


ردًا على الجدل.. مظهر شاهين يوضح الحكم الشرعي في تقبيل يد وزير الأوقاف
كتب: حسناء حسن




أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر عددًا من الأئمة والعلماء وهم يقبّلون يد الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، موجةً واسعة من الجدل والانقسام. جاء ذلك خلال حضور الوزير مناقشة رسالة ماجستير بإحدى كليات جامعة الأزهر في المنوفية، في مشهد لم يمر مرور الكرام، بل فجّر تساؤلات حادة حول معنى التوقير وحدود الأدب في العلاقة مع العلماء والمسؤولين.
ورأى البعض في المشهد صورة من "التقديس غير المقبول"، لا سيما عندما يتعلق بشخصية سياسية تتولى منصبًا وزاريًا، بينما اعتبره آخرون سلوكًا مألوفًا في التراث الأزهري، لا يُقصد به إلا احترام العلم وأهله.
وفي ردٍ واضح على الأصوات المنتقدة، أكد الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، أن تقبيل يد العالم ليس بدعة ولا مذلة، إذا كان الغرض منه التوقير والاحترام لا التزلف أو التقديس. وأوضح أن الدكتور أسامة الأزهري عالم أزهري جليل قبل أن يكون وزيرًا، وأن مثل هذا الفعل قد مارسه الصحابة مع النبي ﷺ، واستمر عليه العلماء والصالحون دون نكير.
وأضاف شاهين أن كبار الأئمة، ومنهم النووي وابن مفلح الحنبلي، أجازوا تقبيل يد العالم والوالد والصالح إذا كان ذلك نابعًا من محبة صادقة وتقدير للعلم والدين، بعيدًا عن مظاهر الغلو أو الإهانة للنفس.
لكن على الجانب الآخر، هاجم عدد من النشطاء المشهد، معتبرين أنه لا يليق بمقام الأزهر أو موقع وزير الأوقاف، مؤكدين أن منصب الوزير سياسي لا يستدعي طقوس الإجلال، كما كتب الدكتور مراد علي على منصة "إكس":"هذا المشهد لا يليق بمن يرتدي الزي الأزهري، كما أن الدكتور الأزهري ليست له إسهامات علمية تُقارن بشيوخ الأزهر الكبار أمثال جاد الحق وطنطاوي والطيب، الذين لم يُقبل أحد أيديهم بهذا الشكل."
كما أبدى الناشط إسماعيل حسني استياءه قائلًا:"المشهد أقرب لمراسم استقبال إمبراطور لا لرجل دين... لا نعرف في بلدنا عادة تقبيل أيدي المسؤولين."
وتبقى الواقعة محل جدل بين من يرى في تقبيل يد العالم سُنة مهجورة تستحق الإحياء، وبين من يعتبرها مظهرًا غير لائق بزمن الدولة المدنية الحديثة.