Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

مع اقتراب الشتاء.. مخاوف أوروبية من نقص الطاقة

 كتب:  حسين هريدي
 
مع اقتراب الشتاء.. مخاوف أوروبية من نقص الطاقة
ارشيفية
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

تزايد حدة المخاوف والقلق الأوروبية من نقص الطاقة في فصل الشتاء ، وذلك بعد أن تخطت عمليات الإغلاق المصانع الانتاجية إلى الجامعات التعليمية وأصبحت الحياة الأوربية في محطات الخوف والقلق المتزايد .

وأعلنت جامعة ستراسبورغ في فرنسا أنها ستغلق أبوابها لمدة أسبوعين إضافيين هذا الشتاء لتوفير الطاقة، في قرار انتقدته النقابات العمالية  وفق مما اعلنته الجامعة عبر صفحتها على الإنترنت .

وتشهد الجامعة، التي كان لديها ما يقرب من 57000 طالب في 2020-2021، "انفجارا" في فاتورة الطاقة الخاصة بها، وتحول إنفاقها على الكهرباء والغاز والتدفئة على الشبكة من 10 ملايين يورو في 2021 إلى 13 مليون يورو في 2022 بعد تعديل موازنة منحت تمديد 1.5 مليون يورو إضافية، ولعام 2023، تم تضمين 20 مليون يورو في الميزانية المؤقتة.

كما سادت المخاوف لدى الشركات الصناعية العملاقة في أوروبا منذ شهور من أن يؤدي نقص الغاز هذا الشتاء إلى شلّ الإنتاج. ولكن حتى مع توفر الوقود، تكتشف الشركات أنها لا تستطيع تحمّل تكلفته.

 

قال كريستيان ليفين، الرئيس التنفيذي لشركة "تراتون" (Traton SE)، وهي وحدة صناعة الشاحنات التابعة لشركة "فولكس واجن" (Volkswagen AG) إن: "الأمر لا يتعلق بعمليات الإغلاق، بل هو السعر والتكلفة وفق ما نشرته وسائل اعلام عالمية .".

تتكبّد أوروبا سبعة أضعاف ما تدفعه الولايات المتحدة مقابل الغاز، ما يبرز التدمير الهائل الذي يلحق بالقدرة التنافسية الصناعية للقارة ويهدد بإحداث ضرر دائم لاقتصادها وفق التقارير الصحفية والاقتصادية .

كما بدأت فعلياً بوادر التحوّل في اقتصادات دول المنطقة بشكل بالغ، إذ شهدت ألمانيا، وهي أكبر اقتصاد في أوروبا، تضاؤل فائضها التجاري المعتاد، حيث أدت الزيادة في تكاليف الطاقة المستوردة إلى التفوق على صادراتها عالية القيمة من السيارات والآلات، وبدأت شركات الكيماويات في تحويل الإنتاج خارج البلاد.

وفي الشهر الماضي، قفزت أسعار المنتجين الألمان بنسبة قياسية بلغت 46%.

 

بالنسبة إلى شركة "كوفسترو" (Covestro AG) لصناعة البلاستيك، فلن تضخ استثمارات للتوسع في أوروبا إذا استمرت الأزمة، وبدلاً من ذلك سوف ينصرف اهتمامها نحو آسيا، والتي أشار إليها الرئيس التنفيذي ماركوس ستيليمان بأن الشركة يمكنها تأمين الطاقة بأسعار أرخص بـ20 مرة، مقارنة بالسوق الفورية الألمانية والأوروبية.

 وحذّرت شركة "فولكس واجن"، وهي أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا، يوم الخميس الماضي من أنها قد تعيد تحويل أماكن الإنتاج خارج ألمانيا وأوروبا الشرقية إذا لم تنخفض أسعار الطاقة.

تتوقع "كوفسترو" أن تصل فاتورة الوقود إلى 2.2 مليار يورو (2.2 مليار دولار) في عام 2022، أي ما يقرب من أربعة أضعاف تكلفتها في عام 2020، أي قبل عام من بدء روسيا خنق إمدادات الغاز إلى أوروبا 

وقالت متحدثة باسم الشركة: "عند مستوى السعر الحالي، فإن الصناعة الألمانية كثيفة الاستهلاك للطاقة لم تعد قادرة على المنافسة عالمياً. وبالنسبة إلى عدد من المواد الكيميائية، تعتبر الواردات من الولايات المتحدة أو الصين أرخص بالفعل من إنتاجها محلياً".

وكلما أمكن، فإن المصنعين، بما في ذلك "فولكس واجن" و"بي إم دبليو"، يتحولون من الغاز إلى النفط أو الفحم للحفاظ على تشغيل المرافق. لكن بعض الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة، مثل المعادن والورق والسيراميك، أصبحت غير مُربحة، مما دفع عدداً متزايداً من الشركات لإغلاق أو تحويل الإنتاج إلى الخارج، أو كما تفعل عملاق الكيماويات "بي إيه إس إف" (BASF SE)، استيراد المواد الأساسية مثل الأمونيا من الشركات المنافسة. من جانبها، زادت شركة "مرسيدس -بنز" بالفعل إنتاج قطع غيار السيارات الرئيسية لتخزينها في حالة اضطرارها إلى إغلاق المصانع الألمانية

قال كريستيان سيفيرت، العضو المنتدب لشركة "في آي كيه" (VIK)، وهي مجموعة تمثل الشركات كثيفة الاستهلاك للطاقة: "هذه الأعباء تسبب ضرراً دائماً لصُلب اقتصادنا الصناعي. وإننا ننصح الساسة بسرعة اتخاذ إجراءات حاسمة حتى لا يتم التخلي تماماً عن ألمانيا وأوروبا كوجهة للأعمال على الصعيد الدولي".

تتخذ الحكومات في جميع أنحاء أوروبا، التي يمثل بها الإنتاج الصناعي ما يقرب من ربع الاقتصاد، إجراءات طارئة لدعم المرافق وتخفيف تأثير الأزمة. وأعلنت المملكة المتحدة هذا الأسبوع عن خطة تقدر تكلفتها بنحو 40 مليار جنيه إسترليني (44.8 مليار دولار) من شأنها أن تحدد أسعار الطاقة بالجملة التي تغذي عقود الغاز والطاقة للشركات لمدة ستة أشهر.

وتضررت ألمانيا بشدة، بسبب اعتمادها الكبير على الغاز الروسي، نتيجة نقص الطاقة أكثر من العديد من جيرانها. لكن بقية القارة مرغمة بشكل مماثل. ففي فرنسا، قالت شركة صناعة الزجاج "ديورالكس" (Duralex)، الواقعة بالقرب من أورليانز، إنها ستضع فرنها في وضع الاستعداد لمدة 5 أشهر على الرغم من أن سجل طلبيات الشركة ممتلئ، كما أن المبيعات تتزايد

قال خوسيه لويس لاكونا، رئيس "ديورالكس"، التي تصدّر إلى 110 دول، وعُرض نموذجها "بيكاردي" (Picardie) بفيلم "سكايفول" (Skyfall) ضمن سلسلة أفلام "جيمس بوند إن: "الاستمرار في الإنتاج بالأسعار الحالية سيتسبب في اضطراب مالي".

 وقالت شركة "كوفسترو"، التي تصنّع مواداً للإنشاءات وصناعة السيارات، إن الطلب بدأ في الانهيار.

قال "ستيليمان": "نفقد عملاءنا ببطء. ولدينا عدد متزايد من حالات الإعسار، وعدد متزايد آخر من الإغلاقات وعمليات الشراء المحدودة للغاية".

أعلنت ألمانيا هذا الأسبوع أنها ستؤمّم شركة "يونيبر" (Uniper SE)، وهي أكبر مستورد للغاز في البلاد، من خلال ضخ 8 مليارات يورو في رأس المال، وتستعد البلاد لفرض ضريبة على الغاز في الأول من أكتوبر المقبل، مما ينشر آلام ارتفاع أسعار الطاقة بالجملة على صعيد الأسر والشركات. من جانبها، ندّدت الشركات بهذه الخطة.

أقرا ايضا

تعرف على نظرة المستثمرين لقرار البنوك المركزية

تعرف على نظرة المستثمرين لقرار البنوك المركزية