في حواره لـ العاصمـــــة استشاري مخ وأعصاب يكشف سبب انتشار الأمراض المناعية بالفترة الأخيرة
كتب: رحاب جمعة
ظهرت في الفترة الأخيرة الكثير من الأمراض المناعية، وأصيب الكثير من الأشخاص بالجلطات التي ربطها البعض بفيروس كورونا واللقاح الخاص به.. تسببت تلك الأشياء في وجود ارتباك في القطاع الصحي بمصر ولهذا تواصلنا مع استشاري مخ وأعصاب دكتور سمير محمد للإجابة على بعض التساؤلات الهامة التي يرغب الكثيرين في معرفتها، وإليكم نص الحوار.
ما سبب ظهور الكثير من الأمراض المناعية فجأة في السنوات الأخيرة؟
لا يوجد دراسات ولا أسباب علمية نستطيع أن نعول من خلالها على انتشار الأمراض المناعية في الفترة الأخيرة ولكن ما نستطيع التعويل عليه هو أن سبب انتشار تلك الأمراض في السنوات الأخيرة بشكل مفاجئ هو زيادة الوعي سواء لدى الطاقم الطبي من خلال سرعة اكتشاف المرض والأدوية وتطورها وحملات التوعية المقدمة من مقدمي الخدنة ووزارة الصحة. وأيضًا الوعي لدى المرضى أنفسهم من خلال سرعة اكتشاف مرضهم والكشوفات الدورية التي أصبحوا على وعي كبير بها.
هل تم التوصل لعلاج يقضي على المرض المناعي المنتشر التصلب اللويحي المتعدد MS؟
لم يتم التوصل لعلاج يعالج المرض بشكل نهائي..لازال مرض مزمن ولكن معظم الأدوية الحديثة تقوم بمنع تكرار الهجمات الشرسة التي تهاجم صاحب المرض أي تعمل على الحد من انتشار المرض ولكن لا تقضي عليه بشكل نهائي.
هل يوجد تدخل محدود في جراحات المخ والأعصاب؟
جراحة المخ والأعصاب بالمناظير بدأت في عام 1993 وأصبحت جزءًا أساسيًا من جراحات هذا المجال. حيث تم استخدام هذه التقنية في العديد من الجراحات في القصر العيني.
جراحة المخ والأعصاب بالمناظير كانت تستخدم في البداية لاستبدال الصمامات، ثم تم تطويرها لتشمل استئصال الأورام وأخذ عينات من المخ، بالإضافة إلى استئصال أورام قاع الجمجمة. كما أن الجراحة بالمناظير تسمح بالتدخل المحدود في المخ والأعصاب، مما يتيح إجراء العملية بدقة، وبالتالي يساهم في تسريع عملية الشفاء. مع العلم أن التشريح بالمناظير يختلف عن التشريح المجهري، حيث توفر المناظير رؤية ثنائية الأبعاد داخل المخ.
ويجرى الآن جراحات في قاع الجمجمة من خلال الأنف بالتعاون مع جراحي الأنف والأذن والحنجرة، كما يستخدم المنظار داخل المخ لعلاج الاستسقاء، كما أن هناك جراحات وتدخل محدود عن طريق القسطرة و التمدد الشرياني أو التدخل من خلال الجراحة الإشعاعية لإزالة الأورام.
أقرأ أيضًا.. «100 يوم صحة».. 43 مليون خدمة مجانية للمصريين
هل تسببت جائحة الكورونا في زيادة عدد المصابين بالجلطات أو انتشار أمراض تتعلق بالأعصاب؟
جائحة الكورونا قد تكون لها تأثير على زيادة عدد المصابين بالجلطات وانتشار بعض الأمراض المتعلقة بالأعصاب، ولكن لا يمكننا تأكيد ذلك بشكل قطعي في الوقت الحالي. هناك بعض الدراسات التي تشير إلى وجود ارتفاع في حالات الجلطات وتأثيرات على الجهاز العصبي المركزي لدى بعض المصابين بفيروس كورونا، ولكن لا تزال هذه الدراسات محل اهتمام وبحث مستمر.
أما بالنسبة للتطعيمات، فإنها تحتاج إلى دراسات مكثفة لفترة طويلة تتراوح عادة من 6 إلى 7 سنوات لضمان سلامتها وفعاليتها. ومع ذلك، نظرًا للظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم بسبب جائحة كورونا، تم تسريع عملية تطوير واعتماد التطعيمات المضادة للفيروس. ورغم أن الدراسات الأولية تشير إلى أمان التطعيمات، إلا أنه لا يزال هناك حاجة لمراقبة مستمرة وإجراء المزيد من الدراسات لفترة طويلة لتأكيد سلامتها وفعاليتها بشكل علمي.
جائحة الكورونا قد أحدثت تغيرًا كبيرًا في مجال العلم والطب، وتأثرت العديد من الجوانب الصحية والعلمية بسببها. ولكن من الضروري إجراء دراسات وبحوث دقيقة على مدى عدة سنوات لفهم تأثيرات الفيروس والتطعيمات المرتبطة به على الصحة العامة والأعضاء المختلفة في الجسم.
كيف نحمي كبار السن من الجلطات؟
لحماية كبار السن من الجلطات، يمكن اتخاذ عدة إجراءات وتوصيات هامة، أولها متابعة الأمراض المزمنة حيث يجب على كبار السن متابعة وعلاج الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري بانتظام، لأن إدارة هذه الحالات يمكن أن تقلل من خطر حدوث الجلطات. كما يجب الحفاظ على نظام غذائي صحي سليم وينصح باتباع نظام غذائي متوازن يشمل الفواكه والخضروات والأطعمة الغنية بالألياف والمكونات الغذائية الصحية. كما يجب الحد من تناول الدهون المشبعة والملح وتجنب الأطعمة المعالجة والدهنية.
وأيضًا الحرص على الشرب الكافي من الماء لأن شرب كميات كافية من الماء يساعد في تفادي تجلط الدم، وذلك لأن الإكثار من شرب الماء يساعد على تخفيف لزوجة الدم ومنع تجلطه في الشرايين. مع ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، بما يتناسب مع الحالة الصحية للفرد، لأن ذلك يساعد على تعزيز الدورة الدموية والحفاظ على صحة الأوعية الدموية.
ويجب تجنب التدخين والكحول حيث أن التدخين يزيد من خطر حدوث الجلطات وأمراض الأوعية الدموية، واستهلاك الكحول بكميات زائدة يؤثر على صحة الأوعية الدموية. في بعض الحالات، يمكن أن يوصف لكبار السن أدوية مضادة للتجلط كجزء من خطة العلاج. يجب اتباع توجيهات الأطباء المعالجين وتناول الأدوية بانتظام وفقًا للجرعات الموصوفة.
متى تكون زيارة طبيب المخ والأعصاب واجبة؟
زيارة طبيب المخ والأعصاب تكون واجبة إذا كان يعاني الشخص من صداع مستمر أو كان مكان الإصابة في الضهر ويؤثر على الرجل أو كان الوجع في الرقبة ويؤثر على الذراع. أو يشعر الشخص بضعف في القدم أو اليد أو النظر بشكل مفاجئ يستدعي الأمر زيارة الطبيب.
هل أزمة الدولار أثرت على جراحات المخ والأعصاب وتسببت في زيادة قوائم الانتظار بالمستشفيات؟
نعم، يمكن أن تؤثر أزمة الدولار على جراحات المخ والأعصاب وزيادة قوائم الانتظار في المستشفيات. تتطلب عمليات جراحة المخ والأعصاب مستلزمات طبية متقدمة ومتخصصة مثل أدوات الجراحة والمواد الاستهلاكية والأجهزة الطبية المتطورة.
عندما يكون هناك نقص في توافر هذه المستلزمات أو زيادة في تكاليفها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، يمكن أن يتأثر القدرة على إجراء جراحات المخ والأعصاب بشكل سلس وفعال. قد يؤدي ذلك إلى تأجيل العمليات الجراحية أو زيادة قوائم الانتظار في المستشفيات.
لحل هذه المشكلة، يمكن أن يتم إنشاء مصانع محلية لإنتاج تلك المستلزمات الطبية المهمة، وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد. يمكن للحكومات والجهات المعنية التعاون في تطوير الصناعات الطبية المحلية وتوفير الدعم والتشجيع للمستثمرين والشركات الصحية لإقامة تلك المصانع.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أيضًا توفير الدعم المالي والتمويل الكافي للمستشفيات والمرافق الطبية لتحسين قدرتها على تلبية الطلب المتزايد على جراحات المخ والأعصاب وتقليل قوائم الانتظار.
هل مصر تعاني من عجز في أطباء المخ والأعصاب؟
لم نعاني من نقص في القدرة البشرية والأطباء في تخصص المخ والأعصاب، ولكن من المعروف أن مصر تواجه تحديات فيما يتعلق بتوزيع الأطباء والتخصصات الطبية في المستشفيات والمرافق الصحية في المحافظات المختلفة. قد يكون هناك عجز نسبي في بعض التخصصات الطبية، ولكن تخصص جراحة المخ والأعصاب ليس بها أي عجز.
هل مصر متطورة في مجال الأدوية الحديثة في علاجات المخ والأعصاب؟
نعم..مصر تواكب التقدم العلمي في العلاجات والأدوية الحديثة التي مع الوقت سوف تحل محل الأدوية التقليدية.