغار وكبار قدوة لهم.
ومن ضمن المواقف التي تبين مدى إنسانية وحب وعطاء دكتورة شباب العيلة كان كل شخص منهم يقيم في منزلنا لمدة شهر طوال مدة الامتحانات خاصة من كانوا في الثانوية العامة تذاكر لهم وتعيينهم للحصول على أعلى الدرجات.
كان لها ذوق رفيع وشيك ولكن بتكاليف مالية قليلة فكان منزلها يعبر عن هذا الذوق الذي جعل كل بنات العائلة يلجئون لها كي تعينهم على تنظيم بيوتهم بشكل شيك وبتكاليف قليلة الثمن.
«ناهد شخصية قيادية ووجودها بالمنزل خسارة للمصريين».. تلك الكلمات ترجع لزوج دكتورة ناهد كما نقلته لنا ابنتها سلمى، والتي أكدت على احترام والدها لوالدتها وعملها ويرى أنه مهمة قومية.
تقول سلمى إن والديها رغم أن شخصياتهما قيادية وكل شخص منهم له آرائه السياسية المختلفة عن الآخر إلا أنهما زوجان من الزمن الجميل، فكانوا يحبون بعضهم بشكل جنوني، فكانا لا يشاهدان أمسيتهم المسائية إلا وأيديهما متشابكتان كما لو كانا عروسان في شهر العسل..المشاركة كانت عنوان لحياتهم ومن أبرز الأمور التي توضح لأي مدى كانت المشاركة كان هناك درج اسمه درج المصروف ذلك الدرج تضع فيه والدتها ووالدها مرتباتهم ليكونوا مصروف للمنزل واحتياجاته.
وبخصوص عملها تقول سلمى أن والدتها كانت منضبطة فمواعيد عملها مقدسة تستيقظ مبكرا حتى تكون في مكتبها في السادسة صباحًا، وكانت تعمل في المصنع كما لو كان مصنعها خاص وعلاقتها بالموظفين كانت طيبة لدرجة أن الجميع كان يعمل حبًا لها وليس خوفًا من رئيستهم في العمل، كما أنها كانت تهتم بحل مشكلات كل الموظفين الاجتماعية كما كانت تفعل مع العيلة.