«والله أبدًا».. تكشف سر اقتباس الهضبة لمفردات قصيدة «أضحى التنائي» لـ ابن زيدون
كتب: شاهيناز خليفة
تصدر الفنان عمرو دياب التريند على محركات البحث صباح اليوم بعد طرحه لأحدث أغانيه «والله أبدًا» التي اقتبس منها جزء من شعر أندلسي للشاعر ابن زيدون.
سادت حالة من الجدل خاصة وأن الأغنية تحمل في طياتها مفردات غير مفهومة بالمرة ولكن مسمعها جميل على الأذن.
وتعد قصيدة "أقصى التنائي" لابن زيدون، من أشهر قصائد الفراق التي قيلت في تاريخ الشعر العربي، واقتبس منها الهضبة بعض المفردات داخل الأغنية الجديدة.
حكاية قصيدة أضحى التنائي؟
وعُرف ابن زيدون بقصة حبه الشهيرة والمولعة لـ ولادة بنت المستكشفى والذي كان ينافسه على حبها وزير يدعى عامر ابن عدوس، والذي استطاع أن يوقع بينهما حتى أدخله السجن.
وكانت ولادة بنت المستكفى تُبادل ابن زيدون نفس الحب الذي وصل إلى حد العشق، ولكن الوزير أبو عامر ابن عدوس أزعجه حبها لابن زيدون حتى تمكن من أن يدخله السجن.
واستغل أبو عامر ابن عبدوس غياب ابن زيدون، واستطاع التقرب من ولّادة بنت المستكفي التي بادلته الحب أيضًا بعدما روج أنه يحب جارية ويتغزل بها في أشعاره.
ولكن ابن زيدون استطاع الهرب من السجن وتوجه إلى الحديقة التي كان يجلس فيها هو ومحبوبته ولادة، التي أحبت أبو عامر.
كتب حينها ابن زيدون هذه الأبيات في قصيدة عُرفت بـ«النونية» وجاءت كلماتها كالتالي:
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا، وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا، شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
يكاد حين تناجيكم ضمائرنا، يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لبعدكم أيامنا فغدت، سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
اقرأ أيضًا: مستعينًا بشعر «ابن زيدون».. عمرو دياب يطرح «والله أبدًا» عبر اليوتيوب
من هو ابن زيدون؟
يعد اسم ابن زيدون بالكامل هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي القرشي، ولد عام 394هـ - 1003م في قرطبة، وتوفي في أول رجب 463 هـ - 5 أبريل 1071 م.
استطاع ابن زيدون أن يكون من أشهر وأقوى شعراء عصره، لذلك أُطلق عليه لقب «بحتريّ المغرب» تشبيهاً له بالشاعر البحتريّ، فضلا عن أنه وصل لمنصب وزيرًا في عهد أبي الوليد بن جهور صاحب قرطبة.
تميز ابن زيدن في كافة المجالات سواء السياسية أو الأدبية أو الثقافية، ولكن عُرف أكثر بشعره الذي امتاز بالسهولة والعذوبة، حيث قال عالم من علماء الغرب يدعى جنثالث بالنثيا: «أهم شعراء قرطبة في ذلك العصر هو أبو الوليد أحمد بن زيدون المخزومي».
استطاع ابن زيدون أن يتولى الوزارة لأبي الوليد بن جهور صاحب قرطبة، وكان سفيره إلى أمراء الطوائف في الأندلس، ولكن ابن جهور وُجهت له إتهامات بالميل إلى المعتضد بن عباد صاحب إشبيلية، فحبسه، وحاول استعطافه برسائله لكمن دون جدوى.
وتمكن ابن زيدون الهرب في عام 441 هـ، واستطاع أن يذهب ببلاط المعتضد الذي قربه إليه، وأصبح حينها وزيرًا، وقضى ابن زيدن حياته الأخيرة في إشبيلية حتى توفي ودفن بها في عهد المعتمد بن عباد.