Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

عن «هواجس» جيل جديد يكتب الرواية في مصر (سلسلة حوارات).. دينا الحمامي: ترجمة الرواية وتحويلها عملا فنيا أفضل من الجوائز.. وسأكتب معالجة درامية لـ«الفراودة»

 كتب:  عرفة محمد أحمد
 
عن «هواجس» جيل جديد يكتب الرواية في مصر (سلسلة حوارات).. دينا الحمامي: ترجمة الرواية وتحويلها عملا فنيا أفضل من الجوائز.. وسأكتب معالجة درامية لـ«الفراودة»
دينا الحمامي ورواية الفراودة..
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

*أهتم بتقديم هم إنساني حقيقي بكتاباتي وأحب الأفكار التي تمس الأجزاء الضعيفة بالإنسان 

*الأفكارُ الرئيسة في رواية «الفراودة.. سيرة الفقد والإلهاء» تتقاطع مع حياتي

*الفن في المجتمعات المنغلقة يتم تجريده من وظيفته وقصقصة أجنحته

*رفضت نشر الرواية مقابل دفع مبالغ مالية و«السوشيال ميديا» مهمة للكاتب

*رواية «الفراودة.. سيرة الفقد والإلهاء» هي أقرب إلى الواقعية السحرية

في صغرها، كانت أحلام الروائية دينا الحمامي تدور حول «الترجمة» وأن تصير مدربة رقصٍ عالميةٍ، حققت الرغبة الأولى عقب حصولها على ليسانس «الألسن والترجمة» قسم اللغة الإيطالية، وعملت مترجمةً في وكالة أنباء العمال العرب من 2011 وحتى 2014، وفي الاتحاد الدولي لـ«كرة اليد» من 2014 إلى 2018، بينما تبخر حلمها الثاني ولكن ليس بالصورة الكاملة؛ فقد أُجبرت على ممارسة تمريناتٍ بشكلٍ منتظمٍ عقب أزمةٍ صحيةٍ تعرضت لها، فكانت «تمارين الرقـــــــــــــــــــــص» هي الحل.

جذبتها الكتابة الأدبية أكثر إلى جانب ممارسة أكثر من فنٍ، فأصدرت منذ فترةٍ قصيرةٍ روايتها الأولى «الفراودة.. سيرة الفقد والإلهاء»، وفيها تُصيب «اللعنة» قرية مُتخيَّلةً في الصعيد، وتطارد سكانها فلا تكتمل مشاريع الزواج والارتباط، ووسط هذا المجتمع المغلق والمأزوم تنتعش الخرافات، ويسقط السكان في «فخ» الدجل، والاستسلام لألاعيب «نائل» المصاب بجنون العظمة والسلطة. «توليفة» روائية ناجحة عن السلطة والدين والخرافة تصلح بامتيازٍ للتحويل إلى عملٍ فنيٍّ يجذب المهتمين بالماورائيات واسترجاع التواريخ والمواريث والأساطير للنجاة من «اللعنة».

ولدت دينا الحمامي في 8 أغسطس 1990، تخرجت في جامعة عين شمس كلية الألسن 2011، وصل مخطوط روايتها «الفراودة.. سيرة الفقد والإلهاء» إلى القائمة الطويلة لجائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول في دورتها الرابعة، كما عملت «الحمامي» في مجال الترجمة الرياضية والصحفية، ونشرت مقالاتٍ فنيةٍ ونوعيةٍ وإنسانيةٍ.    

ما كواليس الأجواء التي سبقت كتابة رواية «الفراودة.. سيرة الفقد والإلهاء» من حيث الفكرة ثم الشروع في الكتابة؟

بدأتُ الكتابة من 2014، وكانت تلك الكتابة في صورة مقالاتٍ وقصصٍ قصيرةٍ وأنا أصلاً مترجمةٌ محترفةٌ، ولكن فكرة تلك الرواية كانت تؤرقني؛ الروائي دائماً «بيشقى» للحصول على فكرةٍ وأحياناً يتوقف بسبب عدم وجودها. 

كنت مهمومةً في ذلك الوقت بضرورة أن أقدم فكرة «العنوسة» في صورةٍ روائيةٍ أكون راضيةً عنها ولا أقصد هنا الوصول للكمال، وبدأت كتابة الرواية من 2016 من خلال عمل «بروفايلات» للشخصيات والتركيز على تحديد الأفكار الرئيسة، وحذفت شخصياتٍ وأحداثاً كثيرةً ومَنْ يقرأ الرواية بتركيزٍ يستنتج ذلك: «الرواية كان حجمها أكبر بكتير من الرواية التي صدرت مؤخراً».

لماذا وقع اختيارك أن يكون مسرح أحداث الرواية قريةً حملت اسم «الفراودة».. وهل هي قريةٌ حقيقيةٌ أم مُتخيَّلة؟

لفترةٍ طويلةٍ كنت حائرةً هل سيكون مسرح الأحداث قريةً أم مدينةً؟، لم أتسرع في اختيار اسم القرية أو اسم الرواية، كنت مركزةً في الكتابة حتى تمَّ الاستقرار على اختيار قريةٍ «مُتخيَّلةٍ» بالفعل تحمل اسم «الفراودة» على أن تكون تلك القرية في الصعيد؛ فالريف قد قُتل بحثاً، والقرية هنا تمثل العالم، على أن تكون تلك القرية حاضنةً تستوعب كل الشخصيات، ضفَّرت الأحداث والحبكات، وقررت الابتعاد عن التفاصيل الكثيرة حتى يكون العمل ممتعاً للقارئ، أفضل أن يكون المنتج ممتعاً وليس عملاً أكاديمياً.

الرواية كان بها أحداث كثيرة تتعلق بالفن والصحافة والزراعة وحتى الخلفيات النفسية والفلسفية للشخصيات.. ما أصعب جزء كان شاقاً في الكتابة عنه خلال سرد أحداث «الفراودة.. سيرة الفقد والإلهاء»؟

منذ عام 2020 كنت أكتب في الرواية بصورةٍ مستمرةٍ، ولكن الجزء الأصعب كان الخاص بـ«الزراعة»، وأستعنت بكتبٍ ومصادر إنجليزيةٍ لمعرفة أصول الزراعة، ومحاولة تبسيط تلك المعلومات حتى لا تكون تقريريةً؛ كما أنَّ «تضفير» تلك المعلومات مع الشخصيات والأحداث كان أصعب من «تضفير» معلوماتٍ أخرى قد تكون خاصةً بـ«علم النفس والفلسفة والتاريخ»؛ خاصةً أنَّ المعلومات الزراعية بها أرقام كثيرة. 

وكنت كلما كتبت جزءاً أعرضه على والدي وأسأله: «أنت فاهم دا؟»؛ كان دائماً يقدم ملاحظاتٍ، كنت أيضاً أستشير شخصياتٍ عاديةً من أهلي من غير المتخصصين في الأدب، تصورتُ أنَّ هؤلاء «هم اللي هيشتروا الرواية فيما بعد»، كل هذا استغرق وقتاً طويلاً، إضافةً إلى عملية «تشبيك» الشخصيات مع بعضها البعض، العملية لم تكن سهلةً؛ ستجد شخصيةً ملتحمةً بشخصياتٍ أخرى، وهنا سيظهر بالتأكيد الاختلاف في وجهات النظر.

نرشح لك: عن «هواجس» جيل جديد يكتب الرواية في مصر (سلسلة حوارات)... الروائي محمد عبد الرازق: الكتابة تجربة «فردانية» تنبع من «همٍ وسؤالٍ» شخصي والانخراط في الوسط الثقافي «مفسدة»

كيف تعاملت دينا الحمامي مع المسودة الأولى للرواية.. هل عُرضتْ تلك المسودة على أخرين أم انطلقت منك للناشر مباشرةً؟

المسودة الأولى للرواية اكتملت في 2020، قرأها والدي في يومين وأثنى عليها وذكر مجموعة ملاحظاتٍ، ونفذت تعديلاتٍ عليها، ثم عرضتها على كُتَّابٍ من أصدقائي مثل الروائي محمد إسماعيل عمر والكاتبة دعاء إبراهيم وقدما لي ملاحظاتٍ عميقةً؛ «لقد قرأ الاثنان الرواية من الجلدة للجلدة».

في هذا الوقت، لم أكن أعلم هل الرواية ستُنشر أم لا؟ الرواية صعبةٌ وبها شخصياتٍ كثيرةً، فعرضتُها أيضاً على محررين محترفين مثل المحرر محمد علي وقدم مجموعة اقتراحاتٍ أيضاً، وكذلك صديقة محررة محترفة قد لا تحب ذكر اسمها، وهي محررةٌ عربيةٌ وليست مصريةً.

احكِ لنا كواليس عملية نشر الرواية مع دار مهمة مثل «ريشة» التي قدمت عدداً كبيراً من الأسماء الشابة وفي مجالاتٍ متميزة مثل «السير الذاتية»؟

أرسلتُ الرواية لعددٍ من دور النشر المختلفة، فوافقت تلك الدور، ولكن طلبوا مبالغ ماليةً كبيرةً، وكنت أحس أنَّ الرواية بذلت في كتابتها مجهوداً كبيراً وأنها تستحق النشر بعيداً عن النشر «المدفوع». 

على فتراتٍ، كنت أنشرُ منها مقاطع على صفحتي الشخصية بـ«فيسبوك»، والأستاذ حسين عثمان، رئيس مجلس إدارة دار «ريشة» هو صديق عندي، فقرأ تلك المقاطع وطلب مني إرسال الرواية كاملةً لقراءتها، طلبت منه الانتظار لمدة شهورٍ لحين الانتهاء من مجموعة تعديلاتٍ كانت في دماغي، فوافق وقال «خدي وقتك»، وبعد أقل من عامٍ أرسلتها له، وكان سعيداً بها جداً.

بما أنك رفضتِ دفع مبالغ ماليةً لنشرِ روايتك الأولى هذا يعني أنك ضد «النشر المدفوع» 

نعم.. في رأيي أنَّ الكاتب هو الذي يعرف قيمة ما صنع، بالنسبة لي كان من الصعب نفسياً قبول «النشر المدفوع»؛ لقد بذلتُ جهداً في الكتابة، وصرفتُ مبالغ ماليةً في التحرير الأدبي والتدقيق وشراء كتبٍ للقراءة عن مجالاتٍ تتناولها الرواية، كنت أستحقُ النشر المجاني ومع دار جيدةٍ، ومن المؤكد أنني لا أشجع النشر المدفوع.

قلتِ إنَّ ناشر الرواية الأستاذ حسين عثمان أعجبته الأجزاء التي كنتِ تنشرينها على صفحتك بـ«السوشيال ميديا» وهذا فتح الطريق لنشرها مع دار «ريشة».. إذاً كيف ترين أهمية «السوشيال ميديا» في تسويق عمل الكاتب؟ 

«السوشيال ميديا» لا يمكن الاستغناء عنها الحقيقة؛ هي جزءٌ لا يتجزأ من تقديم الصورة الذهنية للكاتب، من الممكن أن يكون كاتباً متوسطاً يجيد استخدام «السوشيال ميديا»، فيساعده هذا على الظهور وكأنه شديد الموهبة، حتى مبيعات الكاتب أحياناً تحددها «السوشيال ميديا».

أيضاً عملية نشر «ريفيوهات» عن الرواية قد يساعد في أن تُقرأ الرواية جيداً في لجان الجوائز، «السوشيال ميديا» قد تكون ثاني حاجة بعد موهبة الكاتب ودأبه وتركيزه في الكتابة والتدقيق.

نرشح لك: عن «هواجس» جيل جديد يكتب الرواية في مصر «سلسلة حوارات».. محمد كسبر: كنت خائفاً من كتابة الرواية والربط بين النجومية في الأدب والإقامة بالقاهرة «بقت موضة قديمة»

الرواية بها جوانب تتعلق بأحداث «فانتازيا» وغريبة وخداع الناس بأفكارٍ لا يتقبلها العقل الآن، أَلمْ يكن اختيار زمن «قديم نسبياً» للرواية - الأربعينيات أو الخمسينيات مثلاً - أفضل من ناحية الإقناع بدلاً من جعل الأحداث تدور في وقتنا الحاضر حيث العالم الذي يضج بالتكنولوجيا؟

أحداث الرواية في البداية كان من المفروض أن تدور في «السبعينيات» وتنتهي في «التسعينيات»، أنا كنت معجبةً بشخصية «نائل» في الرواية، فظهور وبروز واكتمال تلك الشخصية جعلني أشعر أنَّ تلك الشخصية لا تموت، وأنَّ «نائل» حاضرٌ وموجودٌ في كل مكانٍ، فكرة أنَّ هذا الشخص «يبيع لك الهواء وتسلم له ذقنك لمجرد أنه بيتكلم حلو» فهذا موجود، ويحدث في الواقع ما يتجاوز «نائل».

الجزئية الثانية تتعلق بأنني لم أحب أن يعيش القارئ في «تغريبة»، ولكن يعيش الأجواء الخاصة بوسائل التكنولوجيا الحالية رغم وجود أحداث غريبة في الرواية، الشخصيات أخذت «قشوراً» من الحداثة، والتفكير كما هو، والناس «متخدَّرة»، وهكذا جعلت الأحداث تدور من بداية «التسعينيات» حتى وقتنا الحاضر.

 

«فخر» كان فناناً تشكيلياً عمل بفرنسا ونسج علاقاتٍ هناك، و«أميرة» كانت صحفية.. لماذا لم يقم الاثنان بمقاومة سلطة «نائل» وما يفعله من السيطرة على الناس بأفكارٍ غريبةٍ خادعةٍ؟ 

الفن في المجتمعات المنغلقة يتم تجريده من وظيفته، وقصقصة أجنحته؛ المجتمع به قهر ومنغلق والناس لا يشتكون ولا يعترضون، والفنان في النهاية «عايز ياكل عيش»، الفنان مهما كانت لديه قضية ورسالة وذكي فهو لن يستطيع إصلاح الناس بالشعارات؛ هو ليس ساحراً، وليس مطلوبا منه أن يكون ساحراً، هو يحاول يعمل ممازجة بين الخيال والواقع.

«فخر» كان يشاور على الخطأ الذي يحدث ولكنه كان «مأزوماً». 

«أميرة» كانت بتشاور أيضاً على الخطأ، ولكنها كانت تريد النجاة بنفسها على الرغم من أنَّ النجاة ليست فرديةً، ولهذا قد لا تتقبل نهايتها في الرواية، ولكن هي كانت تستحق تلك النهاية.

 

ما مصادرك التي حصلتِ منها على الأغاني التي كانت تُقدَّم في الأفراح بالصعيد؟

بحثتُ في الإنترنت بأماكن موثوقةً وليست صفحاتٍ عاديةً، وكذلك كانت توجد ترشيحات من أصدقائي في الصعيد.

في النهاية لم أُرد تشتيت ذهن القارئ بالأغاني أو حتى بـ«اللهجة الصعيدية»؛ الرواية بها تأملٌ وتركيزٌ أكثر، ولذلك عملت على تبسيط الأغاني والحوار في الرواية.

في الجزء الخاص بـ«فخر» ظهرت الحياة بفرنسا.. كيف وصلتِ إلى تصورٍ عن الحياة هناك ووصفها.. هل أقمتِ فترةً هناك؟

بالفعل هذا الجزء من الرواية أعطى القارئ تصوراً أنني عشت في فرنسا، ولكن لم أعش بفرنسا، أنا فقط لديَّ أفرادٌ من العائلة سافروا إلى إيطاليا وفرنسا، والدي عاش في أوروبا، ومن حكاياته والصور التي كان يلتقطها أستطعت الحصول على تصورٍ عن الحياة بفرنسا، هذا فرق معي في الشوارع والمتاحف. 

أيضاً لم اكتفِ بذلك ولكن عملت بحث بـ«اللغة الفرنسية» عن الشوارع والمتاحف والشواطئ هناك لأنه من الوارد أن تكون أسماء تلك الأماكن خضعت للتغيير، وبالفعل وجدت أسماء تغيَّرت.. كنت أريد بعملية البحث أن أكون مطمئنةً عن الوصف والمعلومات التي أقدمها بالرواية.

نرشح لك: عن «هواجس» جيل جديد يكتب الرواية في مصر.. «سلسلة حوارات».. رحاب لؤي: بدأت كتابة جزءٍ ثانٍ من رواية «قرية المائة».. وحلمي مخاطبة «اليافعين» بأعمال تحسن تلقيهم للحياة

بما أنَّ الرواية كان بها أحداث تتعلق أكثر بالخيال.. أيهما أكثر إلهاماً.. الخيال أم الواقع؟ 

النفس البشرية تميلُ إلى الخيال وتحبه، عندما يموت شخصٌ نُعزي أنفسنا فنقول إنه في الجنة، وعندما يرحل شخصٌ مؤذٍ نقول إنه يُعذَّب، على الرغم من أنَّ كل تلك الأحداث «غيبية» لم نعشها، الخيال قد يكون مطمئناً.

عندما قرأتُ الرواية شعرت أنها تصلح للتحويل إلى عملٍ فنيٍّ.. هل تخططين إلى السعىّ لتحويلها مسلسلاً مثلاً؟

بالفعل عندما قرأ والدي الرواية قال إنها تصلح مسلسلاً وليس فيلماً، وهي تستحق التحويل إلى عملٍ فنيٍّ يكون على الأقل «20» حلقةً مثلاً، وسأكتب معالجةً دراميةً لها خلال الشهور المقبلة حتى لو استغرق ذلك وقتاً طويلاً.

رواية «الفراودة.. سيرة الفقد والإلهاء» هي أقرب إلى الواقعية السحرية، أيضاً بها ما يجذب الناس من «توليفةٍ» خاصةٍ بالسلطة والدين والخرافة والشخصيات المؤثرة مثل «أميرة» و«نائل».

 

هل استفدتِ من دراستك للغة الإيطالية بكلية الألسن في الكتابة؟

أستفدتُ من الأدب الإيطالي وأثر فيَّ وأختزنت ذلك، ولكن ظلت تلك الاستفادة فترةً لم تخرج على الورق، حتى عام 2010 حين بدأتُ كتابة قصصٍ قصيرةٍ، وفي عام 2014 صرت أكتب قصصاً أطول ومقالاتٍ صحفيةً، دراستي نفعتني جداً، وظروف البيت عندي ساعدتني في الكتابة؛ فقد عشت مع «جدتين» إحداهما عاصرت كل الحروب، وتهجرت مرتين من بورسعيد، وجدتي الثانية كانت مدرسة رسمٍ وكانت تقدم لي هدايا بصورةٍ مستمرةٍ عبارة عن قصص باللغتين الإنجليزية والفرنسية. كنت أقرأ «ألف ليلة وليلة» يومياً حتى قبل المرحلة الثانوية.

مع وجود كل تلك الشخصيات في الرواية.. هل كانت هناك شخصية عصية على الكتابة؟

نعم… شخصية «فخر» كانت صعبةً في كتابتها؛ لأنه كان يعاني أزماتٍ، وعاش ببيئةٍ أخرى في فرنسا وأنا لم أعش فيها، لفترةٍ فكرتُ في إلغاء أو حذف تلك الشخصية، ولكن والدي كان معارضاً لهذا الاتجاه، وقال لي: «إنه خطٌ دراميٌ مهمٌ وفارقٌ في الرواية»، والدي مهندسٌ وقارئٌ جيدٌ. 

وبالفعل بقيت تلك الشخصية في الرواية ولكن ظهرت بهذا الشكل بعد كتابة «7» شهور ونصف الشهر.

 

ما الأفكار التي تناولتها الرواية وتتماس مع حياتك الشخصية؟ 

الأفكارُ الرئيسة في الرواية تتقاطع مع حياتي؛ «اللعنة» ولكن بالطبع ليست بنفس الشكل الذي ظهرت عليه بالرواية، أيضاً فكرة «الفقد» تلك «ثيمةٌ أساسيةٌ» في حياتي؛ فقد الأشخاص والأشياء، أيضاً فكرة «الإلهاء» أنا ألجأ دائماً لإلهاء نفسي كلما تعرضت لأزمةٍ شديدةٍ، وأجيد ذلك، مَنْ يتابع صفحتي الشخصية يعرف أنني تأثرت جداً بوفاة جدتي ووالدتي.

في رواية «الفراودة.. سيرة الفقد والإلهاء» أحببت الحديث عن «الفقد» في إطار حبكة «اللعنة» التي تجتاح القرية، شعرتُ أنَّ البناء يتحمل لأنه توجد «ثيمة» تنصهر تحتها هذه المظاهر من «الفقد»، ثم التركيز على أزمةٍ كل شخصيةٍ على حدةٍ، بحب إن الرواية حتى لو كانت تناقش بعداً فلسفياً أو هماً إنسانياً أو سوداوياً فيجب أن تكون تلك الروايةُ ممتعةً وشيقةً.

تكتبين موضوعاتٍ صحفيةً في موقع «رصيف 22».. ألاَّ تخشين من تأثير اللغة الصحفية على كتابتك الأدبية ولغتها؟

الصحافة بالنسبة لي مفيدةٌ في الكتابة الأدبية؛ أحبُ الاثنين، حتى الموضوعات التي نشرتها في ذلك الموقع بها موضوع هو «نواةٌ» لروايةٍ، وموضوعان آخران سيكونان جزءاً من تلك الرواية، سأقدم الشخصيات من خلال تلك الموضوعات التي سأنشرها وسأجمعها لاحقاً في الرواية، أعتبرها «مخطوط منشور» يمكن الرجوع إليه، والتعديل فيه، «أرشيف» أستطيع الوصول إليه بدلاً عن الكتابة في «ملف وُرد» قد يضيع.

نرشح لك: عن «هواجس» جيل جديد يكتب الرواية في مصر «سلسلة حوارات».. أحمد صابر: «مدينة العزلة» أصابتني بـ«عقدة» من الكتابة ورواية «أولاد حارتنا» أحدثت انقلابا في حياتي

بعد نشر روايتك الأولى وردود الفعل الجيدة عنها حتى الآن.. ماذا عن الخطوة المقبلة؟

أنتهيتُ من مجموعةٍ قصصيةٍ، وأكتب روايةً ثانيةً أكثر ثقلاً من روايتي الأولى «الفراودة.. سيرة الفقد والإلهاء»، عرضت المجموعة على أصدقائي وردود الفعل كانت مشجعةً.

هل تنوين المشاركة بروايتك «الفراودة» في المسابقات أو الجوائز؟

هذه الرواية شاركت بها في مسابقة جائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول في الدورة قبل الماضية، ووصلت إلى القائمة الطويلة، كما وصل مخطوط الرواية إلى القائمة القصيرة في إحدى منح الكتابة. 

أنا أرى أن الجوائز عاملٌ مساعدٌ وجيدٌ للكاتب، ولكن ليس بأهمية ترجمة الرواية أو تحويلها إلى عمل فني، تلك عوامل تساعد على زيادة المقروئية والرواج، لكن الجائزة في النهاية تخضع لـ«ذائقة» لجنة التحكيم التي قد تتكون من «4» أفراد مثلاً.

مَنْ الكُتَّاب الذين تحرصين على قراءة أعمالهم وتركوا فيكِ تأثيراً؟

جابرييل جارثيا ماركيز أكثر كاتب أثَّر في حياتي، وبعده خيري شلبي، تجربتهما تستحق التأمل وتكرار قراءة أعمالهما؛ طريقة «ماركيز» في معالجة شخصياته أثرت عليًّ إنسانياً وفي طريقة نظرتي لأزماتي.

فاطمة قنديل بالنسبة لي رائعة، أقرأ لـ دعاء إبراهيم، أميمة صبحي، إيمان جبل، ميرال الطحاوي كاتبة رائعة وفارقة، وبحب شغل طارق إمام، هو كاتبٌ مختلفٌ ولديه فرادة في الأفكار، وأسلوبه الواحد يتعلم منه.

ومن كُتَّاب القصة القصيرة بحب كتابات الدكتور أشرف الصباغ، وأحرص يومياً على متابعة منشوراته على «فيسبوك»، خاصةً مجموعته «أول فيصل» التي بها قصص تصلح للتحويل إلى أفلامٍ سينمائيةٍ.

أيضاً إياد عبد الرحمن له رواية اسمها «إهانة غير ضرورية»، هذه الرواية عمل خالد.

 

ما هواجسك في الكتابة والتي تشغلك دائماً؟

مهتمة بتقديم «هم إنساني حقيقي» في كتاباتي، وأمتلكُ أفكاراً ومواد بها هذا الهم، أيضاً أعمل جيداً على «الفنيات»، أحب أكتب فكرةً تمس الإنسان، الأجزاء الضعيفة فيه، ليس من عملي تناول مناطق القوة به. الكتابة مهمة للتطهر من الألم، واستكشاف الذات والأخر، أمارس أكثر من نوعٍ في الفن وثيمة الجسد حاضرة عندي، بحب أكتشف علاَّته وأسباب أمراضه.