Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

خسائر على كل المستويات.. فاتورة باهظة تدفعها إسرائيل بعد حربها على قطاع غزة

 كتب:  متابعات
 
خسائر على كل المستويات.. فاتورة باهظة تدفعها إسرائيل بعد حربها على  قطاع غزة
غزة - أرشيفية
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

تداعيات كارثية تواجه إسرائيل منذ بدء عدوانها على قطاع غزة، عقب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في السابع من أكتوبر الماضي، والتي كشفت عن ضعف الكيان الصهيوني وفشل ذريع في الجهاز الاستخبارتي التابع لها، الأمر الذي أدى إلى انتقام حكومة الاحتلال بشن حرب بشعة وارتكاب مجازر وجرائم حرب في حق المدنيين والأبرياء من أهالي القطاع، في محاولة لتحقيق أي انتصار مزيف.

وبعد مرور نحو 47 يوما من القصف المتواصل على القطاع الذي تديره حماس توصل الطرفان لهدنة تبدأ، غدا الخميس، وصفقة بشأن تبادل الأسرى.. والسؤال الآن ماذا خسرت إسرائيل حلال حربها على غزة؟

خسائر إسرائيل اقتصاديا

اعتبر كبير الاقتصاديين في وزارة المالية الإسرائيلية، شموئيل إبرامسون، أن اقتصاد إسرائيل يتأوه تحت وطأة العدوان على غزة منذ السابع من أكتوبر، ويخشى من تفاقم خسائره في حال اندلاع حرب شاملة على الجبهة الشمالية مع حزب الله.

وبحسب تقديرات إبرامسون -التي أوردتها صحيفة "دي ماركر" الاقتصادية في تقرير لها، الإثنين الماضي- فإن الضبابية وعدم اليقين بشأن سير الحرب على غزة والتصعيد المتواصل على جبهة لبنان، أمور قد تؤثر على النشاط الاقتصادي وتسبب أضرارا متعددة الأبعاد على الاقتصاد الإسرائيلي.

ووفقا لإبرامسون، فإن كل شهر من الحرب قد يؤدي إلى خسارة في الناتج المحلي الغجمالي تصل إلى ما بين 8 و9 مليارات شيكل (2.1 و2.4 مليار دولار)، وكذلك خسائر مستقبلية للاقتصاد وسوق العمل.

وبحسب توقعات إبرامسون، فإن خسارة الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023 ستصل إلى 1.4%، ويعني ذلك أن معدل النمو الاقتصادي  هذا العام سيصل إلى نحو 2% فقط، مقارنة بتوقعات سابقة بنمو يبلغ 3.4%.

وبما أن عدد سكان إسرائيل ينمو كل عام بنحو 2%، فإن معنى هذا النمو هو أنه سيكون هناك ركود في الناتج المحلي الإجمالي للفرد في إسرائيل عام 2024.

خسائر عسكرية

وعلى المستوى العسكري، فقد كبدت فصائل المقاومة الفلسطينية الاحتلال خسائر كبيرة، فقد أعلن «أبو عبيدة» المتحدث باسم كتائب القسام الذراع العسكري لـ حماس، تدمير 60 آلية عسكرية، خلال أمس فقط.

كما أعلنوا عن قتل مئات الجنود والضباط خلال مواجهات مع العدو، بعد غزو الاحتلال للقطاع بريا.

واستطاعت فصائل المقاومة الإسلامية أن تمنع قوات الاحتلال من التوغل بريا في قطاع غزة.

وفي النهاية لم تحقق إسرائيل الهدف الذي أعلنته منذ بدء عدوانها الغاشم على قطاع غزة.

خسائر مدنية

ومنذ اندلاع الحرب ارتفعت معدلات الهجرة العكسية من إسرائيل كنتيجة مباشرة لفقدان الأمن الإسرائيلي وتراجع أداء الاقتصاد الإسرائيلي، إذ أن أكثر من 230 ألف مستوطن غادروا إسرائيل منذ بدء الأزمة، ويتوقع ارتفاع أعداد المغادرين مع استمرار العدوان على قطاع غزة، ما يرجع فكرة زوال إسرائيل إلى الأذهان.

وساهمت حرب إسرائيل على غزة في انهيار مؤشرات رأس المال الاجتماعي من حيث فقدان الشعور بالأمان والثقة، لأنها جاءت في إطار الغليان الإسرائيلي الداخلي، وما أحدثته من انقسام حاد بسبب الإصلاحات القضائية التي تبنتها الحكومة الحالية، والتي تقضي بتقليص صلاحيات المحكمة العليا لصالح الحكومة، ما أشعر اليهود الليبراليين بأن إسرائيل الواحة الديموقراطية، باتت قيد التحول إلى دولة دكتاتورية أو سلطوية بأفضل الحالات.

وكشفت الحرب النقاب عن نشوء ظاهرة النزوح الداخلي للمستوطنين الهاربين من مناطق غلاف غزة، وما ينجم عنها من آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية في شريحة واسعة من المستوطنين، حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن 500 ألف نزحوا داخل إسرائيل، وهم مستوطنون مهاجرون في الأصل، فيما أخليت مدينة سديروت بالكامل، وهي تضم نحو 20 ألف مستوطن، كما يتم إخلاء المستوطنات القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان.

وتشير الظروف الحالية في إسرائيل إلى احتمالية ارتفاع معدلات البطالة نتيجة توقف المنشآت الصناعية والسياحية والخدمية وخروج بعضها عن العمل جزئيًا أو بشكل تام، بجانب زيادة معدلات الجريمة والانتحار والإحباط واليأس بسبب الفشل الأمني والعسكري الإسرائيلي في إدارة الأزمة الراهنة، مما يدفع إلى زعزعة دعم الرأي العام الإسرائيلي لأجندة الحكومة العسكرية والسياسية. 

خسائر دولية

على المستوى الدولي أيضا، لم تحقق إسرائيل نتائج تذكر، بل على العكس، نجحت حركة المقاومة الفلسطينية حماس في كسب تعاطف دولي شبه شامل، لا سيما مع ضراوة الضربات للمقرات الأممية والمستشفيات ومقتل آلاف الأطفال والنساء، فيما خسرت إسرائيل مكانتها لدى الظهير الشعبي الأوروبي، المتضامن معها منذ منتصف أربعينيات القرن الماضي.

كما أن هناك ضجر غربي من فاتورة الدعم المرهق لإسرائيل، في ظل أزمة اقتصادية فاقمتها حرب أوكرانيا وأزمتا الطاقة والإنتاج بأوروبا.

ظفرت الفصائل الفلسطينية، في مقدمتها حماس، بدعم سياسي كبير من أطراف دولية قوية، بينها روسيا والصين.

تعد الهدنة انتصار عسكري وسياسي لحماس بنجاحها في التصدي القتالي على الأرض، وفرض شروطها في الهدنة المؤقتة.