بالصور.. الأتراك يشعلون انقلابًا إقليميًا ضد إسرائيل
كتب: محمد نعيم
أشعل تشبيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بـ«أدولف هتلر» حماس الشعب الساخط على جرائم جيش الاحتلال في قطاع غزة، ونشر الأتراك جداريات مناوئة لإسرائيل على حوائط المعابد اليهودية، وفي مترو انفاق اسطنبول، حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت».
ودهس الأتراك الأعلام الإسرائيلية بالأقدام على قارعة الطرق؛ وعلَّقوا دمية لرئيس الوزراء الإسرائيلي وهى معلقة من رقبتها على جسر في مدينة أفيون قره؛ ووزعوا لافتات في الشوارع ومداخل المحال التجارية، تروج لشعارات داعمة للمقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي اسطنبول، امتدت لافتات على مداخل المحلات التجارية مدون عليها عبارة «ممنوع دخول اليهود».
وفي أنقرة، رُفعت لافتة ضخمة ظهر فيها نتنياهو على أنه خنزير، مع صليب معقوف وكُتب عليها «إسرائيل تقتل الأطفال».
وفي مختلف المدن التركية، انتشرت لافتات في محال السوبر ماركت، تطالب بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية.
يجب على العالم تدمير الفيروس
ودعمت هذه الأجواء من البداية عناوين رئيسية في مختلف الصحف الرسمية وغيرها، خاصة صحيفة «يني شافاك»، الناطق غير الرسمي لحزب أردوغان الحاكم، التي كتبت في إحدى عناوينها الرئيسية «يجب وضع حد لهذه الدولة الإرهابية»، و«يجب على العالم تدمير هذا الفيروس»، و«نتنياهو جزار غزة».
ومؤخرًا، أصدر أردوغان بيانًا آخر، اعتبرته إسرائيل أكثر عداءً للسامية، قال فيه إن رؤية «أرض إسرائيل الموعودة»، تعرض سلامة أراضي تركيا للخطر، وبالتالي يبدأ الدفاع عن تركيا من غزة.
بعبارة أخرى، قال أردوغان إنه إذا سقطت غزة، سيكون لدى إسرائيل مساحة كافية للتنفس ومواصلة مشروع «الأرض الموعودة».
وعلى خلفية هذا التصريح، نُشرت صحيفة «صباح» التركية خريطة توضح «حدود أرض الميعاد»، التي تضم أيضًا شمال قبرص، أي قبرص التركية.
وفور نشر الخريطة، بدأت حملة ضد بيع الأراضي لليهود في شمال قبرص، «حتى لا نصبح فلسطينيين رقم 2»، وبدأ الترويج لسن قانون يقيد بيع مثل هذه الأراضي لليهود والإسرائيليين.
مشروع قانون لاعتقال اليهود الأتراك
أما حزب «العمال التركي» HÜDAPAR، المعروف في تركيا بـ«حزب الكفاح الحر»، وهو عضو في ائتلاف أردوغان، ويتألف من السنة ذوي الأصول الكردية، فقدم مؤخرًا مشروع قانون لسحب الجنسية التركية من أولئك الذين يحملون أيضًا الجنسية الإسرائيلية، وشاركوا في حرب «الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة».
وبموجب مشروع القانون، يتحتم تجميد أموال هذه الشريحة وأصولها وتحويلها إلى الخزانة التركية.
وينص مشروع القانون أيضًا على أنه «إذا تمكنا من القبض على هؤلاء المواطنين في تركيا الذين شاركوا في الإبادة الجماعية في غزة، نحكم عليهم بالسجن مدى الحياة».
من جانبها، واجهت إسرائيل انتفاضة الأتراك باتهامات تقليدية معلبة، وصفتها بـ«معاداة السامية»، وقال البروفيسور الإسرائيلي تشاي إيتان كوهين يانروجاك، وهو خبير في شؤون تركيا بمركز «ديان» التابع لجامعة تل أبيب: «حالة معاداة السامية في تركيا هي الأسوأ على الإطلاق، ورغم ذلك لا يزال الأتراك حذرين، ولا أرى أننا وصلنا إلى مستوى قطع العلاقات، لكن مستوى معاداة السامية اليوم في تركيا غير مسبوق».
وتابع: «المشكلة الرئيسية هي أنه عندما يرتكب الناس أفعالًا معادية للسامية، فإنهم لا يدركون أنهم معادون للسامية».
واختتم البروفيسوؤ الإسرائيلي: «ومثال على ذلك صحفيون أتراك كبار يدعون إلى إنكار حق إسرائيل في الوجود، وصحفي آخر هدد يهود تركيا على أساس أنهم لم يدينوا بعد دولة إسرائيل بسبب «المذبحة» التي ترتكبها في قطاع غزة».
إدانة تصرفات إسرائيل في غزة
نفس الصحفي التركي البارز، مراد أوزر من صحيفة «أكشام»، قال عن اليهود الأتراك في مقابلة تلفزيونية: «عندما يتم قصف المساجد في غزة، لا يزال بإمكانك الصلاة في المعابد اليهودية هنا في تركيا، هل تريدون تحويلنا إلى مجانين؟! كما فعلنا عند إدانة جريمة القتل في مجلة «شارلي إيبدو»، يجب عليكم إدانة تصرفات إسرائيل في قطاع غزة».
ويرى البروفيسور الإسرائيلي أن هناك اتجاهًا مثيرًا للقلق قد ظهر مؤخرًا في تركيا بعد الهجوم الإرهابي الذي شنته منظمة «حزب العمال الكردستاني» ضد الجيش التركي، والذي قُتل فيه 12 جنديًا تركيًا، حينها اتهم العديد من المعلقين في الصحف والقنوات الإخبارية الكبرى إسرائيل والولايات المتحدة بالتخطيط للهجوم.
وزعموا أن ذلك كان طريقهم للانتقام من تركيا بسبب سياستها الخارجية المؤيدة للفلسطينيين. ووفقا لللبروفيسور، يعد هذا ارتفاعًا مثيرا للقلق في الاتهامات، لأن «حزب العمال الكردستاني» يعتبر منظمة تقوض الأمن القومي التركي.
رغم ذلك، لم تقرر تركيا خرق متانة العلاقات مع إسرائيل، وتواصل السفن التجارية التركية الإبحار إلى إسرائيل، ولا تمنع تركيا تدفق النفط عبرها من أذربيجان إلى إسرائيل، لكن ذلك يعود إلى النفوذ الأذري عليها، حسب تقديرات البروفيسور الإسرائيلي.