وسط بكاء أمه ودعوات الملايين.. قصة مأساة الطفل «ريان» حبيس ظلمات البئر بالمغرب
كتب: محمود جودة
خرج الطفل ريان، البالغ من العمر 5 أعوام، كغيره من الأطفال للعب أمام منزله في قرية "إجران" الجبلية في إقليم شفشاون بالمغرب، في غفلة من والديه، مساء الثلاثاء الماضي، ليجد نفسه حبيس ظلمات أحد الآبار القديمة، والذي لا يظهر منه إلا حفرة صغيرة ابتلعت جسده النحيل، على عمق 35 مترًا تحت الأرض.
انشغل والدي الطفل بالبحث عنها في الجنبات وفي محيط المنزل بقلق وتوتر، وبعد تزايد فترة غيابه، وبعد تدخل الأهلي والجيران، دلهما عليه صراخه الخافت في ظلمات البئر، لتبدأ جولة جديدة من المعاناة في محاولة إنقاذ الطفل العالق والمصاب في أعماق هذا الجُب.
تم إبلاغ السلطات بالحادث وتحرك الجميع سريعًا من فرق إنقاذ ومعدات خفيفة وثقيلة في محاولة إنقاذ الملاك البريء من ظلمات تل الأعماق، إلا أن العديد من المحاولات، التي بدأت منذ صباح أمس الأربعاء، باءت بالفشل لتتعقد الأمور.
ووسط بكاء والدته وأسرته وتوتر أهله وذويه ودعوات الملايين، ممن تابعوا بقلق حادثة الطفل، تستمر الجهود المضنية لمحاولة إخراج الطفل المصاب من براثن هذا البئر المخيف، بعد فشل بعض المحاولات لإنقاذه.
وقالت والدته في تصريحات لإحدى الصحف المغربية: "أنا مصدومة؛ لكن أملي في الله. نترجى من الله أن يخرج ولدي حيا من هذه المحنة".
ومع طول الوقت قررت جهات الإنقاذ في المغرب إنزال الطعام والشراب للطفل في قاع البئر، في ظل صعوبة نزول أي من فرق الإنقاذ إليها لضيق فوهة البئر التي اكتفت بابتلاع الطفل الصغير، مع الخوف من تجريفها حتى لا تنهار على الطفل القابع في الأسفل دون حراك.
وقال مصدر مسؤول عن عملية الإنقاذ: "الطفل ريان يقاوم، ويقدم استجابات خارجية، لكنه يتعرض بين الفينة والأخرى إلى فقدان وعي ظرفي".
وشدد المصدر نفسه، في تصريحات نشرتها صحيفة "هسبريس" المغربية: "السلطات المحلية، بالتنسيق مع المصالح المركزية، تعمل جاهدة من أجل إنقاذ حياة الطفل ريان في أقرب وقت ممكن".
ووسط كل هذا التوتر والترقب ومع استمرار الدعوات، يأمل الملايين في خروج الطفل ريان سليمًا من براثن هذا البئر المظلم، في الساعات القليلة القادمة.