وفاة الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز وعائلته في حادث تحطم هليكوبتر بنيويورك

تحطمت مروحية سياحية في مدينة نيويورك، مساء أمس، وسقطت رأسًا على عقب في نهر هدسون، ما أدى إلى مقتل الطيار وخمسة سياح إسبان، في حادث يُعد من أسوأ الكوارث الجوية الأخيرة في الولايات المتحدة.

وأفاد مصدر مطّلع على التحقيق، رفض الكشف عن هويته لعدم التصريح له بمناقشة التفاصيل علنًا، أن الضحايا هم المدير التنفيذي لشركة "سيمنز"، أغوستين إسكوبار، وزوجته ميرسي كامبروبي مونتال، وهي مسؤولة بارزة في شركة دولية مختصة بتكنولوجيا الطاقة، بالإضافة إلى أطفالهما الثلاثة، وفقا لما ذكرته “أسوشيتد برس”.

ونشرت شركة المروحيات صورًا للعائلة وهم يبتسمون أثناء صعودهم إلى الطائرة قبيل الإقلاع، حيث أقلعت الرحلة من مهبط طائرات الهليكوبتر وسط مانهاتن قرابة الساعة الثالثة مساءً، ولم تستغرق الرحلة سوى أقل من 18 دقيقة.

وأظهرت بيانات الرادار أن المروحية حلقت شمالاً على طول أفق مانهاتن، قبل أن تعود جنوبًا باتجاه تمثال الحرية.

تفتت المروحية في الهواء قبل السقوط في النهر

وتداولت وسائل الإعلام مقطع فيديو للحادث، يُظهر سقوط أجزاء من المروحية في الجو فوق نهر هدسون بالقرب من سواحل جيرسي سيتي، حيث انفصل ذيلها والدوّار الرئيسي، الذي استمر في الدوران منفصلًا عن جسم الطائرة خلال السقوط.

وأفادت شاهدة عيان، داني هوربياك، من سكان جيرسي سيتي، بأنها سمعت ما يشبه "عدة طلقات نارية متتالية" قبل أن ترى من نافذتها المروحية تتفتت في الهواء وتسقط إلى النهر.

وأضافت ليزلي كاماتشو، مضيفة في مطعم يطل على النهر في هوبوكين، أن المروحية كانت "تدور بشكل هستيري والدخان يتصاعد منها" قبل أن تتحطم.

انتشال الجثث من النهر بعد ساعات من الحادث

ووثقت أجهزة راديو مراقبة الحركة الجوية لحظة استشعار الحادث، إذ قال أحد طياري شرطة نيويورك عبر اللاسلكي: "انتبهوا، هناك طائرة سقطت قرب نفق هولاند. أبقوا أعينكم مفتوحة لرؤية أي ناجين في المياه".

وبعد دقائق من سقوط المروحية، هرعت قوارب الإنقاذ إلى موقع الحادث، وتمكنت فرق الطوارئ من انتشال الطائرة من المياه باستخدام رافعة عائمة بعد الساعة الثامنة مساءً، كما تم انتشال الجثث من النهر، بحسب ما أعلنه رئيس بلدية المدينة، إريك آدامز.

إدارة الطيران الفيدرالية عن المروحية: كانت تستخدم لأغراض عسكرية وعدلت للاستعمال المدني

وأكدت السلطات أن الرحلة كانت تابعة لشركة "نيويورك هليكوبترز"، والتي لم تُصدر أي تعليق رسمي حتى الآن، فيما رفض مالك الشركة، مايكل روث، الإدلاء بتصريحات مكتفية بالقول لصحيفة "نيويورك بوست" إنه "مدمّر" ولا يعرف سبب الحادث، لكنه أشار إلى أن "هذه آلات، وقد تتعطّل".

من جهتها، أعلنت الهيئة الوطنية لسلامة النقل أنها بدأت تحقيقًا شاملًا لمعرفة ملابسات الحادث.

ووفقًا لإدارة الطيران الفيدرالية، فإن المروحية من طراز "بيل 206"، وهو طراز شائع الاستخدام في الطيران التجاري والحكومي، ويُستخدم أيضًا من قبل الشرطة ومحطات الأخبار، وقد تم تطويره في الأصل للأغراض العسكرية قبل أن يتم تعديله للاستعمالات المدنية.