


في ذكرى رحيله.. طلعت زكريا من خشبة المسرح إلى قلوب الجمهور بـ«طباخ الريس»
كتب: محمود عبد العظيم




تحل اليوم الأربعاء ذكرى رحيل الفنان القدير طلعت زكريا، أحد أبرز وجوه الكوميديا المصرية، الذي ترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة الجمهور بأدواره المميزة وخفة ظله، رغم معاناته الطويلة مع المرض في سنواته الأخيرة.
البدايات الفنية
تخرّج طلعت زكريا في المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم تمثيل وإخراج عام 1984، وبدأ مشواره الفني من المسرح، حيث انضم إلى فرقة الإسكندرية المسرحية وقصر ثقافة الحرية، وشارك من خلالهما في عدد من العروض المميزة.
كانت انطلاقته السينمائية عام 1984 بفيلم «حادي بادي» إلى جانب سمير غانم ودلال عبد العزيز ونورا، لتبدأ بعدها رحلة طويلة في عالم الفن قدّم خلالها أعمالًا لا تُنسى في السينما والتلفزيون والمسرح.
حياته الشخصية
تزوج طلعت زكريا مرتين، الأولى من السيدة صباح، وهي والدة ابنيه عمر وإيمي، ثم من شيرين المنزلاوي، والدة الفنانة هنا الزاهد، التي تبنّاها فنيًا وساندها في بدايتها الفنية، وكان بمثابة الأب الحقيقي لها.
في سبتمبر 2007، أُصيب طلعت زكريا بالتهاب في أحد شرايين المخ أدى إلى دخوله في غيبوبة استمرت فترة، قبل أن يتعافى منها ويعود إلى العمل، ليحقق نجاحًا كبيرًا بفيلمه الشهير «طباخ الريس»، الذي لاقى إقبالًا جماهيريًا واسعًا.
مواقفه وآراؤه
كان طلعت زكريا من الفنانين الذين أثاروا الجدل خلال ثورة 25 يناير، بعد أن أدلى بتصريحات اعتُبرت مسيئة لشباب ميدان التحرير، ما أدى إلى إدراجه في ما عُرف حينها بـ «القائمة السوداء» التي ضمت عددًا من الفنانين المعارضين للثورة.
ورغم ذلك، ظل جمهوره يذكر له مواقفه الإنسانية، وروحه المرحة التي لم تفارقه حتى في أحلك الظروف.
الرحيل
رحل الفنان طلعت زكريا عن عالمنا في 8 أكتوبر 2019 بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز الـ59 عامًا، تاركًا إرثًا فنيًا حافلًا بالأعمال التي ما زالت تُعرض وتُضحك الأجيال الجديدة، ليبقى اسمه حاضرًا في كل ذكرى كرمزٍ للفنان البسيط الذي أحبّ جمهوره بصدق.
آخر أعماله
كانت آخر مشاركاته الفنية في فيلم «بعد الخميس»، وهو عمل كوميدي تدور أحداثه حول شخصية أبو شيماء، رجل من عائلة أرستقراطية يبحث عن زوج مناسب لابنته، فيواجه المتقدم للزواج سلسلة من المواقف الكوميدية والاختبارات الطريفة.
لا يزال طلعت زكريا حاضرًا في وجدان محبيه، بصوته وضحكته وملامحه الطيبة، شاهدًا على زمنٍ كانت فيه الكوميديا خالية من الابتذال، مليئة بالصدق والروح المصرية الأصيلة.