خطف على يد أشخاص مجهولة.. تفاصيل اختطاف المنتج السوري محمد قبنض

شهدت العاصمة السورية دمشق حادثة غامضة أثارت جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية، تمثلت في اختفاء رجل الأعمال والمنتج المعروف محمد قبنض، عضو مجلس الشعب السوري السابق، بعد أن اقتادته مجموعة مسلحة مجهولة الهوية ادعت انتماءها لجهاز الأمن العام.

تفاصيل الحادثة

وأكد أيهم قبنض، نجل المختفي، أن والده جرى توقيفه في دمشق من قبل أشخاص مجهولين انتحلوا صفة عناصر أمن، دون إبراز أي مذكرة رسمية أو توضيح من السلطات، ليتم اقتياده إلى جهة غير معروفة حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

وفي أول تعليق رسمي، صرّح المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، أن قبنض "ليس موقوفًا لدى أي جهة أمنية رسمية"، مشيرًا إلى أن التحقيقات الأولية كشفت عن تورط مجموعة مسلحة تنتحل صفة أمنية في عملية الخطف، مرجحًا أن الهدف قد يكون ابتزاز العائلة ماديًا، أو تشويه صورة الأجهزة الأمنية عبر تنفيذ عمليات غير قانونية باسم الدولة.

من هو محمد قبنض؟

ينحدر محمد قبنض من مدينة حلب، ويُعد من أبرز رجال الأعمال السوريين في مجالي العقار والإنتاج الفني. أسّس شركة "قبنض للإنتاج والتوزيع الفني"، التي تولّت إنتاج عدة أجزاء من المسلسل الشهير "باب الحارة". كما شغل عضوية مجلس الشعب السوري من عام 2016 وحتى انهيار النظام في ديسمبر 2024.

قبنض عاد إلى سوريا بعد فترة من الإقامة في بريطانيا، وتداولت مصادر محلية أنه قضى وقتًا في سجن حلب المركزي على خلفية تهم قانونية، قبل أن يُفرج عنه بتدخل شخصيات نافذة داخل النظام.

نشاطه الاقتصادي والفني

في السنوات الأخيرة، وسّع قبنض استثماراته العقارية في مناطق استراتيجية مثل الديماس وضاحية قدسيا، وأنشأ مشاريع ضخمة بينها مجمع سكني يضم آلاف الوحدات. كما وظّف علاقاته السياسية والعسكرية لتعزيز مكانته في الوسط الفني، منتجًا أعمالًا درامية أثارت الجدل بسبب محتواها الموجه سياسيًا.

تاريخ من الجدل

ارتبط اسم قبنض بعدد من القضايا المثيرة، أبرزها خلال سنوات الثورة السورية، حيث وُجهت له اتهامات بتجنيد شبان موالين للنظام، وفرض إتاوات على صناعيين في حلب. كما انتشر له فيديو عام 2018 ظهر فيه وهو يُجبر نازحين من الغوطة على الهتاف لبشار الأسد مقابل توزيع مساعدات غذائية، ما أثار موجة انتقادات واسعة آنذاك.

خلفيات سياسية

رغم انتمائه الجغرافي لحلب، خاض قبنض انتخابات مجلس الشعب عام 2016 عن ريف دمشق، في خطوة اعتُبرت جزءًا من سعيه لبسط نفوذه خارج مسقط رأسه، مستفيدًا من علاقات داخل دوائر القرار السوري.

مصير مجهول وتحقيقات مستمرة

حتى اللحظة، لم تُصدر وزارة الداخلية أو أي جهة أمنية بيانًا رسميًا بشأن مصير قبنض، ما يفتح الباب أمام تكهنات متعددة حول دوافع الاختطاف، خاصة في ظل ما يُعرف عن قبنض من علاقات متشابكة مع أجهزة أمنية واقتصادية وفنية داخل البلاد.