أب يقتل أبناءه الثلاثة وينهي حياته في محافظة سوهاج
كتب: حسناء حسن
مع ساعات الصباح الأولى، خيّم الحزن على قرية "أولاد سالم قبلي"، بعدما استفاقت على واحدة من أبشع الفواجع التي مزقت قلوب أهلها وأثقلت أرواحهم بالذهول.
بعد أن أقدم أب خمسيني على إنهاء حياة أبنائه الثلاثة بطريقة مأساوية، قبل أن يُنهي حياته هو الآخر شنقًا داخل منزله.
تفاصيل الواقعة
بدأت تفاصيل الحادثة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج، بلاغًا من مأمور مركز شرطة دار السلام، يُفيد بعثور أهالي قرية "أولاد سالم قبلي" على جثث أربعة أفراد من أسرة واحدة داخل منزلهم.
على الفور، تحركت قوات الأمن إلى مكان البلاغ، حيث عُثر على جثمان الأب مشنوقًا ومعلقًا في مروحة سقف إحدى غرف المنزل، في حين وُجد الأبناء الثلاثة جثثًا هامدة داخل غرفة نومهم.
وتبين أن الأبناء هم فتاة في المرحلة الثانوية، وطفلان أحدهما في الصف السادس الابتدائي والآخر في الصف الرابع، وقد وُجدوا مسجّين على الأسرة بعد تناولهم طعامًا يحتوي على مادة سامة أدت إلى وفاتهم.
التحقيقات الأولية كشفت أن الأب دسّ مادة سامة لأبنائه في الطعام، وظل يراقبهم حتى أسلموا الروح واحدًا تلو الآخر، ثم دخل غرفته وربط حبلًا في المروحة، وشنق نفسه، تاركًا خلفه صدمة هائلة تسكن قلوب كل من عرفه أو سمع عن الحادث.
الجيران والمقربون قالوا إن الأسرة كانت تمر بخلافات أسرية حادة، وإن الأب كان يعاني من حالة نفسية سيئة في الفترة الأخيرة.
لم تشير التحريات إلى وجود أي طرف خارجي متورط، ولم تُسجل المعاينة وجود عنف أو مقاومة.
تم نقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى دار السلام المركزي، وقررت النيابة العامة انتداب الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة بشكل دقيق.
كما تم تحرير محضر بالواقعة، وبدأت الجهات المختصة في التحقيق لكشف ملابسات الجريمة كاملة.
وهكذا انتهت حياة أربعة أرواح بريئة في صمت موجع، لتبقى الأسئلة بلا إجابات، وتظل القرية تحت وطأة الذهول والحزن، لا تصدق أن رجلًا تحوّل في لحظة من أب إلى قاتل ومن رب أسرة إلى مأساة تمشي على الألسنة.
