Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

قراءة في موقف الهند والبرازيل من توسع «بريكس» والقضاء على الدولار

 كتب:  أحمد حسني
 
قراءة في موقف الهند والبرازيل من توسع «بريكس» والقضاء على الدولار
تخوفات الهند والبرازيل من هيمنة الصين على بريكس
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

لم يكن موقف الهند والبرازيل على سبيل التحديد موقف المرحب بتوسيع الانضمام في التحالف الاقتصادي «بريكس»، كما أن موقف البرازيل من التشدد الروسي في إلغاء الاعتماد على الدولار في التعاملات بين دول التحالف، كان موقفًا غريبًا بعض الشيء مع الأخذ في الاعتبار أن البرازيل كانت صاحبة فكرة إنشاء عملة موحدة لدول بريكس.

البرازيل وروسيا

أخذت البرازيل موقفَا معاديًا في بدء الأمر لاقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد أن لا بديل عن التخلص من الدولار في تعاملات بريكس.

وأعلن الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا أنه لا يريد استعداء أمريكا والغرب، لكن كانت له تخوفات أخرى أبداها في مواقف سابقة، أهمها عدم هيمنة الصين –الاقتصاد الأقوى في المجموعة- على تعاملات المجموعة، وبالتالي اليوان.

يبدو أن رفض الرئيس البرازيلي للأمر منطقيًا، ومتسقًا مع أفكاره، حيث كان يأمل أن تأخذ فكرته بإنشاء عملة موحدة للبريكس للحيلولة دون استبدال الدولار باليوان الصيني.

في نظر داسيلفا أن الصين هي الدولة الأكبر اقتصاديا في المجموعة إن لم يكن الأكبر عالميًا، وبإمكان عملتها السيطرة التامة على سوق التعاملات، وهو الأمر الذي سيؤدي بداهة لارتفاع اليوان بشكل كبير إن لم يكن ضخم، وهو ما يعني سيطرة عملة على أخرى، وأن يصبح الضعفاء ضعفاء، لكن مع استبدال تاجر بآخر، بالإضافة إلى التخوف من هيمنة الصين على بريكس وقرارته.

وبالنظر لرأي داسيلفا فإنه بإنشاء عملة واحدة للمجموعة، على غرار اليورو، فإن الدول التي ستتعامل داخل المنظومة سينالها جميعًا حظًا كبيرًا من التعاملات الاقتصادية فيما بينها، وبالتالي عدم هيمنة دولة على المجموعة وعلى قراراتها.

رفض صيني

وبالطبع ترفض الصين الفكرة، لأنها بالفعل الاقتصاد الأقوى، وأن مقترح الرئيس البرازيلي سوف يضعف عملتها، بشكل أو بآخر، كما أن بقية الدول ستعتمد على قوة الاقتصاد الصيني في تقوية العملة الجديدة وبالتالي ستحصل على نصيب من الاقتصاد الصيني.

ويبدو أن تجربة بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، تثير قلق الصين من إنشاء العملة الموحدة، حتى لا تصبح الدول الأعضاء عالة على اقتصادها، كما أنها تتبنى فكرًا أكثر تحررا لجعل المنافسة الاقتصادية هي الحكم والفيصل، دون أن تتحمل أي دولة أعباء من تواجدها داخل المجموعة.

التوسع بدول قوية

على جانب التوسع في استقطاب دول جديدة للمجموعة، أبدت الهند والبرازيل تحفظات، لأنهما يريان أن توسيع المجموعة سيفقد البريكس الهدف ويضعف نفوذها، رغم تأييد كامل الأعضاء لاستقطاب دول جديدة تتمتع باقتصادات قوية ومواقع استراتيجية.

لم يكن الأمر عند هذا الحد، فقد أبدت الدولتان عدم رغبتها في الدخول بمنافسة وعداء مع الدول الغربية، والمقصود هنا أمريكا على سبيل التحديد التي تهيمن بشكل ضخم وواضح على التعاملات التجارية في الأسواق العالمية، باعتبار أن عملتها هي العملة الأقوى.

اقرأ أيضًا: «إداليا» يتسبب في إعلان حالة الطوارئ في فلوريدا بأمريكا

«تاجر عملة»

لا يخفى على أحد أن أمريكا أهملت اقتصادها في الفترة الأخيرة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ودعمها المادي الضخم لأوكرانيا، وتحولت إلى «تاجر عملة» يتمتع بكثير من الجشع، بحكم موقعه المؤثر على التعاملات الاقتصادية، بل ويزعم البعض أن أمريكا طبعت الكثير من عملتها، دون اقتصاد قوي أو حتى احتياطي من الذهب، مستغلة أهمية الدولار في التعاملات.

راحت أمريكا ترفع أسعار الفائدة بشكل مبالغ فيه، وبالمثل رفعت جميع الدول التي تربط عملتها بالدولار أسعار الفائدة، وهو ما أدى إلى «تكسير عظام» الدول أصحاب الاقتصاديات المتنامية، وزاد مساحة الفقر في العالم أجمع، وهو ما أدى إلى ركود عالمي ضخم، أشبه بما حدث وقت الأزمة الاقتصادية العالمية.

كل هذه الأمور إلى جانب موقف أمريكا التاريخي من روسيا والصين، جعلت الموقف الروسي- الصيني متطرفًا بشكل مماثل، والتعامل مع الدولار على أنه عملة الأعداء التاريخيين، ومن ثم القضاء عليه في تعاملات المجموعة تماما.

لا شك أن انضمام مصر إلى مجموعة بريكس له فوائد عظيمة، أهمها تخفيف الضغط على التعامل بالدولار، لكن على الجانب الآخر لا بديل عن تقوية الاقتصاد المصري بشكل أكبر مما هو عليه الآن، حتى يصبح مؤثرًا في المشهد العالمي.