«كواليس الظل» في معرض الكتاب.. المسكوت عنه في صفقات ترامب

من صالة 1 جناح B25 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، يرى النور كتاب جديد للكاتب الصحفي محمد نعيم، بعد صدوره عن دار «نفرتيتي» للنشر والدراسات والترجمة تحت عنوان: «كواليس الظل: صفقات إسرائيل السريَّة في الشرق الأوسط الجديد». 

تغوص صفحات الكتاب (388 صفحة) في أعماق كواليس العمليات السياسية والأمنية، التي صاغها رئيس الإدارة الأمريكية الخامس والأربعين في الفترة ما بين 2017 حتى 2021، وحملت معها انعكاسات وتحولات غير مسبوقة على منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك «صفقة القرن» ذات الصلة بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وفرض سياسة الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان السورية، وضم الصحراء الغربية إلى المغرب، وانضمام الإمارات العربية المتحدة والبحرين وكذلك المغرب والسودان إلى الاتفاقات الإبراهيمية.

بين سطور الكتاب يمكن الانكشاف على منهجية ترامب، وتعاطيه بأبجديات سوق العقارات مع الصفقات السياسية: لا مستحيل أمام المساومة. لكنه يعترف صراحة في المقابل بانطواء ملف الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على تركيبات بالغة التعقيد، يعززها انعدام الثقة بين الفلسطينيين وإسرائيل.

الكتاب ومؤلفه يعرجان اعتماداً على مصادر معلوماتية إلى خفايا العلاقات السرية بين إسرائيل ودول الخليج قبل وبعد إبرام الاتفاقات الإبراهيمية: لقاءات الغرف المغلقة في الولايات المتحدة ومختلف عواصم العالم بين أطياف رجال ظل الجانبين، وضلوع رجال أعمال في تسوية تمهيدات ما قبل الاتفاقات.

وبجرأة الباحث عن المعلومة، ينفتح الكاتب محمد نعيم على أكثر من مصدر، لا سيما كتاب «سلام ترامب: الاتفاقات الإبراهيمية والتحوُّلات في الشرق الأوسط»، الذي دأب مؤلفه الإسرائيلي باراك رافيد على جمع معلوماته من لقاءات مع مسؤولين في عواصم عربية وغربية وإسرائيلية، غيَّرت إلى حد كبير مفاهيمًا وثوابتًا ظنت الأكثرية صحتها.

توتر العلاقات بين ترامب ونتنياهو الذي وصل حد الخصومة، وتنافر الرؤى بين البيت الأبيض وتل أبيب حيال قضايا الصراع، ووقوف ترامب على حقيقة انعدام رغبة نتنياهو في السلام مقارنة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، كشفت جميعها – كما يبدو من صفحات الكتاب – منظورًا مغايرًا لما شاع حينها في وسائل الإعلام.

نصًا، ينقل نعيم حوارًا انفرد به رافيد مع ترامب بمقر إقامة الأخير في منتجع «مار إيه لاجو» في بالم بيتش بولاية فلوريدا، وفيه يستعرض خاسر انتخابات الرئاسة الأمريكية حينها مواطن القوة والضعف في أطراف النزاع العربي – الإسرائيلي، وساق توصياته للإدارة الديمقراطية الجديدة، واختزلها في سرعة إبرام الصفقات، مضاهيًا بين طريقته وإعداد الفطيرة التي لا تباع إلا وهى ساخنة!.