تحرك برلماني عاجل بشأن إزالة متحف وجزء من منزل الفنان الراحل نبيل درويش
كتب: رويدا حلفاوي
قدمت الدكتورة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي، طلب إحاطة ليتم توجيهه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيري النقل والثقافة، وذلك بشأن القرار الصادر بإزالة متحف وجزء من منزل الفنان الراحل نبيل درويش.
وبدأت عضو مجلس النواب طلب الإحاطة قائلة: "إننا تابعنا على مدار الساعات الماضية ما تم تداوله إعلاميًا على لسان أسرة الفنان التشكيلي الراحل نبيل درويش، بشأن تلقيهم إخطارًا بضرورة إخلاء متحف الفنان الراحل ومنزله في غضون أسبوعين، وكان ذلك للبدء في تنفيذ قرار هدم المتحف الواقع على طريق سقارة السياحي بمحافظة الجيزة، وذلك ضمن أعمال توسعة دائري المريوطية".
وأكدت عبد الناصر، أنه وفقًا لما هو مُعلن فقد صدر إنذار مُوجه من مركز مدينة أبو النمرس التابعة لمحافظة الجيزة، إلى ورثة الفنان الراحل نبيل درويش، بضرورة إخلاء المبنى لتوسعة وتطوير الطريق من المنصورية إلى المريوطية بطول 3.5 كم، حيث أكد الإنذار على سرعة إخلاء المبنى بالكامل لاستكمال المشروع.
وأضافت قائلة: "كالمعتاد نطرح السؤال الذي لا نجد ولا تجد الحكومة إجابة مُقنعة عليه، لماذا تتساهل الجهات التنفيذية بهذا الشكل غير المفهوم في تدمير المعالم التراثية للدولة المصرية في نظير مشروعات يمكن أن نجد لها أماكن بديلة تصلح لتنفيذها، فتارةً تدمر الحكومة المقابر الأثرية، وتارة أخرى تزيل مناطق سكانية بشكل شبه كامل، والآن تزيل واحدًا من أهم المعالم الفنية في مصر بهدف تنفيذ توسعة مرورية".
تعليق وزارة الثقافة
وأردفت: "الأعجب من ذلك الأمر هو الرد المتداول لوزارة الثقافة على أسرة الفنان الراحل بشأن تلك الواقعة، فعندما ورد إنذار الإزالة إلى أسرة الفنان نبيل درويش، اتجهوا بشكل تلقائي صوب الجهة المنوط بها حماية ذلك التراث الفني وهي وزارة الثقافة، إلا أن رد الوزارة كان صادمًا للغاية، حيث أكدت وزيرة الثقافة أن هذا المشروع هو مشروع قومي ومن الصعب إيقافه".
وتابعت أنه بجانب أن أعمال التوسعة المُقرر تنفيذها مكان المتحف تخاف قرار رئاسة مجلس الوزراء التي أصدرها في يناير 2023 بشأن ترشيد الإنفاق في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدولة والذي نص على تأجيل تنفيذ أي مشروعات لم يتم البدء فيها ولها مكون دولاري واضح، وذلك بجانب عدم الصرف على أي احتياجات لا تحمل طابع الضرورة القصوى.
وقدمت النائبة العديد من التساؤلات شديدة الأهمية ومنها: "هل كل توسعة أو زيادة في عدد الحارات المرورية يُعتبر مشروعًا قوميًا على حسب رد وزير الثقافة؟، ألا يُعتبر متحف الفنان نبيل درويش تراثًا فنيًا قوميًا أيضًا من الواجب الحفاظ عليه؟، هل أصبح لدى القائمين على المشروعات القومية ترخيص مفتوح بهدم وتدمير المعالم التراثية والتاريخية والفنية والثقافية للدولة المصرية ومواطنيها؟".
ولفتت عبد الناصر، إلى أن تلك الواقعة تخطى صداها المدى المحلي، ومنذ أيام أرسلت الأكاديمية الدولية للخزف بسويسرا التابعة لهيئة اليونيسكو خطابا رسميا لوزارة النقل تطالب فيه الوزارة بإعادة النظر في قرار هدم المتحف؛ نظرًا للقيمة الفنية للفنان الراحل وأعماله، لكن بكل أسف كان ذلك دون جدوى.
وأوضحت عضو مجلس النواب، أنه إذا كانت الحكومة لا تعرف أهمية ذلك المتحف، فيجب توضيح أهمية هذا المتحف والتي تأتي من أهمية صاحبه الفنان التشكيلي نبيل درويش، الذي يُعد واحدًا من أهم فناني الخزف في مصر والشرق الأوسط بل والعالم، حيث إن الفنان نبيل درويش هو صاحب أول رسالة دكتوراة في فن الخزف عام 1981، وكانت عن تفاصيل صنع المصريين القدماء لفوهات سوداء للأواني الخزفية وكان هذا وقتها موضوعًا جديدًا أضاف قيمة علمية كبيرة إلى هذا المجال على الصعيد الدولي وليس المحلي أو الإقليمي فقط.