من هو الكاتب فرج فودة الذى أثارت ابنته أزمة بسبب هجومها على الجلباب الفلاحي ؟
كتب: حسناء حسن
أعادت الأزمة الأخيرة التي أثارتها الإعلامية سمر فودة، ابنة المفكر الراحل فرج فودة، الجدل حول إرث والدها الفكري ومواقفه الجريئة التي شكّلت علامة فارقة في تاريخ الفكر المصري الحديث.
فبعد الهجوم الذي تعرّضت له سمر فودة إثر منشورها المثير للجدل حول صورة لزوجين من الصعيد يرتديان الجلباب داخل المتحف المصري الكبير، تساءل كثيرون عن هوية والدها، الذي يُعد أحد أبرز رموز الفكر التنويري في مصر والعالم العربي.
ولد فرج فودة عام 1945 بمحافظة دمياط، وكان مفكرًا وكاتبًا مصريًا عُرف بدفاعه القوي عن الدولة المدنية وحرية الفكر والتعبير، ورفضه القاطع لخلط الدين بالسياسة، معتبرًا أن هذا الخلط يُشكل خطرًا على تماسك المجتمع واستقرار الدولة.
وخلال مسيرته الفكرية، كتب فودة عددًا من الكتب والمقالات الجريئة التي انتقد فيها الجماعات المتطرفة، محذرًا من تأثيرها على الوعي العام ومحاولاتها السيطرة على الحياة السياسية والثقافية في مصر. ومن أبرز أعماله: قبل السقوط، الحقيقة الغائبة، وزواج المتعة.
واجه المفكر الراحل حملات شرسة من الهجوم والتكفير، وتلقى تهديدات متكررة بسبب آرائه التي اعتبرها البعض صادمة في ذلك الوقت، إلا أنه ظل متمسكًا بمواقفه، مؤمنًا بأن «حرية الفكر أثمن من الحياة ذاتها».
وفي عام 1992، اغتيل فرج فودة أمام مكتبه في حي مصر الجديدة على يد مجموعة من المتطرفين، في حادث هزّ الوسط الثقافي والفكري المصري، وأثار نقاشًا واسعًا حول حرية الرأي والتعبير في المجتمع.
ورغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على اغتياله، لا يزال فكر فرج فودة حاضرًا في النقاش العام حول العقلانية والتنوير والدولة المدنية، بينما أعاد الجدل الأخير الذي أطلقته ابنته سمر حول الزي الفلاحي تسليط الضوء على إرثه الفكري ومكانته كأحد رموز الفكر الحر في مصر.
وكان عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد هاجموا سمر فودة بعد وصفها الجلباب الصعيدي بأنه لا يمثل مصر، قبل أن تعتذر لاحقًا وتؤكد فخرها بأصولها الفلاحية، مشددة على أنها لم تقصد الإساءة لأحد.
