


هجوم على نجل أحمد زويل بسبب اهتمامه بالموسيقى بدل الكيمياء
كتب: سماح غنيم




يظل اسم العالم الراحل أحمد زويل محفوراً في ذاكرة المصريين والعالم باعتباره أحد أعظم العقول التي غيرت مسار العلوم الحديثة، وحصد جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 عن أبحاثه في الفيمتوثانية. لكن خلف الأضواء والمختبرات، ظل جانب إنساني خفي لا يعرفه سوى المقربون.
في حوار خاص مع الإعلامي محمود سعد، كشف الدكتور هاني زويل عن أسرار تُروى لأول مرة، قائلاً إن والده عاش حياة شديدة البساطة، بعيداً عن مظاهر الرفاهية، وحرص على أن يكون أباً حاضراً أكثر من كونه عالماً مشهوراً.
وأكد أن قيمة الإنسان عند زويل كانت فيما يقدمه للبشرية لا في المال أو المناصب.
كما تحدث عن كواليس نوبل، مشيراً إلى أن والده استقبل الخبر بالصمت والحمد لله، ورفض الاحتفالات الصاخبة، معتبراً أن الجائزة تكريم لكل المصريين ورسالة لإلهام الشباب.
هاني أوضح أيضاً أن والده عانى صعوبات هائلة في بداياته بأمريكا، وكان يعمل 16 ساعة يومياً بإصرار لبلوغ النجاح، مؤمناً أن "العلم لا يعطي أسراره إلا لمن يخلص له".
ورغم إقامته بالخارج، ظل زويل متعلقاً بمصر، وأسّس مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا باعتبارها مشروع عمره الثاني بعد نوبل، وظل يتابعها حتى في أصعب مراحل مرضه.
وعن الجانب الإنساني، أشار هاني إلى أن والده كان محباً للموسيقى الكلاسيكية والشعر العربي، ويفضّل الجلوس مع أسرته على الأضواء الإعلامية، كما ساعد مئات الطلاب المصريين على نفقته الخاصة بعيداً عن الكاميرات.
واختتم قائلاً: "أبي آمن أن الاستثمار الحقيقي في العقول لا في الثروات، وهذه الرسالة سنحملها جيلاً بعد جيل".
وقد أثار الدكتور هاني زويل، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره في لقاء تحدث فيه عن شغفه بالموسيقى أكثر من الكيمياء.
عدد من المتابعين اعتبروا أن نجل زويل كان من الأولى أن يسير على خطى والده في المجال العلمي، بدلاً من الاتجاه إلى الفن، وذهب بعضهم إلى حد انتقاده بشدة لعدم استكمال مسيرة والده العلمية.
في المقابل، دافع آخرون عن حرية اختياراته الشخصية، مؤكدين أن الاهتمام بالموسيقى لا يقل قيمة عن أي مجال آخر، وأن المقارنة الدائمة بين الأب والابن ليست عادلة، خصوصاً أن كل فرد يملك ميوله وقدراته الخاصة.