مؤلف «يوم وليلة»: الرقابة عطلت الفيلم عام كامل
كتب: نورهان طلعت
عقب انتهاء عرض فيلم "يوم وليلة" للمخرج أيمن مكرم في مركز الإبداع الفني، ضمن فعاليات الدورة الـ 48 لمهرجان جمعية الفيلم السنوي برئاسة مدير التصوير الكبير محمود عبدالسميع، أقيمت ندوة لمناقشة العمل مع مخرجه ومؤلفه يحيى فكري والحضور في القاعة، أدارها الكاتب الصحفي والناقد خالد محمود.
وقال خالد محمود في تقديمه للندوة: "لاحظت مدى التأثر على وجوه الحاضرين، الفيلم بمذاق مصري خالص يعيد الشاشة المصرية للواقعية، والواقعية فيها جزء قاتم بعض الشيء لكن مؤثرة جدا في أجواءها وشخصياتها".
ورحب بالمخرج أيمن مكرم والسيناريست يحيى فكري، متابعا: "قدمنا وجبة تحتاج لنقاش وإعمال الفكر".
وتوجه بالشكر لجمعية الفيلم على اختيار الأفلام التي تعكس جزء من الوجه الكامل للسينما في عام واحد.
وقال يحيى فكري: "في البداية أود الإشارة لملاحظة تخص الشخصيات، فشخصية أمين الشرطة التي جسدها الفنان خالد النبوي، كانت أزمة عطلتنا عاما تقريبا، الفيلم في الأصل كانت فيه شخصية أمين الشرطة مثل كل الشخصيات تحمل الجانب السلبي والإيجابي لكن الرقابة تدخلت بشكل حاد أوقفونا سنة، اضطرينا نعيد تصوير مشاهد لنبعد الجانب السلبي عن شخصية أمين الشرطة، وهناك نسخة أصلية لم يراها أحد، وأود التأكيد على أن أي شخصية في الفيلم سواء أمين الشرطة أو الممرضة ليس لهما طابع رمزي، أمين الشرطة شخصية واقعية لا ترمز للسلطة ولا لأي شيء آخر، يتعامل بشخصه هو إنسان مثل كل البشر يحمل الجوانب السلبية والإيجابية، وهذه هي فكرة الفيلم الأساسي".
وأضاف يحيى: "الفيلم يضم قصصا عديدة تكشف عن كمية القهر الذي يمارسه كل واحد فينا على الآخرين، ويتحدث عن كيف نمارس ضغوطا على بعضنا البعض ونخرب حياتنا ونتعرض للإساءة من الآخرين أيضا".
ووجه مدير الندوة سؤالا للمخرج "هل فكر أن يلعب على محور واحد بدلا من مناقشة الكثير من القضايا؟"، و"كيف نجح في تكثيف الحديث عن كل هذه القضايا في مشاهد متنوعة؟"، وأجاب مكرم: "في البداية أحب أن أشكر الجمعية أنها أتاحت الفرصة لعرض الفيلم والفيلم خاص بمكان وزمن واحد، تدور أحداثه في حي السيدة زينب وشخصيات من الممكن أن نراها في الشارع".
وأضاف: "من الممكن أن نركز مع واحد يمر بجانبنا أو يمر علينا دون أن نلتفت له، كما أنني لست مع أن الفيلم يقدم صورة شديدة القسوة، فهناك الجانبين طوال الوقت، يوجد نقاش وجدل، رأينا متى تصبح الشخصية قاسية ومتى تتحول لمقهورة، كل شخص يضغط على من هو أقل منه في دائرة مستمرة، ومع ذلك الصورة لم تكن شديدة القتامة، هناك فن وموسيقى في المولد، وبيوت شكلها حلو، مولد السيدة زينب بكل عظمته الناس تأتي إليه لتلقي بحمولها في الحضرة، التي تستقبل كل الناس".
ولفت إلى أن الفيلم كان اسمه في البداية "يوم مصري"، وأنه مزدحما بالشخصيات "جعلني أسأل أنا من في هؤلاء، وإذا وقعت في هذا الموقف كيف سيكون تصرفي".
وأشار مكرم إلى أن "يوم وليلة" ينتمي لنوعية أفلام مُجهدة، فيما يتعلق بالتصوير في الشارع على مستوى المجهود والتكلفة.
وعن أهمية التصوير في الشوارع قال: "عندنا تاريخ نحب نوثقه ونجمعه مثل شكل القاهرة من التلاتينات لليوم".