تاريخ وتنوع كذبة أبريل عبر العصور
كتب: رحاب سعودي
تعتبر "كذبة أبريل" تقليداً شائعاً يتم فيه نشر أخبار زائفة أو إعلانات مضحكة في الأول من إبريل، ورغم أن الغرض منها غالباً ما يكون المزاح وإضحاك الآخرين، إلا أنه قد يسبب آثاراً سلبية سواء معنوية أو مادية، فالكذب بجميع أشكاله قد يكون مؤذياً في بعض الأحيان، وتختلف درجة الأثر باختلاف طبيعة الكذب.
يعتبر الأصل المشهور لـ"كذبة أبريل" أنها بدأت في فرنسا، حيث تم تغيير التقويم اليولياني في عام 1564 ليتم استبداله بالتقويم الغريغوري الذي يبدأ السنة فيه في الأول من يناير بدلاً من الأول من أبريل، وكان هناك من رفض هذا التغيير وأراد التعبير عن اعتراضه بطريقة ساخرة.
تنوعت "كذبة أبريل" عبر العصور، ومن بين الأمثلة الشهيرة على ذلك:
- قصة "موت منجم وهو على قيد الحياة":
حيث قام الكاتب الساخر البريطاني جوناثان سويفت بنشر توقعات مزيفة لموت منجم شهير في تقويم مضاد، وأثار هذا الخداع الكثير من الجدل والضجة.
- قصة "رجل يحشر جسمه داخل قارورة صغيرة وبها يغني":
حيث تم نشر إعلان في الصحف اللندنية يزعم وجود رجل داخل قارورة نبيذ يؤدي الغناء، وهو إعلان كان جزءاً من رهان بين شخصين لإظهار شيء غريب ومستحيل في المسرح.
تظهر هذه القصص كيف يمكن للكذب أن يتحول إلى فعل فني أو ترفيهي، لكنه في بعض الأحيان يمكن أن يسبب ضرراً مثل الإضرار بسمعة الأفراد أو إحداث ضجة لاذعة في المجتمع.
كذبة أبريل: سرقة كل الذهب والفضة الأمريكا
في الأول من أبريل 1905، أثارت صحيفة ألمانية تُدعى "برلينر تاجبلات" ضجةً عارمة بنشر خبر مذهل يفيد بأن لصوصاً قاموا بسرقة كامل خزائن الذهب والفضة الخاصة بالولايات المتحدة الفيدرالية. زعمت الصحيفة أن هؤلاء اللصوص حفروا نفقاً تحت الأرض مدة ثلاث سنوات للوصول إلى الخزانة الفيدرالية في واشنطن، ونجحوا في سرقة مبلغ يتجاوز 268 مليون دولار.
فوز وحيد القرن بالانتخابات
وفي سياق آخر، في نهاية خمسينيات القرن الماضي، شهدت مدينة ساو باولو البرازيلية حملة انتخابية غريبة لمجلس المدينة المحلي، حيث قام الطلاب بترشيح وحيد القرن للمشاركة في الانتخابات كرد فعل على الفساد والاضطرابات التي كانت تعم المدينة. وبفضل دعم الطلاب، حقق وحيد القرن فوزاً ساحقاً في التصويت الاحتجاجي، حيث صوت لصالحه أكثر من 100000 شخص، لكنه لم يتسلم المنصب بسبب التدخلات السياسية.
هذه الأحداث الغريبة تظهر كيف يمكن لكذبة أبريل أن تلعب دوراً في خلق قصص مثيرة وغير متوقعة، ورغم ذلك، فإنها تبقى جزءاً من التقاليد السنوية التي تجلب الابتسامة والضحك في نهاية المطاف.