


هل يجوز توزيع لحم الأضحية بعد انتهاء أيام العيد؟ دار الإفتاء تجيب
كتب: حسناء حسن




مع اقتراب نهاية أيام التشريق، يطرح كثير من المسلمين تساؤلًا متكررًا حول مشروعية توزيع لحم الأضحية بعد انقضاء عيد الأضحى، خاصة أن الأضحية تُعد من أبرز شعائر الإسلام التي يجسد بها المسلمون طاعتهم لله وتقربهم إليه خلال أيام العيد المبارك.
وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي الحكم الشرعي بشأن توقيت توزيع لحوم الأضاحي، مؤكدة أن الشريعة الإسلامية حددت وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة العيد وحتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، أي رابع أيام عيد الأضحى.
وأضافت الإفتاء أن من مقاصد الأضحية الأساسية إراقة الدماء في الوقت المشروع، إلى جانب التوسعة على الفقراء والمساكين، استنادًا لقوله تعالى: "فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ"، موضحة أن الشرع لم يُقيد توزيع اللحم بوقت معين، بل أتاحه وفقًا لحاجة المجتمع وظروف الفقراء.
وأكدت الفتوى أن ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من النهي عن الاحتفاظ بلحم الأضحية لأكثر من ثلاثة أيام، لم يكن حكمًا دائمًا، بل كان مرتبطًا بظروف خاصة مرّ بها المسلمون آنذاك، حيث كانت الحاجة شديدة، ولذلك قال رسول الله: "كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ العَامَ كَانَ بِالنَّاسِ جَهْدٌ".
وعليه، فإن الشريعة تجيز توزيع لحم الأضاحي بعد انتهاء أيام العيد، بل وتسمح بتخزينه أيضًا، ما دام في ذلك تحقيق لمصلحة معتبرة، خصوصًا إكرام الضيف، ومراعاة حاجات الأسرة، ومساعدة الغائبين.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الغاية من الأضحية لا تقتصر على الذبح، بل تمتد لتشمل التراحم والتكافل الاجتماعي، وهو ما يعزز قيمة هذه الشعيرة ويُظهر أبعادها الإنسانية والروحية.